شوف تشوف

الرئيسية

أحمد بنسودة (مدير الديوان الملكي) دبلوماسي ومستشار غير وجهة نظر الحسن الثاني في الظاهرة الغيوانية

 

حسن البصري

 

يعتبر أحمد بنسودة علبة أسرار الملك الحسن الثاني، فقد عمل مديرا للديوان الملكي ومستشارا للملك لمدة تتجاوز ربع قرن، واستمر في منصبه بالرغم من مرضه وانقطاعه عن العمل، علما أنه اشتغل مسؤولا عن تربية ولي العهد.

ينتمي بنسودة لأسرة فاسية هاجرت من الأندلس إلى فاس قبل قرون، واشتهرت هذه الأسرة بعلمائها وفقهائها، وهم «رواد المنابر الشهيرة بالعاصمة العلمية فاس»، على حد قول فاروق النبهان، مدير دار الحديث الحسنية.

يعتبر أحمد من رموز الحركة الوطنية ومن المجاهدين الأولين في الكفاح الوطني، دخل السجون في عهد الحماية الفرنسية، وكان صحافيا لامعا، بالرغم من المتاعب التي واجهته حين اختار الانضمام إلى صفوف حزب الشورى، الغريم التقليدي لحزب الاستقلال، وهو امتداد فكري لعبد الهادي بوطالب، المستشار الملكي السابق.

عينه محمد الخامس سفيرا للمغرب في لبنان، خلفا لعبد الرحمن بادو وتولى مناصب وزارية أخرى، أبرزها مدير الديوان الملكي، وهو المنصب الذي مكنه من الاقتراب أكثر من الأسرة المالكة، بل إنه ظل يعتبر نفسه نازحا، وكان يقول في حضرة الملك: «أسرتنا هاجرت قبل قرون من الأندلس إلى المغرب، نحن أحفاد لأولئك الرجال الذين رحب بهم المغرب قبل قرون».

اختار الملك الحسن الثاني أن يجعل من بنسودة مؤتمنا على أسرار الدولة ومواقف المغرب، وكثيرا ما كان الملك يوفده في مهمات سرية إلى رؤساء الدول العربية، بل إن كثيرا من القرارات التي كان يقدم عليها الملك غالبا ما يتم طبخها في مطبخ الديوان الملكي، سيما وأن بنسودة له صداقات عربية كثيرة، وهو موطن ثقة الفلسطينيين وتربطه صلات جيدة مع السعودية ودول الخليج.

لعب الرجل دورا كبيرا في نسج الخيوط الأولى للمسيرة الخضراء، ولأنه شخصية متميزة وتحرص على حفظ السر المهني، وله مساهمات كبيرة في كل المواقف الوطنية، كان الملك الحسن الثاني يقدره ويعتمد عليه، كما أنه أول عامل مغربي على الصحراء المغربية بعد تحريرها.

تمكن الملك الحسن الثاني بدهائه السياسي من تحويل أحمد بن سودة، من معارض إلى مدافع عن النظام، وهو العارف بأسرار الحقل السياسي المغربي، إذ كان مواليا لجناح المهدي بن بركة. يقول القريبون من أحمد بن سودة إنه هو الذي غير نظرة الملك بخصوص مجموعات «ناس الغيوان» و«جيل جيلالة» و«المشاهب» التي كانت في عينيه ميالة للمد اليساري والثوري، وقد قيل إن أحمد بن سودة أكد للملك أن هذه مجموعات شابة امتهنت الفن ولا رقابة على الفن.

عندما توفي الحسن الثاني أقعد المرض والشيخوخة بنسودة لسنوات قبل أن يرحل إلى دار البقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى