
طنجة: محمد أبطاش
أعلنت السلطات الإسبانية عن ضبط ست غواصات مسيرة قادرة على نقل كميات كبيرة من المخدرات بين المغرب وإسبانيا، وفكّكت عصابة يُشتبه في أنها تصنعها، حيث تقوم بتهريب الممنوعات عبر السواحل الرابطة بين المغرب وإسبانيا، خاصة من جهة الشمال وعبر سواحل طنجة بالأساس.
وأشارت السلطات الإسبانية إلى أن هذه المرة الأولى التي تصادَر فيها أجهزة مماثلة، إذ جرى تزويد كل منها بـ12 محركًا بينما يصل مداها إلى 30 كيلومترًا. وتعتقد الشرطة أن العصابة صنعت هذه الغواصات المسيّرة لتكون «قادرة على تحمّل حمولات كبيرة» لاستخدامها من منظمات إجرامية أخرى. وتشير السلطات الإسبانية إلى أن هذه الأجهزة يمكن أن تسمح لمهربي المخدرات بنقل كميات كبيرة من المخدرات عن بُعد عبر مضيق جبل طارق، وأوضحت أن الغواصات تُمكّن من إدارة عمليات عبور تحت الماء لمضيق جبل طارق الذي يفصل إسبانيا عن المغرب ويمتد لنحو 15 كيلومترًا فقط.
وتشير السلطات نفسها إلى أنه كان من المقرر تسليم ثلاثة مسيّرات لعصابة مخدرات فرنسية «لنقل كميات كبيرة من الكوكايين». وحسب بعض المعطيات المتوفرة، فإن التحقيقات بخصوص هذه الشبكة غير المسبوقة ناهزت 14 شهرا من الأبحاث، واتضح كيف قدم هؤلاء الأفراد خدمات لوجستية لجميع أنواع المنظمات الإجرامية، وارتباطها بعملاء من دول مثل إيطاليا وفرنسا والدنمارك، وعصابات أخرى داخل إسبانيا.
وأفادت الشرطة الإسبانية بأن نظيرتها الفرنسية أسهمت في التحقيقات لكون المنظمة تحصل على تمويل فرنسي وتُفرغ حمولتها في البلد المجاور.
ويرجح أن اعترافات المنظمة التي تم تفكيكها، أخيرا، كانت وراء العملية بعدما تلقت «كارتيلات» المخدرات، عبر المنافذ البحرية الرابطة بين شمال المملكة والسواحل الإسبانية، ضربة موجعة عقب تفكيك شبكة ما بات يعرف بـ«عشيرة طنجة»، والتي استوحت اسمها من طنجة، بحكم قيامها بعمليات سابقة لتهريب المخدرات بين سواحل طنجة وإسبانيا، فضلا عن أباطرة مغاربة ينحدرون من طنجة، ضمن عناصرها.
وكانت هذه الشبكة تعتمد بالأساس على تهريب المخدرات عبر وحدات صناعية أو فلاحية من خلال استغلال صادرات الطماطم وغيرها لحشوها بالمخدرات، وهي العمليات التي أفشلتها المصالح الأمنية أخيرا بطنجة، عبر حجز أطنان من مخدر الشيرا على شكل خضروات وفواكه وغيرها، وهي المعلومات التي لا تزال هذه المصالح تتعقبها بخصوص مصادرها ووجهتها الرئيسية.





