حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأي

الداعشية وقتل الأب

 

 

خالد منتصر

 

اندهش المشاهدون المتابعون لمسلسل «العائدون» من مشهد قتل الابن نزار، المنتمي لتنظيم «داعش»، لأبيه وإعدامه بالرصاص في وسط الساحة، أمام الملأ الذين ظلوا يهتفون «الله أكبر»، وكأنهم في غزوة! الابن نفذ بضمير مستريح، لأن أمير الجماعة أصدر حكم الردة على أبيه، وكانت المفاجأة أن من أبلغ عن الأب وسجل له انتقاده لـ«داعش» كان ابنه الأصغر، شقيق نزار! إلى هذا الحد وصل غسيل الدماغ وتزييف الوعي، إلى كل المشاهدين الذين لم يصدقوا، واتهموا المسلسل بأنه «أوفر»، وأن مثل هذه الجرائم هي من خيال صناع العمل.. إليكم ما حدث على أرض الواقع، وهو أخطر وأكثر رعبا من تجسيد الدراما. أنقل إليكم بعض ما رصده الكاتب صلاح الدين حسن، المهتم بشؤون تلك الجماعات في بحث له.

دخل «حسان» البالغ من العمر 16 عاما على والده فاروق الجبوري، أحد أبرز المرشحين بالانتخابات التشريعية العراقية، وأحد مرشحي «ائتلاف الوطنية»، جنوبي الموصل، حال نومه بغرفته فجرا، فأطلق النار على وجهه وأرداه قتيلا.

في بداية 2016، أعلن «داعش» عن قيام أحد عناصره في سوريا بقتل والده في ساحة الإعدام بتهمة الردة، قبل أن يفجر نفسه في عملية انتحارية استهدفت قادة من تنظيم «جبهة النصرة»، فيما بث عدد من عناصر التنظيم، حينها، تغريدات تؤيد فعله، مبررة ذلك بما سمتها بـ«عقيدة الولاء والبراء». وكتب منذر الزعبى، المكنى بـ«أبوغادة المهاجر»، على موقع «تويتر»، مبررا قتل زميله جراح الأنصاري والده: «عندما عرف حقيقة التوحيد، وأدرك أن فعل الساحر ردة عن دين الله؛ بدأ بالأقربين إليه (والده)، فقتله قُربة لله ولاء وبراء».

أقدم داعشي في العشرين من عمره يُدعى «علي صقر» على إعدام والدته لينا القاسم، على الملأ، بعدما طلبت منه ترك التنظيم، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان؛ حيث قام بإبلاغ قادته أنها «حرضته على ترك تنظيم الدولة الإسلامية، والهروب معها خارج الرقة»، وحذرته من أن غارات التحالف الدولي ستقتل جميع عناصر «التنظيم»، فاعتقل «التنظيم» السيدة على الفور واتهمها بالردة، ليقوم ابنها بإعدامها رميا بالرصاص أمام مئات المواطنين.

في عام 2015 أبلغ مواطن سعودي عن اعتناق ابنه محمد الغامدي، للفكر التكفيري وانتمائه للتنظيم، ورافق القوة الأمنية التي ستلقي القبض عليه، ليقتله ابنه صائحا «الله أكبر»، في أثناء المواجهات مع الأمن، في محافظة خميس مشيط السعودية، كما قام أخوان سعوديان ينتميان إلى «داعش»، هما سعد وعبد العزيز راضي عياش العنزي، بقتل ابن عمهما، حيث قام الأول بذبحه، لكونه عسكريا بالجيش السعودي، فيما قام الثاني بتصوير الجريمة، وأكدت عائلتهما التي مثلت لها الجريمة صدمة كبرى أن الأخوين وابن عمهما تربوا معا في منزل واحد! وفي العام نفسه أقدم توأمان على طعن والديهما وشقيقهما الأصغر بالسكاكين والساطور، في العاصمة السعودية الرياض، بعد مبايعتهما زعيم تنظيم «داعش».

في أبريل 2014 قتل قيادي في «داعش»، بكركوك شمال العراق، والده رميا بالرصاص، وأكد مصدر أمني عراقي أن «الابن أطلق قرابة 30 رصاصة على والده، وأن التحقيقات من خلال المعلومات المتوافرة تشير إلى أن القتل جاء نتيجة الصراع، بين تنظيمي «أنصار السنة» و«داعش»، حيث رفض الوالد القتيل مبايعة أمير تنظيم داعش».

هل ما زال عندكم شك أن غسيل الدماغ من خلال التنظيمات الدينية، أخطر أنواع الانسحاق والتشويه وموت الضمير وانتحار العقل؟

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى