شوف تشوف

الرأي

وزن الحمامة

كثيرا ما نسمع عن أوزان الملاكمين باسم مميز دون أن ندرك طبيعة هذه الأوزان في رياضة الملاكمة، وغالبا ما نتساءل عن سر ربط الأوزان بالحشرات والدواجن كوزن الذبابة والديك والريشة دون أن نصل إلى رد منطقي.
لا تنشغلوا بفك ألغاز الأوزان الخفيفة والثقيلة، ولا تعتقدوا أن هذه التسميات لها مدلول قدحي، فعند الراسخين في الملاكمة علم اليقين بأسباب النزول. ولكن أدعوكم لتتبع ما يحمل الميزان من دواه، وما تعرفه عملية وزن الملاكمات في معسكر هذه الرياضة من غرائب يجعلنا نعيد النظر في لعبة صنفت في خانة الفن النبيل، ونصرف النظر عن الميزان أو نقيم الوزن بالقسط.
في هذا المعسكر، قضت الملاكمات ليلة ليلاء يتبادلن سر الميزان المركون في غرفة مسؤول عن النخبة النسوية، كلما طلب منهن حضور عملية الوزن إلا واشترط عليهن التخلص من البذل الرياضية والاكتفاء بورقة توت تخفي العورة فقط. وكلما اعترضت ملاكمة إلا وبرر قرار «العري» بالحرص على تدقيق الملاحظة في تضاريس الجسد والتنقيب عن مطبات تستدعي تدخلا عاجلا من الطاقم التقني لترميم ما أفسدته الدهنيات.
كلما نودي على بطلة للالتحاق بغرفة المسؤول والخضوع لعملية الوزن، إلا ووضعت كاميرا هاتفها المحمول في حالة استنفار، استعدادا لتسجيل حوار مع مسؤول يقول إن عقارب الميزان لا تتحرك إلا بعد التخلص من البذل والقمصان.
ما جدوى تثبيت الميزان في غرفة مسؤول؟ لماذا يطلب من الملاكمات الاستحمام قبل ركوب الميزان؟ كيف يبيح لنفسه حق التدقيق في أجساد بطلات يتراقص أمام عيونهن حلم البطولات؟ ما سر الصمت الرهيب الذي تواجه به الجامعة هذه النازلة؟
قدر الملاكمة المغربية أن تعيش على وقع التحرش، فما أن طوي ملف الملاكم المغربي حسن سعادة الذي قضى أياما خلف قضبان سجن كامورادو بتهمة التحرش بنادلتين حسناوين، حتى تعرضت الملاكمة المغربية لضربة قاضية، بعد تسريبات صوتية لملاكمات تكشف معاناتهن من كابوس ميزان ليس ككل الموازين.
يقال، والعهدة على الفلكيين، إن الصدف الماكرة جعلت «العبار» من المصنفين في برج الميزان، وصاحب هذا البرج يميل لنسج علاقة عاطفية مع برج الدلو والجوزاء والقوس والأسد والسرطان، فهل نجد في الأبراج مبررا للانفلات؟
حسب تقرير لجنة تقصي الحقائق، فإن المعني رفض الإدلاء بمبررات وجود ميزان في غرفته، تطأ أقدام الحسناوات على لوحته كل مساء أمام مرآه.
كثير من المتهمين بالتحرش رفضوا الجلوس أمام المحققين واكتفوا بالكشف عن «دينار» على الجبين يصد السائلين ويرد المشككين على أعقابهم خاسرين، وكثير منهم برروا الظفر بذات القوام وقالوا «لا حياء في الرياضة»، فمسحوا بنظراتهم الجائعة أدق تفاصيل أجساد بطلات لطالما لففن أجسادهن بعلم وطنهن ورفعن رايته خفاقة في الملتقيات القارية والعالمية.
لن يرسل الآباء فلذات أكبادهم إلى معسكرات، مادام الميزان البغيض يؤرق مضاجعهن، سيقاطعون تجمعات الفريق الرياضي مادام التحرش يحلق فوق الحلبات. سيطالبون بمحاكمة المتحرشين والصامتين والراغبين في طمس معالم التحرش وتمزيق بيانات كتبت على ورق التوت، ستقرر مجالس العائلات اعتزال بطلاتها اللكم كي لا يسقطن بالضربة القاضية أمام مسؤول يحمل رتبة «مرب» وصفة متحرش.
ويل للمتحرشين العابرين للقارات الذين يعتقدون خطأ أن الجسم السليم في الميزان السليم، وأن أهمية التحرش بالنسبة للبعثات الرياضية تساهم في رفع المعنويات وتوطيد أواصر الصداقة بين البطلات والمسؤولين.
مازال الكشف عن المتحرشين في الوسط الرياضي يعد تشويشا ويصنف في خانة ضرب استقرار الفرق وتركيزها، وكأن التركيز لا يستقيم إلا بوجود متحرش كاتم للصوت. أحد ذوي السوابق أجبر الملاكمات على أداء القسم كي لا تتسلل فضيحة التحرش خارج أسوار المعسكر، وألقى محاضرة تحدث فيها عن المسافة بين التحرش والمغازلة والإعجاب. ووعد بتأليف كتاب تحت عنوان: «كيف نغازل بدون تحرش؟».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى