طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأنه تمت إعادة تعبئة غلاف مالي بقيمة تصل إلى 153 مليون درهم لإنشاء محطات متنقلة بتحلية مياه البحر بعدد من الأقاليم الساحلية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، لمواجهة أي نقص محتمل في مياه الشرب.
ويشكل المشروع موضوع اتفاقية متعددة الأطراف، ويرتكز المشروع، الذي يروم تحسين جودة الحياة من خلال توفير المياه الصالحة للشرب، على إنشاء 9 محطات تحلية مياه البحر أحادية الكتلة بطاقة إنتاجية تتراوح بين 3 و20 لترا في الثانية، ستوزع على 3 محطات بإقليم الحسيمة، ومحطتين بكل من عمالة طنجة-أصيلة وتطوان، ومحطة بكل من إقليمي شفشاون والفحص-أنجرة.
وسيتم في إطار الاتفاقية تمويل أشغال إنشاء المحطات واستكشاف وإنجاز الأثقاب الضرورية لجلب المياه وتجهيزها وربط المحطات الجديدة بشبكتي الماء والكهرباء. كما يتضمن المشروع ربط المحطتين الموجودتين مسبقا في إقليم شفشاون بشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب والكهرباء لضمان الاستفادة القصوى من إمكاناتهما.
وقد تمت إعادة التعبئة المالية، بعد إلغاء سابق للمشروع بطنجة، نتيجة ندرة الأراضي العقارية، لإحداث هذه المنصة المهمة، حيث ينتظر أن تقام بمنطقة هوارة بطنجة، وعلى مساحة كبيرة تتعدى 43 هكتارا.
وحسب المصادر، فإن المحطة الجديدة تم اختيارها بعد دراسة دقيقة قامت بها السلطات المحلية بالتعاون مع خبراء ومهندسين. ويتوقع أن يكون لها دور حيوي في إطار البرنامج الوطني لتزويد المدن بالمياه، حيث سيتم توقيع اتفاقيات شراكة مع عدد من المؤسسات المركزية. وأشارت المصادر إلى أن المشروع حسب التقديرات الأولية، سيستغرق بين سنتين إلى أربع سنوات للانتهاء منه، كما يتوقع كذلك أن يسهم في تزويد مدينة طنجة وأصيلة والعرائش بمياه صالحة للشرب.
ويأتي هذا المشروع كحل حيوي في حال استمرار سنوات الجفاف ونقص حقينة السدود بسبب ضعف التساقطات المطرية، وسيسهم في تعزيز استدامة إمدادات المياه في المنطقة، حيث من المنتظر أن يضخ بعد تشغيله ما بين 30 و80 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب.
وكانت بعض المصادر قد كشفت أن ندرة الأراضي العقارية، في ظل وجود خط من العقارات التي تحتل الساحل البحري بطنجة، إلى غاية مدينة أصيلة، أصبح تحديا تتدارسه السلطات المختصة، حيث إن منطقة التحلية تحتاج إلى مكان استراتيجي ودراسات، بعدما أظهرت التجارب أن مدنا كطنجة تحتاج إلى نحو 275 ألف متر مكعب من الماء في اليوم، منها 000 125 متر مكعب في اليوم لمياه الشرب فقط، وسترتفع قدرة المحطة تباعا لتصل سعتها النهائية إلى 000 400 متر مكعب في اليوم، أو ما يزيد عن ذلك حسب حاجة المدينة أو أقاليمها الجهوية.
