طاطا: محمد سليماني
حصل إقليم طاطا على اعتمادات مالية كبيرة لمواجهة تداعيات فيضانات شتنبر 2024، والتي خلفت خسائر كبيرة في البنية التحتية الطرقية والدور السكنية والمنشآت الفنية.
واستنادا إلى المعطيات، فقد حصل إقليم طاطا لوحده على ميزانية ضخمة تصل إلى 706 ملايين درهم، من أصل 2,5 مليار درهم، كانت الحكومة قد خصصتها بتعليمات ملكية لمواجهة تداعيات الفيضانات التي ضربت عددا من الأقاليم، وذلك عبر تقديم الدعم وتوفير المواكبة لإعادة بناء وتأهيل المباني والمساكن المتضررة، وكذا إعادة تأهيل البنية التحتية الطرقية، وشبكات الاتصال والكهرباء والماء الصالح للشرب والتطهير، إضافة إلى دعم الأنشطة الفلاحية بالمناطق المتضررة، عبر استصلاح الدوائر السقوية الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الدعم لـ «الكسابة» الذين فقدوا مواشيهم جراء الفيضانات، من أجل إعادة تشكيل الثروة الحيوانية في هذه المناطق.
وحسب المعطيات، فقد باشرت عمالة إقليم طاطا تنزيل هذا البرنامج الممتد على مدى سنتي 2025 و2026. ففي المحور المتعلق بإعادة تأهيل الطرق والمنشآت الفنية، والذي خصص له مبلغ يصل إلى 453 مليون درهم، يهدف إلى تعزيز الربط الطرقي وتحسين السلامة المرورية، فقد تم البدء في إعادة تأهيل عدة طرق متضررة بسبب الفيضانات، وبناء 17 منشأة فنية، منها 10 منشآت على مستوى الطريق الوطنية رقم 17، و7 منشآت فنية على مستوى الطريق الوطنية رقم7. أما بخصوص المحور المتعلق بإصلاح الطرق غير المصنفة والمسالك القروية، فقد خصص له اعتماد مالي يتجاوز 94 مليون درهم. وتهدف مشاريع هذا المحور إلى القضاء على نقاط الانقطاع خلال مواسم الأمطار، وتحسين جودة الخدمات المقدمة إلى مستعملي الطرق، بالإضافة إلى تعزيز مؤشرات السلامة الطرقية.
وتم كذلك تخصيص دعم للقطاع الفلاحي يتجاوز 100 مليون درهم، لإعادة تأهيل المنشآت السقوية، مما سيساهم في دعم الفلاحين وتحسين الإنتاجية الفلاحية بالمنطقة. وتخصيص 13 مليون درهم، لإصلاح المباني والممتلكات العمومية المتضررة. أما بخصوص المنازل المهدمة كليا أو جزئيا بسبب الفيضانات، فقد استفادت الكثير من الأسر المعنية من أكثر 17 مليون درهم. إلى جانب ذلك، هناك مشاريع أخرى تسير في الاتجاه ذاته، تهم عددا من الجماعات الترابية، في إطار اتفاقيات مع المجلس الإقليمي ووكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، تهم تأهيل شبكات الماء الصالح للشرب وتنقية الواحات المتضررة، باعتمادات مالية تناهز 18 مليون درهم.
يشار إلى أن الفيضانات التي ضربت إقليم طاطا في شتنبر 2024، قد خلفت خسائر مادية كبيرة في ممتلكات الأفراد، حيث هدمت منازل بشكل كلي، وبعضها بشكل جزئي، كما أحدثت السيول شقوقا وانهيارات جزئية في بعض المباني، وجرفت أشجار النخيل وعددا من الأشجار المثمرة وباقي المزروعات المعاشية بواحات الإقليم، وأتلفت قطعان الأغنام لعدد من «الكسابة» كانوا يقطنون بمحاذاة مجاري المياه. وجرفت السيول كذلك طرقا ومنشآت فنية وجوانب منشآت فنية أخرى، وأحدثت خسائر في شبكات الماء الصالح للشرب والاتصالات.
وفي هذا الإطار، تم إحداث لجان إقليمية مختلطة قامت بعمليات إحصاء وتقييم الخسائر، وذلك بناء على مذكرة عاملية. وتضم هذه اللجان التي تترأسها السلطات المحلية، في عضويتها كلا من القائد الإقليمي للوقاية المدنية، ومدير الوكالة الحضرية لتارودانت- تيزنيت- طاطا، والمدير الإقليمي للسكنى وسياسة المدينة، ورئيس الوكالة الإقليمية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الكهرباء.
