الأخبار
كما كان متوقعا، حسمت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، في وقت متأخر من مساء أول أمس الخميس، ملف مرتكب مجزرة حي الرحمة بسلا، التي خلفت مقتل ستة أشخاص وحرق جثثهم، حيث أيدت حكم السجن المؤبد الذي أدين به المتهم قبل سنتين تقريبا بالمحكمة نفسها.
وبعد استكمال أطوار المناقشة ومرافعات الدفاع، منحت الهيئة القضائية الكلمة الأخيرة للمتهم الخمسيني، وهو مهاجر بإسبانيا، حيث أصر على إنكار تهمة القتل الموجهة إليه، قبل أن تدخل الهيئة الملف للمداولة وتصفعه، بعد ساعتين تقريبا، بتأييد حكم السجن المؤبد الصادر في حقه ابتدائيا من طرف الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بالمحكمة نفسها.
وكانت الهيئة القضائية واصلت استنطاق المتهم خلال جلسة سابقة عقدت في التاسع من ماي الماضي، حول تفاصيل دقيقة مرتبطة بالتهمة الموجهة إليه، وهي القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، في الوقت الذي التزم الجاني بالإنكار التام للجريمة المنسوبة إليه، مبررا تهديداته بقتل الضحايا التي عثر عليها موثقة ومسجلة بصوته بهاتفه النقال، بأنه كان في حالة سكر طافح، مضيفا أنه يفقد توازنه بالكامل عندما يستهلك الخمر قائلا: «مكنعرفش شنو كنقول مني كنسكر».
وكانت الأبحاث والخبرات المنجزة على هواتف المهاجر المتهم بقتل ستة أشخاص من عائلته، كشفت عن تهديدات مسجلة بصوته، تتوعد بقتل الضحايا، وهو ما حدث بعدها بأيام فقط، بعد تسجيل جريمة قتل ستة أشخاص دفعة واحدة وحرق جثثهم بشكل بشع.
وكانت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أدانت المتهم، في يوليوز 2024، بالسجن المؤبد وغرامة مليون درهم، وذلك على خلفية ارتكابه جريمة قتل وحشية خلفت مقتل
ستة أشخاص من عائلته بحي الرحمة بسلا وحرق جثثهم بالكامل.
وكان المهاجر المغربي المثير للجدل، الذي تسلمته السلطات المغربية من نظيرتها الإسبانية في ماي من سنة 2022، واجه شهودا وأفرادا من عائلات الضحايا، حيث أجمعوا على وجود خلافات عائلية حادة بسبب نزاع حول ملكية عقار وأراض فلاحية بالغرب، وتحديدا بضواحي مشرع بلقصيري، كما نفوا معرفتهم بأي تفاصيل حول مرتكب الجريمة البشعة في حق أهاليهم بسلا. وساءلت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية المتهم حول الاتهامات المنسوبة إليه وارتباطها بتفاصيل الجريمة ونتائج الأبحاث التمهيدية والتفصيلية المنجزة في الملف، فضلا عن ارتباطها بنتائج الخبرات التقنية المنجزة حول الهواتف وجواز السفر وتنقلات المهاجر المشتبه فيه.
وطوال فترة الاستنطاق وجلسات المحاكمة السابقة، التزم المتهم بالإنكار، حيث نفى ارتباطه بكل التهم المنسوبة إليه، مشددا على أنه كان يتواجد خارج الوطن عند وقوع الجريمة.
وكانت السلطات الإسبانية، وبعد مرور سنة كاملة على اعتقال المتهم، سلمت العلبة السوداء لمجزرة حي الرحمة بسلا إلى القضاء المغربي، من أجل محاكمته وفك كل الألغاز والملابسات المرتبطة بهذه الجريمة الخطيرة التي دوخت الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية منذ ارتكابها في فبراير من سنة 2021.
وتابع قاضي التحقيق المتهم بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وإضرام النار في مسكن واستعمال أساليب وحشية لتنفيذ الجريمة البشعة في حق الضحايا .
وكانت السلطات الأمنية الإسبانية نجحت سنة 2021، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة لنظيرتها المغربية، في إيقاف المعني، وهو مهاجر مغربي مزداد سنة 1963 بمدينة مشرع بلقصيري ويشتغل بإحدى شركات الغاز بالديار الإسبانية.
وتعود أطوار هذه الجريمة إلى شهر فبراير من سنة 2021، حيث اهتز حي الرحمة بسلا على وقع جريمة بشعة خلفت مقتل ستة أشخاص بينهم امرأة وطفل ورضيع، وأسفرت الأبحاث عن الاشتباه في ارتكاب شقيق رب الأسرة الهالك للجريمة.
