أنهت الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، أول أمس الاثنين، محاكمة المتهمين المتورطين في مقتل شاب بشاطئ سلا، منتصف شهر غشت الماضي، حيث أصدرت عقوباتها السجنية في حق ثلاثة أشخاص توبعوا في هذا الملف في وضعية اعتقال، تراوحت بين سنة واحدة حبسا نافذا والسجن المؤبد.
وضمن التفاصيل أدانت الهيئة القضائية المذكورة متهمين في العشرينات من عمرهما بالسجن المؤبد بعد متابعتهما بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، فيما أدانت متهما ثالثا بسنة حبسا نافذا بتهمة عدم التبليغ.
المحاكمة التي احتضنتها غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط امتدت إلى وقت متأخر من ليلة أول أمس الاثنين، وتخللتها مرافعات قوية لممثل الحق العام ودفاع المتهمين، في إطار التجاذب الكبير الذي رافق القضية، بعد تعدد القراءات في تكييف التهمة، ارتباطا بملابسات الجريمة، حيث توفي الضحية غرقا بعد تعريضه لاعتداء خطير بالسلاح الأبيض.
وتعود أطوار هذه القضية إلى غشت الماضي، عندما سجلت المصالح الأمنية بسلا وفاة شاب في مقتبل العمر غرقا بشاطئ «بوشوك» بسلا، بعد تعريضه للاعتداء بالأسلحة البيضاء من طرف شابين كانا تحت تأثير التخدير حسب إفادات متطابقة بعين المكان، اعتمد عليها المحققون لاحقا لفك كل ألغاز الجريمة.
الشهادات ذاتها أكدت أن الشاب الضحية كان رفقة مجموعة من أقرانه بمخيم عشوائي بشاطئ «بوشوك» بسلا، ودخل في نقاش مع «شلة» أخرى من الشباب كانوا يجاورون خيمته بالشاطئ، قبل أن يعرضه شخصان للضرب المبرح بالسلاح الأبيض، ويرغماه على رمي نفسه في البحر بعد تهديده بالقتل، علما أنه كان يقع تحت تأثير الطعنات القوية التي وجهها له الجانحان.
وقد تقاسم صياد بالمنطقة تفاصيل السيناريو المرعب الذي عاشه الضحية مع المتهمين، حيث أكد أنه لم يسلم هو الآخر من تهديداتهما، عندما حاول إنقاذ الشاب الذي ظل يصارع الأمواج في عمق البحر، رغم إصابته بالسلاح الأبيض، وأضاف شهود عيان بمن فيهم الصياد وأحد أصدقاء الضحية، أن هذا الأخير خارت قواه واختفى عن الأنظار وسط الأمواج، أمام أعين المتهمين، قبل أن يلوذا بالفرار.
وتزامنا مع مساعي مصالح الإنقاذ لاستخراج جثة الشاب الضحية، نجحت عناصر الشرطة القضائية الجهوية بالأمن الإقليمي بسلا في توقيف المتهمين المتورطين في هذه الجريمة، وتقديمهما للعدالة، حيث تمت إدانتهما بالسجن المؤبد.
