محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة، أن مستشفى مدينة أصيلة، بات يعرف “هجرة جماعية” من قبل الأطباء صوب مدينة طنجة، وكذا في اتجاه بعض المصحات الخاصة، وذلك هربا من ظروف الاشتغال التي وصفت بالمزرية.
وحسب المعلومات المتوفرة، فإن هذا المستشفى بات يعاني خلال السنوات الأخيرة من نزيف حاد في الأطر، نتيجة هروب أزيد من عشرة أطباء والذين انتقلوا إلى طنجة، علما أنه كان يتوفر على حوالي 20 طبيبا ولم يتبق منهم حاليا سوى ثلاثة يعملون طيلة اليوم تقول هذه المصادر، كما يقتصر دورهم في القيام بالمداومة بقسم المستعجلات والذي يتعطل أحيانا بسبب النقص في الأطر.
وأضافت المصادر نفسها أن مصالح كل الأقسام معطلة باستثناء قسم الجراحة الذي يتم تشغيله في حالات الاستعجال، كما شهد قسم المستعجلات حالة توقف دامت مدة 48 ساعة خلال الأسابيع الماضية بسبب غياب الأطر، مما اضطر المرضى للجوء إلى مراكز الاستشفاء بطنجة.
ووفق مصادر متتبعة لهذا الملف، فإن الكل أصبح يتخوف من استمرار مغادرة الطاقم الطبي الموجود على قلته، حيث أصبح المستشفى مهددا بفقد المدير وطبيب الجراحة والتخدير، وذلك كما جرى سابقا مع طبيب الولادة وطبيب الأطفال اللذين تم تنقيلهما في إطار عملية سد الخصاص .
ونبهت مصادر متتبعة للوضع الصحي بأصلية، أن ما وصفته بهذا الوضع الشاذ لهذا المستشفى يشكل خسارة كبيرة للقطاع الصحي، لكونه لا يخضع للاستغلال إلا بنسبة ضئيلة، خصوصا وأنه شبه معطل، علما أنه يتوفر على بنية متكاملة ومجهز بمائة سرير ومعدات طبية تظل معرضة للتآكل، كما أن المستشفى يعاني من الخصاص الحاد في الوسائل الطبية والأدوية الخاصة بحالات الاستعجال، حيث يتم أحيانا خلط بعض منها بالماء من أجل تقديم الإسعافات للمصابين الذين يكونون في حالات مستعجلة.
ويطالب المواطنون بالعمل على تعزيز المستشفى بالأطر الكافية والتي يجب أن تشتغل بشكل إلزامي، وكذا العمل على استغلال الفضاء الموجود للاستفادة من طاقته الاستيعابية من خلال خلق بعض الاختصاصات، فضلا عن ضرورة تعزيز القسم الجراحي بالأطر والإمكانيات مع توفير المختبر .
