شوف تشوف

الرئيسيةمدن

مواطنون بنواحي تاونات يحاصرون رجل سلطة داخل سيارته بسبب زراعة “الكيف”

الداخلية تحقق في تهمة الابتزاز والقوات العمومية تتدخل لفك حصار حاشد

تاونات: لحسن والنيعام

تدخلت القوات العمومية في وقت متأخر من ليلة الأربعاء/الخميس، لفك حصار على رجل سلطة وأحد أعوانه شارك فيه المئات من المواطنين المنحدرين من نواحي إقليم تاونات. واضطرت القوات العمومية إلى إطلاق أعيرة في السماء لدفع المتجمهرين، الذين رددوا شعارات تطالب بـ”البديل الاقتصادي” في مواجهة زراعة “الكيف”، قبل أن تتدخل لتطويق سيارة رجل السلطة وإخراجه منها، لتضع حدا لمحنة حقيقية عاشها لما يقرب من 10 ساعات في دوار الزاوية بمنطقة “سيدي يحيى بني زروال”، حيث طوق المئات من السكان، ضمنهم نساء، سيارته ورفضوا السماح له بمغادرة الدوار إلا بحضور عامل الإقليم، لمطالبته بفتح تحقيق في اتهامهم لرجل السلطة المعني بـ”الضغط” و”الابتزاز”. ولم تشفع محاولات لـ”التهدئة” أجراها معهم البرلماني الاستقلالي المفضل الطاهري، وهو من أعيان المنطقة، كما أن مسؤولين من الدرك لم ينجحوا بدورهم في إقناع المحتجين، بإخلاء سبيل سيارة القائد، ومواصلة الحوار.
ووجه المحتجون انتقادات لاذعة إلى المجالس المنتخبة والبرلمانيين الذين يستغلون ملف الكيف في الحملات الانتخابية، وعندما يتمكنون من حصد النتائج، فإنهم يتركون الساكنة في مواجهة “الإهانة” التي تفرضها زراعة القنب الهندي في هذه المناطق.
وفي ظل احتقان في المنطقة دام لساعات، تم انتداب لجنة تكونت من مسؤولين في عمالة الإقليم ووكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، وتم الاتفاق على إجراء الحوار في مقر القيادة. وقطعت سيارة قائد المنطقة مسافة طويلة وسط حصار المحتجين لها، إلى أن حطت الرحال بمقر القيادة، وانتهت هذه القضية المثيرة بتدخل القوات العمومية.
وذكرت المصادر أن السكان حاصروا القائد عندما كان رفقة أعوانه وعناصر للقوات المساعدة بصدد مصادرة بذور وأسمدة وآليات لزراعة القنب الهندي. واتهم السكان المحتجون بدوار الزاوية بمنطقة “سيدي يحيى بني زروال” رجل السلطة المعني بـ”الضغط” و”الابتزاز”، وقالوا إن حضوره إلى الدوار لن يندرج في إطار حملات تقوم بها السلطات المحلية ضد زراعة القنب الهندي، وهي حملات تشارك فيها لجنة مختلطة، ويحضر فيها عدد كبير من القوات العمومية. وقال المحتجون إنهم يطالبون السلطات بتمكين مناطقهم من بدائل اقتصادية، وليس الاكتفاء بشن حملات موسمية لم تتمكن من حل المشكل رغم استمرارها منذ ما يقرب من 20 سنة.
وتطلق السلطات المحلية سنويا حملات محاربة زراعة الكيف بنواحي إقليم تاونات، حيث تعمد إلى إتلاف الحقول التي تزرع فيها هذه النبتة، في وقت تشير فيه المعطيات إلى أن زراعة الكيف أصبحت في السنوات الأخيرة تزحف من منطقة “كتامة” إلى حقول عدد من الجماعات القروية بمنطقة غفساي. وعادة ما تخلف هذه الحملات أجواء من التوتر وانتقادات من قبل الساكنة، لها علاقة بالانتقائية في التدخلات، بناء على تقارير غير دقيقة لأعوان السلطة والضغط على المزارعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى