
النعمان اليعلاوي
تعيش مدينة تمارة على وقع تذمر متزايد في أوساط سكان عدد من أحيائها، بسبب ما يصفونه بـ”الإهمال المزمن” و”التدبير غير المنصف” من قبل المجلس الجماعي، الذي يواجه انتقادات لاذعة بسبب تواضع تدخلاته، رغم مرور سنوات على انتخابه، وتزايد الحاجيات في ظل النمو الديموغرافي والعمراني المتسارع.
في طليعة هذه الأحياء، يبرز “بلوك تاء” بحي المغرب العربي، كأحد النماذج الصارخة على التهميش المتواصل. في وسط الحي لا وجود لمجاري تصريف مياه الأمطار، ولا لأي أعمال تبليط أو تهيئة للأرصفة، في وقت تزداد فيه معاناة السكان خلال فصل الشتاء، حيث تتحول الأزقة إلى برك مائية وأوحال تعرقل حركة الراجلين والسيارات، وتجعل الحي أقرب إلى منطقة قروية منعزلة منه إلى مجال حضري.
ويؤكد سكان الحي، في تصريحات متطابقة لـ”الأخبار”، أنهم راسلوا المجالس المنتخبة المتعاقبة دون أن يتلقوا أي رد أو مبادرة فعلية تخرج الحي من وضعيته المتردية. ويقول أحد السكان: “نعيش في عزلة عمرانية رغم أننا ضمن النسيج الحضري للمدينة… نفتقر للإنارة العمومية الكافية، ولا وجود لتهيئة تحترم الحد الأدنى من شروط العيش الكريم. تعبنا من الشكايات التي لم تجد آذانًا صاغية.”
ما يزيد من الإحساس بالغبن لدى سكان الحي هو إدراج أحياء مجاورة ضمن برامج إعادة الهيكلة، بينما بقي “بلوك تاء” على حاله منذ أكثر من عشرين عامًا، دون أن تطاله تدخلات جادة، ما يطرح تساؤلات عن معايير الانتقاء ومدى التزام المجلس بمقاربة الإنصاف المجالي في برامجه التنموية.
في السياق ذاته، لا يُخفي السكان امتعاضهم من الوضع المزري الذي بات عليه منتزه الحسن الثاني، الذي دُشّن ليكون متنفسًا بيئيًا وسياحيًا لساكنة تمارة وضواحيها، قبل أن يتحول، بفعل الإهمال وغياب الصيانة، إلى فضاء مهمل، تغزوه النفايات وتنتفي منه أبسط مقومات الجذب والراحة. المتنزه، الذي أشرفت على تدشينه الأميرة لالة حسناء قبل سنوات، لم يعد يعبّر عن الرؤية التي أُنشئ لأجلها، وصار نقطة سوداء في قلب المدينة.
في المقابل، أوضح زهير الزمزمي، رئيس المجلس الجماعي لتمارة، أن “المجلس سطر برنامجا لإعادة تأهيل عدد من أحياء المدينة”، موضحا في اتصال هاتفي مع “الأخبار” أن “المجلس الذي سيعقد دورته الحادية يوم السابع من ماي المقبل، قرر تخصيص الفائض في الميزانية لهذه الغرض، من أجل تهيئة أحياء المغرب العربي والأمل والمسيرة الثانية”، موضحا أن أشغال التهيئة ستشمل الطرق والأزقة، وأضاف أن “بعض الفضاءات الخضراء، كشأن منتزه المغرب العربي، غير تابع للمجلس، وهو تابع للمياه والغابات، لذلك قررنا التوقيع مستقبلا على اتفاقية بشأنه من أجل تأهيله”.