محمد وائل حربول (متدرب)
ندد الأمناء العامون للأحزاب السياسية المغربية، خلال اليومين الماضيين، بالموقف العدائي للجزائر، بعد اتخاذها لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، في قرار أحادي الجانب، حيث عبروا عن تأسفهم لهذا القرار الذي يحمل طابع «اللا سلم» ويؤكد على تواصل مسلسل التصعيد من جانب النظام العسكري الجزائري، مؤكدين في الوقت ذاته، على أن هذا التمادي والتماهي من قبل جنرالات قصر المرادية لا يراعي العلاقات التاريخية، والروابط الدينية واللغوية والأخوية بين البلدين.
وفي هذا الصدد، خرج سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ليعبر عن تأسفه من هذه الخطوة، حيث قال «كنا نتمنى أن يكون رد الفعل الجزائري فيه مصالحة وتعاون، مضيفا أنه تفاجأ بقرار الجزائر معتبرا أن خطوة جنرالات الجزائر، جاءت بعد الدعوة الثالثة التي وجهها الملك محمد السادس ومد من خلالها اليد للمصالحة وبدء الحوار مع الإخوة في الجزائر دون شروط».
وقال حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش، إنه يتأسف لقرار السلطات الجزائرية قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، موضحا أنه في الوقت الذي قدم فيه الملك مبادرته لتقوية العلاقات الثنائية، تمادت سلطات الجزائر في مسلسلها التصعيدي ومعتبرا أن الذرائع التي قدمها جنرالات الجزائر تعد «واهية وخارج النطاق الزمني ولا علاقة لها بالواقع، دون مراعاة لتأثير هذا القرار على مستقبل الشعبين الجزائري والمغربي الشقيقين».
وثمن المكتب السياسي للأحرار موقف وزارة الخارجية المغربية حيث قال إنها تلتزم بالإبقاء على علاقات المغرب التاريخية والأخوية مع الشعب الجزائري الشقيق، تماشيا مع توجيهات الملك محمد السادس، ليقوم الحزب بدعوة كافة المناضلات والمناضلين إلى الالتزام بالرسالة الملكية النبيلة، مع الحرص على العمل بمسؤولية وحكمة على تنمية العلاقات المغاربية، في أفق تحقيق الاستقرار والرفاه لشعوب المنطقة.
ومن جهته، اعتبر نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، الخطوة التصعيدية من قبل الجزائر غير مفهومة، وغير مبررة وتضرب مبدأ حسن الجوار، معتبرا كذلك أن هذه الخطوة ليست في مصلحة الشعبين الجزائري والمغربي في ظل الظروف الصعبة الناتجة عن تداعيات فيروس كورونا، مشددا على أنه عوض انتهاج جنرالات الجزائر لمثل هذه الخطوات، كان من المفروض على الجزائر أن تتجاوب إيجابيا مع اليد الممدودة للملك محمد السادس، بدل قطع العلاقات.
وأكد بركة أن الجزائر وعوض تحقيق التعاون، وتعزيز العلاقات بما يعود على الشعبين بالرخاء وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وما يعود على مصالح الاتحاد المغاربي، والتكتل الإقليمي بالنفع لتحقيق التوازن والوحدة، التي ستنعكس إيجابا بدورها على القضايا التي يتقاسمها مع القارة ونصرة القضايا العربية بما فيها قضية فلسطين، انتهجت سياسة القطيعة والتفريق وضرب مبدأ حسن الجوار
وفي تعليقها على القرار الجزائري، وصفت نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، النظام الجزائري الحالي بـ «الفاسد»، محملة إياه المسؤولية فيما يحصل الآن، وفيما آلت إليه الأوضاع بين البلدين، معتبرة أن النظام الجزائري ليس من مصلحته فتح الحدود بين الشعبين، اللذين امتزجت دماؤهما، في حرب التحرير من المستعمر الفرنسي.
هذا وكانت وزارة الخارجية، قد عبرت في بلاغ مقتضب عن أسفها لقرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث وصفت القرار بأنه غير مبرر تماما، وأنه متوقع بالنظر لمنطق التصعيد المسجل خلال الفترة الأخيرة، موضحة أن المغرب يرفض رفضا قاطعا «الذرائع الواهية والسخيفة» وراء قطع الجزائر علاقاتها مع المملكة، هذا ونقلت وكالة «فرانس بريس»، عن مصدر خاص أن المغرب، سيغلق سفارته في الجزائر، بعد ثلاثة أيام على إعلان الأخيرة من جانب واحد قطع علاقاتها مع المملكة، على أن يعود الطاقم الدبلوماسي المغربي إلى بلاده.