طنجة: محمد أبطاش
أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة، أول أمس الخميس، حكما قضائيا يقضي ببراءة زوجة بارون المخدرات سفيان حمبلي، وذلك بتبرئتها من جميع التهم الموجهة إليها، بعد أن تابعتها المحكمة في وقت سابق بتهم حول تكوين عصابة إجرامية، ومحاولة القتل العمد والمشاركة والتخطيط والتحريض، عقب شكاية تقدم بها البارون المذكور حول محاولتها قتله بمدينة طنجة.
وحسب بعض المعطيات المتوفرة، فإن بارون المخدرات الفرنسي الجنسية من أصول جزائرية والمدان أمام جنايات الرباط بسبع سنوات سجنا، سبق أن اتهم زوجته بكونها وراء محاولة تصفيته، وأنها قامت باستئجار مجهولين بطنجة، بغرض التهجم عليه ومحاولة تصفيته بمنتجع سياحي بمنطقة أشقار الساحلية بالبوغاز، حيث أصيب وقتها بجروح خطيرة استدعت نقله إلى مصحة خاصة بمدينة طنجة، باستعمال هوية مزورة، قبل أن تطيح به المصالح الأمنية، بعد اكتشافها أن ضيف المصحة ليس سوى المبحوث عنه رقم 1 في أوروبا وقتها، بسبب قضايا المخدرات.
ونفت الزوجة المتهمة أمام القضاء أية علاقة لها بهذا الموضوع، مؤكدة أنها قدمت إلى المغرب، بعدما ضاقت ذرعا بتصرفات حمبلي وكونه ملاحقا من طرف الإنتربول ومهربين للمخدرات، كما وقع حمبلي تنازلا عن المتابعة لفائدة زوجته، قصد رعاية طفله، وهو ما جعل القضاء إضافة إلى غياب أدلة مادية حول الواقعة يصدر حكمه ببراءتها من المنسوب إليها. في وقت تابعت المحكمة متهمين في القضية نفسها، بتهمة محاولة القتل العمد والمشاركة في ذلك، وحكمت على كل واحد منهما بـ10 سنوات سجنا.
وكانت غرفة الجنايات باستئنافية الرباط، قد أدانت حمبلي بـ25 سنة سجنا، ليتم في ما بعد تخفيف الحكم استئنافيا إلى سبع سنوات سجنا، حيث سبق أن تم إيقافه على إثر هذه الوقائع بالمنتجع السياحي بطنجة، وذلك مباشرة بعد ولوجه مصحة خاصة بهوية مزورة.
وكان حمبلي يعتبر المهرب الذي وصف بأنه لطخ سمعة الشرطة الفرنسية، حيث تحول إلى ما يشبه نجم بفرنسا، حين اتضح أنه كان يعمل لدى العميد الإقليمي فرانسوا تيري، المدير السابق للمكتب الوطني لمكافحة المخدرات، والذي أصبح ضيف النشرات التلفزيونية الفرنسية في وقت الذروة وقتها، بسبب «نجاحه» في حجز حوالي 60 طنا من مخدر الحشيش في خمس سنوات من العمل في مجال مكافحة المخدرات، غير أن هذا النجاح، من خلال الاعتماد على حمبلي المخبر، سيتسبب في فضيحة ستهز أركان المكتب المذكور، بعد أن تبين أن أحد عناصره متورط في شبكة للمخدرات دوليا.
وحسب بعض المعطيات، فإن حمبلي ظهر اسمه خلال واحدة من أكبر مضبوطات المخدرات بفرنسا، في أكتوبر 2015 بباريس، بعد أن تم ضبط هذه المخدرات داخل ثلاث شاحنات، ليتضح في ما بعد خلال رفع البصمات أن وراءها البارون المذكور، أو الملقب بـ«كيميرا». وبسبب تحوله إلى مخبر لدى السلطات الفرنسية، وتوريطها في ما بعد، أثيرت عداوات كبيرة ضده، خصوصا من جانب بقية تجار المخدرات الذين تسبب في سجنهم، سواء في إسبانيا أو فرنسا، أو بقية الدول الأوروبية، ليتم تتبعه وإنشاء صفحات فيسبوكية باسمه، لتوجيه الأمنيين والمحققين بمختلف دول العالم إليه، خصوصا وأن هذه الصفحات كانت تشير إلى كون حمبلي يتحرك في محور جنوب اسبانيا والمغرب، غير أن تحركه بهويات مزورة، صعب على المصالح الأمنية تعقبه أو تمييزه.