
- طنجة: محمد أبطاش
منحت المحكمة الابتدائية بمدينة طنجة، في وقت متأخر من مساء أمس (الثلاثاء)، السراح المؤقت لـ 12 شابا متابعا في قضية ما بات يعرف بمواجهات السبت بين المحتجين وقوات الأمن، ما خلف إصابات في صفوف الطرفين، بعد أن خرج الآلاف من الساكنة للاحتجاج على غلاء فواتير «أمانديس».
وانطلقت الجلسة حوالي الساعة الواحدة بعد الزوال واستمرت حتى حدود الثامنة مساء، إذ عرفت سجالا بين دفاع المتهمين المكون من محامين عن هيئة طنجة المؤازر للشبان الـ 12 من جهة، وممثل النيابة العامة من جهة ثانية.
وبعد جلستين منفصلتين، منحت الهيئة القضائية السراح المؤقت لستة شبان، فيما قضت بمبلغ 3000 درهم كفالة للستة المتبقين، مع إطلاق سراحهم فور أدائهم المبلغ، لترفع بذلك الجلسة إلى غاية الثلاثاء المقبل، قصد النطق بالحكم النهائي.
هذا وعرف محيط المحكمة الابتدائية استنفارا أمنيا، تحسبا لأي احتجاج من قبل الساكنة، بينما اكتظت قاعة الجلسة بعائلات المعتقلين على ذمة الأحداث، إلى جانب عدد من الهيئات الحقوقية والمدنية المؤازرة أيضا للشبان المتحدرين في غالبيتهم من أحياء «بئر الشفاء» و«بن ديبان» و«مسنانة» و«مغوغة»، ولا يتجاوز عمرهم الثلاثين سنة، حيث أكبرهم سنا ازداد سنة 1986، بينما الأصغر ازداد سنة 1994، وهي النقطة التي أخذتها الهيئة القضائية بعين الاعتبار، لكون بعض من هؤلاء طلبة يدرسون في جامعات بالمدينة.
وفي تصريح خصت به «الأخبار»، قالت المحامية خديجة جنان، من هيئة الدفاع، إن المحاكمة تمت في ظروف جيدة جدا على حد تعبيرها، وأكدت أن الظروف التي مرت بها ينشد بها الجميع، سواء أمام وكيل الملك أو قاضي الجلسة، معتبرة الحكم الصادر بالسراح المؤقت للجميع مع الكفالة بالنسبة للستة الآخرين، خطوة إيجابية بالنسبة للقضاء عموما، ولساكنة طنجة على وجه الخصوص، حتى لا يتم إبقاء أي من الشبان المذكورين في السجن المحلي بسبب هذا الملف، تضيف جنان.
يشار إلى أن اعتقال الشبان المذكورين جاء بعد مواجهات عنيفة شهدتها ساحة الأمم المتحدة يوم السبت الماضي، احتجاجا على غلاء فواتير «أمانديس»، والتي خلفت إصابات في صفوف رجال الأمن، وكذا المحتجين، في حين استعملت المصالح المذكورة خراطيم المياه لتفريق الوقفة، إلى جانب «الهراوات»، ما أدى وقوع إصابات وإغماءات بين الطرفين، لتتم إحالة المعتقلين على وكيل الملك ومتابعتهم بتهم «إهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بمهامهم، والمشاركة في تجمهر غير مرخص».