شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

المجرمون الافتراضيون

أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني إطلاق منصة جديدة تحت اسم «إبلاغ»، تروم الكشف عن مختلف المنشورات الرقمية التي تتضمن التحريض ضد الأفراد والابتزاز والتخطيط لتنفيذ الاعتداءات الجسدية والإرهابية، والإشادة التامة، تزامنا مع احتضان أكادير فعاليات الأبواب المفتوحة للأمن الوطني.

بلا شك فإن هذا القرار الأمني يأتي في وقته، بعدما شهدت السنوات الأخيرة ازديادا ملحوظا في منسوب الجرائم الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت عبارة مجرم العالم الافتراضي، وجلسات السب والقذف لا تثير أي ردود فعل، من كثرة اعتياد الناس على متابعة الجرائم الافتراضية.

كما أن التهديدات المتنوعة على مختلف صفحات «الويب» لا تتوقف، فالحياة الخاصة واستغلال الأطفال والتشهير والعنف ضد النساء والخطابات المحرضة أصبحت رياضة يومية. فكم من أسرة تفككت، وكم من شخص ضاع مستقبله، وكم من مواطن دخل في مشاكل نفسية، بسبب هذه التحرشات التكنولوجية التي لا تجد خدمات سهلة وميسرة لحماية نفسه من مجرمي مواقع التواصل الاجتماعي، وكف يد العنف والإجرام الإلكترونيين.

ومن شأن هذه المنصة التي أحدثتها المديرية العامة للأمن الوطني أن تمكن المستفيدين أو مستخدمي الخدمة من الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية بكل سهولة، في حال حدوث أي من الجرائم المعروفة في نظام الجرائم المعلوماتية على تعدد أشكالها وأنواعها، وفي الوقت نفسه تجنب المساطر الإدارية المعقدة التي كانت تدفع المتضرر إلى عدم القيام بأي ردة فعل.

لقد أصبحت سمعة الأشخاص محل تهديد من قبل قراصنة مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يستهدفون بزيف صورهم ومقاطعهم وفيديوهاتهم ابتزاز الضحايا، أو كسب أموال «الأدسنس»، وهو أمر لم يعد مقبولا السكوت عنه من لدن المؤسسات الأمنية والقضائية، لذلك فإحداث عبد اللطيف حموشي لمنصة رقمية للتشكي لن ينهي التجاوزات بشكل مطلق، لكنه سيضع حدا لمعظمها، وسيضع تصرفات وأقوال المجرمين الافتراضيين تحت قبضة القانون.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى