
يسير المغرب بخطى ثابتة نحو تعزيز موقعه العالمي في إنتاج الأسمدة الخضراء، مستفيدًا من إمكاناته في الطاقات المتجددة ومشاريعه المتقدمة في مجال الهيدروجين الأخضر، وفق ما أفادت به منصة الطاقة المتخصصة استنادًا إلى تقرير صادر عن منظمة الهيدروجين الأخضر. وأكد التقرير أن المغرب يؤدي دورًا محوريًا في التحول العالمي نحو أنظمة غذائية منخفضة الانبعاثات، في وقت تواجه فيه صناعة الأسمدة التقليدية انتقادات متزايدة بسبب مساهمتها في التلوث، خاصة عبر اعتمادها على الأمونيا المشتقة من الوقود الأحفوري، والتي تسهم بنسبة تتراوح بين 1 و2 في المائة من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة. وأوضح التقرير أن المغرب يسعى إلى تطوير إمبراطورية في إنتاج الأسمدة النظيفة من خلال توسيع استثماراته في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وهو ما يضعه في صدارة الدول المنتجة للأسمدة المتجددة إلى جانب الهند، مع تسجيل فرص واعدة في جنوب إفريقيا وكينيا. وذكر التقرير أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) خصصت نحو 13 مليار دولار لتعزيز سلسلة إنتاج الأسمدة، ضمن رؤية ترمي إلى بلوغ الحياد الكربوني في أفق سنة 2040. وتشمل هذه الرؤية مشاريع كبرى لتحلية المياه بالطاقة المتجددة وإنتاج الأمونيا الخضراء في مدن كلميم والعيون وطرفاية، حيث يُتوقّع أن تبدأ أولى مراحل إنتاج الأمونيا الخضراء في طرفاية سنة 2026 بطاقة تبلغ 200 ألف طن، على أن تصل إلى مليون طن في 2027، ثم إلى ثلاثة ملايين طن في أفق 2032. وفي سياق متصل، أشار التقرير إلى أن إنتاج الأسمدة المتجددة على المستوى العالمي ما يزال محدودًا، إذ لا يتجاوز 0.3 في المائة من الإنتاج السنوي، أي ما يعادل 61 ألف طن فقط، مقارنة بإنتاج يبلغ نحو 180 مليون طن من الأمونيا التقليدية. وذكّرت المنصة بأن عملية إنتاج الغذاء تمرّ بعدة مراحل تبدأ من الغاز، فإنتاج الأمونيا، ثم صناعة الأسمدة، وصولًا إلى الزراعة، ما يجعل من تطوير حلول زراعية مستدامة أولوية لمواجهة التغيرات المناخية المتسارعة. ودعا التقرير إلى توفير دعم شامل لتوسيع إنتاج الأسمدة الخضراء، من خلال السياسات العمومية، وتعبئة الاستثمارات، وتوفير ضمانات التمويل، إضافة إلى ضرورة استقرار الأسعار ووضع قواعد واضحة للسوق. واقترح التقرير ثلاثة مسارات رئيسية لتحقيق هذا الهدف، تتمثل في إنشاء مواقع إنتاج قريبة من مصادر الطاقات المتجددة، وتحديث مصانع الأمونيا القائمة باستخدام تكنولوجيا نظيفة، إلى جانب تسريع وتيرة التنظيم السوقي، متوقعًا أن يرتفع الطلب على الأسمدة الخضراء بمعدل عشرة أضعاف خلال السنوات العشر المقبلة.