
طنجة: محمد أبطاش
علمت «الأخبار»، من مصادر متطابقة، أنه جرى أخيرا تجميد مشروع «الهولدينغ» التعليمي التابع لأحد النافذين بطنجة، والذي تم الشروع في تشييده في مدار يُدعى الطهيري، ويقع بالقرب من طريق الرباط وبين مدار مسنانة وسوق ممتاز، ليتم رفض منح الضوء الأخضر لصاحب هذا المشروع، والذي كان يستعد للانطلاق في تسجيل التلاميذ للموسم المقبل، غير أنه بعد ورود تقارير وضجة واسعة بالمدينة أثارها الموضوع، بفعل إحداثه فوق مساحات خضراء بالمنطقة المذكورة آنفا، فإنه تقرر تجميد المشروع، لحين إعادة البت في مسطرة الترخيص له، والظروف التي حصل فيها على عقد يمتد لـ30 سنة، في سابقة من نوعها بعاصمة البوغاز.
وأثار هذا المشروع التعليمي موجة غضب واسعة بطنجة، خاصة بعد المصادقة أخيرا على سلسلة من المشاريع المتعلقة بتحديث مسارات طرقية جديدة بالمدينة، وإحداث قطار سريع سيربط المحطة الطرقية بقطار البراق، والملعب الكبير للمدينة، وتبين أن هذا الهولدينغ التعليمي أصبح يشكل عبئا طرقيا كبيرا.
وكانت بعض المصادر قد كشفت أن صاحبه استفاد من عقد كراء يمتد لثلاثة عقود، فوق مساحات خضراء تبلغ مساحتها 10,000 متر مربع. وتم إقامة هذا المشروع فوق مساحات خضراء تابعة في الأصل للأملاك المخزنية، والمقتطعة من مطلب التحفيظ عدد 06-17348. والغريب، حسب المصادر، أن منطقة المشروع هي في الأصل منطقة خضراء وفي قلب مدار طرقي، حيث كانت سابقا مخصصة كمتنفس للسكان، وكذا لإبعاد المشاريع العقارية والاستثمارية منها، بسبب مخاوف من الضغط الطرقي، نظرا إلى أن المدارة تقود بشكل مباشر إلى ملعب ابن بطوطة، الذي يُنتظر أن يحتضن تظاهرات عالمية على صلة بمباريات كأس العالم لكرة القدم 2030.
ووفق المعطيات، فلن يدر العقد الذي يمتد لثلاثين سنة على خزينة الدولة سوى مليار ونصف المليار، فيما كان من الأجدر على الأقل بيع هذه الهكتارات بدل كرائها بهذا الثمن الذي وُصف بـ«البخس»، أو تفويتها لإقامة مؤسسات تعليمية عمومية، في ظل شكاوى وتقارير رسمية ترفعها المصالح التعليمية بجهة طنجة، بخصوص الاكتظاظ وندرة العقارات لإقامة المؤسسات التعليمية العمومية، في ظل الضغط الكبير على المدارس وبقية المؤسسات التعليمية.
وأوردت المصادر أنه كان من الأجدر على السلطات الوصية على ملفات الاستثمار وضع طلب عروض مفتوح للجميع، ما دام أن مكان إقامة «الهولدينغ الخاص» هو في مكان استراتيجي ويصل ثمن المتر المربع الواحد فيه إلى 15 ألف درهم. ناهيك عن كون محيط المدارة المعنية كان سابقا يمنع الاقتراب منه، نظرا إلى كونه مرتبطا بتصاميم التهيئة كمتنفسات خضراء، ولعدم تشويه الوجه العمراني للمدينة عبر إغراق المدارات بمثل هذه المشاريع الاستثمارية، خاصة من قبيل مؤسسات تعليمية، والتي يُنتظر أن تستقبل نحو 1600 تلميذ وتلميذة، وستتكون من السلك الثانوي والابتدائي والأولي، إلى جانب مركز للتكوين العالي. وتبين أنه لم يتم منح صاحب المشروع الأحقية بإقامة مرابد تحت أرضية، وهو ما سيتسبب في زيادة الضغط على المدارة التي تشهد ضغطا يوميا من حيث السير والجولان، مما سيجعلها جحيما على جميع الأصعدة.