العرائش: محمد أبطاش
أفادت مصادر متطابقة بأن حرب تسريبات اندلعت، أخيرا، بفعل تطاحنات سياسية بإقليم العرائش، حيث كشفت وثائق في هذا الخصوص أن مشروع تهيئة ساحة «التسامح» العمومية بالمدينة تشوبه اختلالات، استنادا إلى مضمون هذه الوثائق والصور التي تم إرفاقها بالملف، حيث تعكف مصالح مختصة داخل مجلس العمالة على التدقيق في هذا الملف.
وتقول المصادر إن المشروع الذي رصد له مبلغ يناهز 5 ملايين درهم، يعرف تناقضات بين ما هو مدون في دفتر التحملات، والأشغال التي جرت في الساحة، إذ إنه في الوقت الذي تم الاتفاق ضمن الدفتر المذكور على استعمال الإسمنت المسلح لإنجاز الأشغال المتعلقة بأحواض الحدائق، فإن الصور الملتقطة من عين المكان تفيد استعمال «الآجور»، وهو ما يخالف المقتضيات المنصوص عليها بدفتر تحملات الصفقة، الأمر نفسه تم بخصوص أبواب المقابر، بحيث إنها أنجزت باستعمال «الآجور» مع قشرة من الإسمنت المسلح، علما أن القيمة المالية المخصصة لهذا الغرض من ضمن ميزانية المشروع تبلغ 140 ألف درهم.
وتوضح المعطيات نفسها أن من بين الخروقات كون المقاولة النائلة احتسبت مبالغ مهمة مقابل إنجاز إصلاحات على الأسوار القائمة، بينما تفاجأ الكل بأن أغلب العمليات لم تتعد إعادة طلاء الأسوار وبلغت القيمة الإجمالية المفوترة لهذا الشق 600 ألف درهم، في الوقت الذي تظهر المعطيات نفسها أن شكوكا أخرى تحوم حول طبيعة الأعمدة الكهربائية المستعملة ومدى مطابقتها لدفتر التحملات للعرض التقني للشركة، ومن المرجح أن أصحاب الشركة عمدوا إلى تغيير الأعمدة بأخرى منخفضة الثمن.
إلى ذلك، لم تصدر مصالح عمالة الإقليم وكذا وكالة تنمية أقاليم الشمال أي توضيحات بخصوص هذا الملف الثقيل، إذ إن اكتشاف هذه التلاعبات من شأنه أن يجر المقاولات الوصية أمام القضاء، على اعتبار أن هذه الساحة سبق أن دشنها عامل الإقليم، خلال شهر يوليوز من السنة المنصرمة.