شوف تشوف

الدوليةالرئيسيةسياسية

تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل يُنذر بحرب إقليمية

ضحايا بالمئات في ضربات متبادلة لمنشآت نووية وعسكرية وتحذيرات دولية

شهد الصراع بين إيران وإسرائيل تصعيدا خطيرا، مع تبادل ضربات جوية وصاروخية أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى، وسط استهداف منشآت نووية وعسكرية حساسة، في ظل تحذيرات دولية من اندلاع حرب إقليمية واسعة. وبينما تلوح إسرائيل بتدمير كل المواقع النووية الإيرانية، تشدد إيران على حقها في الرد وأنها ستستمر بشكل أشد وأوسع حتى تندم إسرائيل بشكل كامل.

 

إعداد: سهيلة التاور

 

 

تتصاعد موجة العنف بين إيران وإسرائيل، مع اشتداد الضربات الجوية التي بدأتها إسرائيل فجر الجمعة الماضي ولا تزال متواصلة وبشكل عنيف.

وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بمقتل نحو 60 شخصًا، بينهم 20 طفلا، في غارات إسرائيلية استهدفت العاصمة طهران. كما أعلنت السلطات الإيرانية مقتل جنرالين من كبار قادة الحرس الثوري، في حين أكد الجيش الإسرائيلي تصفية تسعة علماء نوويين في ضرباته. فيما صرحت تل أبيب بمقتل تسعة أشخاص وإصابة 380 شخصا على الأقل واستهداف 22 موقعا على أراضيها.

وأعلن الجيش الإسرائيلي استهداف أكثر من 200 هدف في مختلف أنحاء إيران، بينها قواعد جوية في همدان، ومواقع عسكرية قرب تبريز، وتحدث عن تدمير منصات صواريخ ورادارات تابعة لمنظومة الدفاع الجوي الإيراني.

وفي المقابل، أعلن الحرس الثوري أنه استهدف عشرات الأهداف داخل إسرائيل، في حين نفى الجيش الإسرائيلي إسقاط طائرتين حربيتين كما أعلنت إيران.

 

 

سقوط قتلى وجرحى

أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر أمس الأحد، انطلاق المزيد من الصواريخ من إيران في اتجاه إسرائيل، وأنه في الوقت ذاته يقوم بمهاجمة أهداف عسكرية في طهران.

في ساعة مبكرة من صباح أمس الأحد، دوت صفارات الإنذار في أنحاء القدس وتل أبيب. وشوهدت عدة صواريخ تخترق سماء تل أبيب فيما تم إطلاق صواريخ اعتراضية من الأرض. وترددت أصداء الانفجارات في المدينتين.

وأعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية مقتل تسعة أشخاص على الأقل، ليل فجر الأحد، وجرح نحو 380 آخرين جراء الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل. وأكدت الشرطة الإسرائيلية في منشور على منصة “إكس” أن ضربة في منطقة تل أبيب أدت إلى مقتل عدة أشخاص وإصابة العشرات.

وقال متحدث باسم خدمة نجمة داوود الحمراء للقناة الـ12 الإسرائيلية إن قرابة 380 شخصا على الأقل أصيبوا في ضربات صاروخية إيرانية ليلا.

وبعد أن دمر هجوم سابق مبنى من ثلاثة طوابق في منطقة الجليل الغربي في إسرائيل، في وقت متأخر من يوم السبت الماضي، قالت نجمة داوود الحمراء إن ثلاث نساء قُتلن. وأكدت خدمة الإسعاف في بيان وفاة امرأتين في الموقع فيما أعلنت وفاة الثالثة في المستشفى. كما أعلنت خدمة الإسعاف عن سقوط صاروخ أصاب منزلا في منطقة حيفا السبت ما أسفر عن مقتل امرأة في العشرينات وإصابة 14 شخصا آخرين. كما شوهد مسعفون يحملون مصابيح يدوية يبحثون بين أنقاض المنزل المنهار جزئيا في طمرة، وهي مدينة أغلب سكانها من الفلسطينيين.

وفي حوالي الساعة 2:30 صباحا بالتوقيت المحلي، حذر الجيش الإسرائيلي من إطلاق وابل جديد من الصواريخ من إيران، وحث المواطنين على البحث عن ملاجئ.

 

إخلاء المناطق المحيطة بـ”منشآت نووية”

في ظل تصاعد المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران، لليوم الثالث على التوالي، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارا للإيرانيين بإخلاء كافة منشآت الأسلحة حتى إشعار آخر، وذلك بعد موجة من الضربات الإسرائيلية التي ردت عليها طهران بدفعات من الصواريخ.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، الإنذار باللغتين الفارسية والعربية وجاء فيه: “نحث كل المتواجدين في هذه الساعة أو في المستقبل القريب في كافة مفاعل الأسلحة في إيران… من أجل سلامتكم نطالبكم بإخلاء هذه المنشآت فورا وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر”. وأضاف أن “الإنذار يشمل جميع مصانع الأسلحة والمنشآت الداعمة لها في إيران”.

ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش سيستهدف مثل هذه المواقع في طهران وغيرها. وأضاف كاتس في بيان: “الدكتاتور الإيراني يحوّل طهران إلى بيروت ويحول سكانها إلى رهائن من أجل بقاء نظامه”، في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

 

استهداف مصفاة نفط بالقرب من طهران

أعلنت إيران، فجر أمس الأحد، استهداف مبنى وزارة الدفاع الإيرانية في طهران، متحدثة عن “أضرار طفيفة”، كما تحدثت عن استهداف هجوم إسرائيلي لمستودع للنفط في طهران ما أدى إلى اندلاع حريق هائل. غير أن مصادر إيرانية أكدت أن “الوضع تحت السيطرة”، وفقا لما أعلنت عنه وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء. واستهدف في وقت سابق حقل بارس للنفط، وهو أكبر حقل غاز في العالم، في أعقاب هجوم إسرائيلي على الموقع أول أمس السبت، ويعد أول هجوم على البنية التحتية للطاقة على ما يبدو. وأفادت وكالة تسنيم للأنباء بتعليق إنتاج الغاز في جزء منه.

وحسب الحرس الثوري الإيراني، فقد ردت طهران عبر استهداف البنية التحتية للطاقة في إسرائيل ومنشآت لإنتاج وقود الطائرات المقاتلة. وتوعدت قوة النخبة إسرائيل بهجمات “أشد وطأة” إذا واصلت تل أبيب اعتداءاتها.

وأكدت إيران استهداف منشآت تزويد الوقود للطائرات في إسرائيل، وضرب البنية التحتية للطاقة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة، مهددة بجعل الردود “أقوى وأوسع” إذا استمر ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي.

 

إيران تشدد على حقها في “الدفاع عن النفس

كان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد قال خلال اجتماع مع دبلوماسيين أجانب نقله التلفزيون الرسمي، إن “إسرائيل تجاوزت خطا أحمرا جديدا في القانون الدولي”، باستهدافها مواقع نووية إيرانية إثر الضربات التي تشنها منذ الجمعة الماضي.

وشدد المتحدث على حق إيران “في الدفاع عن النفس”. وأضاف إذا توقفت الهجمات الإسرائيلية، “ستتوقف ردودنا أيضا”.

كما طالب عراقجي الإدارة الأمريكية بالتنديد بالهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية. وقال إن بلاده “ما زالت مستعدة للتوصل إلى اتفاق يضمن عدم امتلاكها سلاحا نوويا”، لكنها ترفض التخلي عن أي اتفاق “يحرمها من حقوقها النووية”.

واعتبر عراقجي أن الهجوم الكبير الذي نفذته إسرائيل الجمعة الماضي كان هدفه “عرقلة” المحادثات النووية مع الولايات المتحدة. وتابع أنه “من الواضح تماما أن النظام الإسرائيلي “لا يريد مفاوضات ولا يسعى إلى الدبلوماسية”، وأن الهجوم جاء كـ”محاولة لتقويض الدبلوماسية وعرقلة المفاوضات”.

 

ترامب يحذر إيران

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأحد إنه إذا هاجمت إيران الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، فستواجه قوة الجيش الأمريكي “بمستويات غير مسبوقة”. وأضاف في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) إن الولايات المتحدة لا علاقة لها بالهجوم الجاري على إيران، وأن “بإمكاننا التوصل بسهولة إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل، وإنهاء هذا الصراع الدموي!”.

وكان مقررا إجراء جولة سادسة من المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية في العاصمة العمانية يوم أمس الأحد، لكن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي أعلن في منشور على “إكس” السبت الأخير أنه تقرر إلغاؤها، بعدما رفضت إيران المشاركة فيها، ردّا على هجوم جويّ إسرائيلي كاسح، أسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء وقصف مواقع نووية.

وفي المقابل، تقول واشنطن إنها لا تزال مع ذلك ملتزمة بإجراء المحادثات وتأمل في أن “يجلس الإيرانيون إلى طاولة (المفاوضات) قريبا”.

 

“الحرب يجب أن تنتهي”

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء السبت الماضي، إن “الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي”.

وجاءت تعليقاته في منشور على منصة “تروث سوشيال” عن مكالمة أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وكتب ترامب قائلا: “اتصل بي الرئيس بوتين هذا الصباح ليهنئني بعيد ميلادي، والأهم من ذلك، ليحدثني عن إيران، البلد الذي يعرفه جيداً. تحدّثنا مطوّلاً. ولم يُخصّص وقتا كاف للحديث عن الوضع بين روسيا وأوكرانيا”.

وتابع: “استمرت المكالمة قرابة ساعة. هو يشعر، كما أشعر أنا، بأن هذه الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي، وقد أوضحت له أن حربه يجب أن تنتهي أيضاً”، في إشارة إلى الحرب بين موسكو وكييف.

ومن جهته، قال الكرملين إن بوتين وترامب بحثا، خلال الاتصال، الوضع في الشرق الأوسط، والتصعيد بين إسرائيل وإيران، بالإضافة إلى الملف الأوكراني.

وكان هذا الاتصال الخامس بين الرئيسين في خضم جهود تبذل لإعادة ضبط العلاقات منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي واعتماده حيال موسكو مقاربة تختلف جذرياً عن تلك التي اتّبعها سلفه جو بايدن.

وفي سياق متصل، قال البيت الأبيض، السبت الأخير، إن التطورات المتعلقة بالهجمات الإسرائيلية على إيران “لا يمكن منعها”، مضيفاً أن أسرع طريق لإحلال السلام هو تخلي إيران عن برنامجها للأسلحة النووية.

وفي تصريحات لوكالة “الأناضول” التركية للأنباء، ذكر مسؤول رفيع في البيت الأبيض أن “ما يحدث اليوم من تطورات لا يمكن منعه”.

وأضاف المسؤول الأمريكي: “لكن إذا أرادت إيران ذلك، لدينا القدرة على التفاوض لإيجاد حل سلمي ناجح لهذا الصراع”. ولفت إلى أن “أسرع طريقة لإحلال السلام هي أن تتخلى إيران عن برنامجها للأسلحة النووية”.

 

ردود فعل دولية

أكدت الولايات المتحدة أنها لم تشارك عسكريا في الضربة، لكنها قدّمت دعما لوجستيا وإستخباراتيا لإسرائيل في التصدي للصواريخ الإيرانية.

وقالت مندوبة واشنطن في مجلس الأمن إن بلادها تسعى إلى حل دبلوماسي يضمن عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا.

وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ودعا إلى التهدئة، معلنا تأجيل المؤتمر الدولي بشأن الدولة الفلسطينية.

ودعت بريطانيا إلى ضبط النفس، وأدانت تركيا وقطر والإمارات ومصر الهجوم الإسرائيلي. وبدورها، اعتبرت روسيا أن النزاع لا يمكن حله إلا دبلوماسيا، ودعت الصين إلى وقف فوري للتصعيد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى