شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

تعثر مشاريع ملكية كلفت 840 مليار سنتيم

عامل القنيطرة يشهر العين الحمراء في وجه جواد غريب

محمد اليوبي

 

 

قام عامل إقليم القنيطرة، فؤاد المحمدي، أول أمس الأربعاء، بزيارة إلى جماعة سوق أربعاء الغرب، التي تترأسها سمية الضيف، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وهي زوجة رئيس المجلس الإقليمي، جواد غريب. ووقف عامل الإقليم على تعثر جل المشاريع المبرمجة في إطار المخطط الاستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة (2015- 2020)، الذي رصد له غلاف مالي تناهز قيمته 840 مليار سنتيم. وهو المخطط الذي أشرف على إطلاقه الملك محمد السادس سنة 2015، وكان من المفروض أن تنتهي كل المشاريع سنة 2020.

وترأس العامل المحمدي اجتماعا بمقر جماعة سوق أربعاء الغرب بحضور رئيس المجلس الإقليمي، جواد غريب، والكاتب العام للعمالة، ورئيس قسم الجماعات المحلية، حيث تم تقديم عرض حول المشاريع المتعثرة المبرمجة في إطار المخطط الاستراتيجي الذي أطلقه الملك. وحث عامل الإقليم المسؤولين على ضرورة الإسراع ببرمجة وإنجاز المشاريع المتعثرة، وأعطى تعليمات صارمة بضرورة الالتزام بإنجازها في أقرب وقت.

وأكدت المصادر أن العامل عبر عن غضبه من عدم إنجاز المشاريع الملكية، وأشهر العين الحمراء في وجه جواد غريب وأسرته التي تسيطر على الإقليم، حيث رفض تناول وجبة الغداء بالجماعة وغادر رفقة الطاقم المرافق له.

وحصلت «الأخبار» على وثائق تبرز فشل وتعثر مشاريع مبرمجة في إطار المخطط الاستراتيجي بجماعة سوق أربعاء الغرب، التي تترأسها سمية الضيف، زوجة رئيس المجلس الإقليمي، جواد غريب، حيث هناك نسبة مهمة من المشاريع غير المنجزة تقدر بـ60 في المائة. وتشير الوثائق إلى برمجة 87 مشروعا في إطار المخطط بكلفة مالية إجمالية تفوق 75 مليار سنتيم، نفذت منها 34 مشروعا بمبلغ 26 مليار سنتيم، و14 مشروعا مازالت في طور التنفيذ بمبلغ 13 مليار سنتيم، في حين لم تنفذ 39 مشروعا بكلفة مالية تتجاوز 53 مليار سنتيم، أغلبها تحت إشراف المجلس الإقليمي الذي يترأسه زوج رئيسة المجلس الجماعي.

ومن بين المشاريع التي لم تنفذ على أرض الواقع، رغم الاعتمادات المالية الكبيرة التي رصدت لها، مشروع بناء المحطة الطرقية بكلفة مالية تقدر بـ4 ملايير سنتيم، وإحداث طريق دائري شمالي بمبلغ مليارين و500 مليون سنتيم، وأربعة مشاريع تتعلق بتهيئة مداخل المدينة بكلفة مالية تقارب 3 ملايير سنتيم، وستة مشاريع تتعلق بتهيئة الطرق الداخلية وتكسية الأرصفة بمجموعة من أحياء المدينة بكلفة مالية تفوق مبلغ 5 ملايير سنتيم.

وحسب الوثائق، فإن رئيس المجلس الإقليمي للقنيطرة كلف صهره، الذي كان يشغل منصب نائبه الرابع خلال الولاية السابقة، عبد الغفور الرحالي، بالإشراف والتتبع للأشغال والمشاريع المنجزة من طرف المجلس الإقليمي، نيابة عن الرئيس وبأمر منه، وذلك داخل المجال الترابي لباشوية ودائرة سوق الأربعاء، ويشتغل الرحالي حاليا مستشارا بالمجلس الإقليمي، الذي يترأسه صهره، وبالمجلس الجماعي الذي تترأسه حماته.

وكشفت المصادر أن مشروع التأهيل الحضري للمدينة يعرف اختلالات خطيرة، ما يستدعي فتح تحقيق بشأنه من طرف المفتشية العامة للإدارة الترابية والمجلس الجهوي للحسابات، كما تحدث سكان المدينة عن تغيير بعض المشاريع لأهداف انتخابية، من قبيل مشروع تأهيل شوارع حي «بدر» وجزء من حي «نجيمة»، حيث تم وضع مبلغ المشروع عند الخازن العام منذ سنة 2020، وكان هذا المشروع بشراكة بين وزارة السكنى وسياسة المدينة، ووزارة الداخلية وجماعة سوق أربعاء الغرب في عهد المجلس الجماعي السابق، باعتباره هو من أعد المشروع وصادق عليه، لكن هذا المشروع لم ينفذ إلى حدود الآن، مع العلم أن ساكنة حي بدر تعاني منذ سنوات، وتتهم رئيس المجلس الإقليمي بعرقلته وتحويله إلى مناطق وأحياء أخرى لأغراض انتخابية، خاصة تلك التي تشكل قاعدة انتخابية لزوجة رئيس المجلس الإقليمي، وهو ما اعتبره سكان الأحياء المتضررة عقابا لهم.

وتسيطر أسرة البرلماني السابق ورئيس المجلس الإقليمي حاليا، جواد غريب، على مجموعة من المناصب الانتخابية بالإقليم، مقابل تعويضات شهرية من المال العام، حيث تشغل زوجته، سمية الضيف، منصب رئيسة مجلس جماعة سوق أربعاء الغرب، ويعتبر زوجها وزوج ابنتها عضوين بالمجلس الجماعي، ويشغل ابنه محمد غريب منصب نائب برلماني بمجلس النواب، بعدما خلف والده الذي قدم استقالته بسبب حالة التنافي بين العضوية بالبرلمان ورئاسة المجلس الإقليمي، كما يشغل غريب الابن منصب رئيس مجلس جماعة «سيدي محمد لحمر»، فيما تشغل شقيقته، شيماء غريب، منصب نائبة الرئيس بالجماعة نفسها، وهي كذلك مستشارة بالمجلس الإقليمي، الذي يترأسه والدها، كما تشغل شقيقته الأخرى، خديجة غريب، منصب مستشارة بالجماعة نفسها إلى جانب شقيقها وشقيقتها، وتشتغل في الوقت نفسه نائبة لوالدها بالمجلس الإقليمي، إلى جانب زوجها عبد الغفور الرحالي، المستشار بالمجلس الإقليمي وبالمجلس الجماعي لسوق أربعاء الغرب.

ويقوم المخطط الاستراتيجي، الذي تم إطلاقه في عهد زينب العدوي، عندما كانت تشغل منصب والي جهة الغرب، على خمسة محاور رئيسية، هي مخطط التنمية الحضرية المندمجة والمستدامة لمدينة القنيطرة، ومخطط التنمية الحضرية المندمجة والمستدامة لمدينة سوق أربعاء الغرب، ومخطط التنمية المندمجة والمستدامة للوجهتين الشاطئيتين المهدية ومولاي بوسلهام، ومخطط دعم التنمية المندمجة للجماعات القروية بإقليم القنيطرة (عرباوة، للا ميمونة، سيدي علال التازي، المكرن، أولاد سلامة، سوق الثلاثاء الغرب، سيدي محمد لحمر، بنمنصور، والدلالحة)، ومخطط تأهيل وتهيئة الشبكة الطرقية بإقليم القنيطرة.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى