يضغط مجلس العاصمة الاقتصادية بقوة خلال السنة الجارية، من أجل تخليص الدار البيضاء من 4 ملايين من النفايات الهامدة التي «ترقد» منذ سنوات بين أحياء وشوارع المدينة.. شركات النظافة وحسب العقد الموقع مع مجلس الجماعة تبقى غير مُلزمة بجمع مخلفات البناء إلا أن مجلس جماعة الدار البيضاء يراهن على خدماتها في نقل هذا النوع من النفايات صوب مطرح خارج الدار البيضاء مقابل الرفع من قيمة العقود السنوية مع شركتي «أفيردا» و»أرما».
حمزة سعود
تعرف العاصمة الاقتصادية انتشارا كبيرا للنفايات بين أحيائها، رغم وجود شركتين تنشطان في تدبير قطاع النظافة بالمدينة في المقاطعات الـ 16 المتواجدة بالمدينة.
وطالب أعضاء مجلس المدينة بمراجعة عقدي النظافة مع شركتي «أرما ماروك» وهي شركة «ديريشبورغ» سابقا، وشركة «أفيردا» اللبنانية، اللتين تعملان على التعاطي مع ملف بالنظافة بالعاصمة الاقتصادية وفق رؤية جديدة بتوافق مع مجلس المدينة، مقارنة بشركة «سيطا» الفرنسية السابقة.
ويراهن مجلس العاصمة الاقتصادية على تجويد عمليات جمع النفايات مع غسل الحاويات بشكل أسبوعي ومستمر، عوض الوتيرة المعتمدة سابقا والمحددة في غسل هذه الحاويات كل 15 يوما.
ويراهن مجلس مدينة الدار البيضاء على إيجاد صيغة مع شركتي النظافة الحالية، من أجل تدبير ملف النفايات الهامدة بالعاصمة الاقتصادية والتي تفوق حاليا أزيد من 4 ملايين طن منتشرة في تراب المقاطعات الـ16. وفجر ملف النفايات الهامدة أزمة حادة بين أعضاء مجلس العاصمة الاقتصادية في دورة يناير الماضية، بضرورة احترام شروط القرار الجبائي الذي يلزم المنعشين العقاريين بالمساهمة في التخلص من هذه النفايات بالتنسيق مع مجلس المدينة، بعد تخصيص وزارة الداخلية وحدها أزيد من 150 مليون درهم للتخلص من هذه النفايات المنتشرة بشوارع الدار البيضاء.
ويجد مجلس العاصمة الاقتصادية صعوبة إلى حدود الآن في التخلص من أزيد من 4 ملايين طن من النفايات الهامدة، بحيث يسعى مجلس العاصمة الاقتصادية إلى إلزام شركتي النظافة الحالية بجمع النفايات الهامدة مقابل رفع المخصصات المالية لعقود النظافة البالغة 893 مليون درهم على أساس سنوي.
وما تزال النفايات الهامدة منتشرة في أحياء متعددة بالعاصمة الاقتصادية، مع وجود بؤر سوداء للتخلص من مخلفات البناء يقصدها المنعشون العقاريون والمواطنون ممن أنجزوا إصلاحات في منازلهم.
وينتظر في حال التوافق بين مجلس العاصمة الاقتصادية وشركتي النظافة على جمع النفايات الهامدة بالدار البيضاء، استخلاص شركة «أفيردا» لهذا النوع من النفايات بكل من مقاطعات سيدي البرنوصي وعين السبع وسيدي مومن والحي المحمدي والصخور السوداء وعين الشق والحي الحسني، فيما ستتكلف شركة «أرما» بجمع هذه النفايات الهامدة في أحياء مولاي رشيد وسيدي عثمان وابن مسيك وسباتة وسيدي بليوط وأنفا والمعاريف والفداء ومرس السلطان.
وتنتج الدار البيضاء أزيد من 3000 طن من النفايات بشكل يومي، تختلف بين النفايات المنزلية ونظيرتها الخضراء، تجمعها شركتي النظافة في المقاطعات الـ16 المنتشرة بالمدينة، ورغم عدم شمول النفايات الهامدة ضمن العقد الذي يربط شركة «أرما» و«أفيردا» مع جماعة الدار البيضاء، إلا أن العديد من المساعي تسير في اتجاه رفع المخصصات المالية لهذه الشركات من أجل نقل أطنان النفايات الهامدة صوب مطرح جديد يخصص لهذا الغرض.
ومن بين المهام التي تدخل ضمن اختصاص الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة بالمدينة، جمع النفايات المنزلية والخضراء وتنظيف الشواطئ وغسل وتنظيف الحاويات، والتنظيف والكنس اليدوي والميكانيكي للأرصفة، مع غسل وكنس الطرق بشكل منتظم أسبوعيا.
ووقفت جماعة الدار البيضاء عبر لجنة تتبعها لشركات النظافة، خلال دورة ماي الماضية عند مجموعة من التجاوزات مع شركات النظافة خلال مرحلة مراجعة العقد التي تتم كل 3 سنوات، ضمنها وتيرة الكنس اليدوي التي طالب بشأنها مجموعة من الأعضاء بمضاعفة الوتيرة بشكل يومي، على أساس رفع عدد العمال في القطاع انطلاقا مع جبايات تلزم المنتجين الكبار للنفايات بأدائها إلى جانب منتجي النفايات الهامدة.
