الرئيسيةسياسية

حزب الاستقلال يؤجل أزمته الداخلية ويدخل في تسخينات لمواجهة «البيجيدي»

قاد إنزالا إلى مدينة فاس وتحدث عن عجز الحكومة في الاستجابة للمطالب الاجتماعية

فاس: لحسن والنيعام

مقالات ذات صلة

استغل حزب الاستقلال تخليد الذكرى الـ75 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بمدينة فاس، مساء الجمعة الماضي، لاستعراض عضلاته استعدادا لمواجهة حزب العدالة والتنمية، حيث وجه نزار البركة، الأمين العام لحزب علال الفاسي، انتقادات للحكومة الحالية التي يتزعمها حزب «المصباح»، واتهمها بـ«الارتجالية» و«الانتظارية» وحصر اختصاصاتها في «إنتاج القوانين»، دون إنجاز مشاريع من شأنها أن ترفع من مستوى عيش المغاربة.
وحضر هذا التجمع الخطابي، الذي احتضنته «دار مكوار» بفاس العتيقة، عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لحزب «الميزان»، ومن فريقيه في البرلمان، وذلك إلى جانب الأمين العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وعدد من كبار ذراعه النقابي وأعضاء شبيبته. وقال نزار البركة إن الوعود التي تم التبشير بها بخصوص آثار الصلاحيات التنفيذية الواسعة التي منحها الدستور للحكومة، لم يتم تحقيقها بعد، كما هو الحال بالنسبة لتسريع إنتاج القوانين والنصوص التنظيمية، والرفع من وتيرة الإصلاحات الهيكلية، وتحسين الحكامة ومكافحة الفساد، وتطوير فعالية الإدارة، بعد أن تم التنصيص دستوريا على دمقرطة الولوج إلى مناصب المسؤولية. ولم يتحقق أي شيء يُذكر بشأن تناسق وتجانس السياسات العمومية لمواكبة حاجيات المواطن، لا سيما تحت ضغط محدودية الموارد المالية والبشرية.
وذهب نزار البركة إلى أن الاختصاص الوحيد الذي أصبحت تمارسه الحكومة هو «إنتاج القوانين»، لكن في غياب فعل ميداني وسياسات عمومية ذات أثر ملموس على حياة المواطن. وتطرق الأمين العام لحزب الاستقلال إلى أوضاع الطبقة المتوسطة، معتبرا أنها أصبحت اليوم تعيش على محك التقهقر والانحدار والتفقير الوشيك. وأضاف أن العرض العمومي لم يعد قادرا على توفير التعليم الجيد المجاني، والخدمات الصحية الكافية والمجانية، والسكن اللائق، والتقاعد الكريم، فضلا عن الإحساس بالأمن والأمان.
الإنزال الذي قام به حزب الاستقلال لتخليد هذه الذكرى لم تواكبه قرارات لإعادة البسمة إلى جسمه التنظيمي الذي يعاني من أعطاب تعزز قدرته لخوض معارك انتخابية قادمة، بعدما فقد مدينة فاس التي ظلت تقدم على أنها قلعته التاريخية، في الانتخابات الجماعية لـ4 شتنبر 2015، حيث تجرع الأمين العام السابق، والعمدة السابق للمدينة، حميد شباط، هزيمة وصفت بالمدوية بسبب تصويت عقابي ضده لفئات واسعة من الكتلة الناخبة التي وجهت أصواتها لفائدة حزب العدالة والتنمية، في ظل غياب بدائل وازنة للأحزاب السياسية الأخرى المتنافسة، واستمرار تحكم أتباع العمدة السابق للمدينة في خيوط التنظيم.
ودخل حزب الاستقلال، بعدما غادر شباط منصب الأمين العام للحزب لصالح الأمين العام الحالي نزار البركة، في أزمة تنظيمية صعبة جعلت أقطابه منشغلة بمعارك داخلية طاحنة، مما يجعل عودته في القرب العاجل إلى الواجهة أمرا معقدا إذا لم يجر عمليات جراحية جريئة لمعالجة جسمه من بعض الأمراض العالقة، يقول متتبعون للشأن المحلي. ويتحدث هؤلاء عن أن المدخل الأساسي لتكريس الحضور الوازن يتجلى في إقناع النخب التقليدية التي عاقبها السكان في الانتخابات السابقة، والتي ظلت أسماؤها مرتبطة بسوء تدبير الشأن العام المحلي، بفسح المجال أمام عملية تشبيب القيادات، وإعادة الروح إلى هياكله المحلية التي تعاني من الجمود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى