أنا رجل أبلغ من العمر أربعين سنة أصبت بكورونا وخضعت للعلاج وللحجر الصحي، وبعد مدة قمت بتحاليل أظهرت أنني عولجت من كورونا، وسؤالي هو أنني أخاف من الاقتراب من زوجتي حتى لا أعديها أو تصاب بالفيروس بسببي، وأتساءل أيضا هل كورونا قادرة على التسبب في اضطراب في العلاقات الجنسية؟
هذا ما يسمى الهلع ما بعد المرض، هذا الرجل أصيب بالوباء المنتشر حاليا والذي أثر على نسبة كبيرة من الناس نفسيا أكثر منه جسديا وترك آثارا وسيترك آثارا كذلك بعد ذلك، بحيث إن الحياة تغيرت كثيرا والإنسان أصبح يخاف من المرض ويخاف من الموت، والحياة العملية والمهنية لم تعد كما كانت، والحياة الاجتماعية أيضا فلم يعد الشخص قادرا على فعل ما يريد، والذهاب إلى أي مكان يريده أصبح أمرا ممنوعا، أي الحرية أصبحت محدودة والحياة العائلية كذلك، بحيث أصبح الشخص يخاف من أن يعدي أسرته وأحباءه، يعني الحياة بصفة عامة لم تعد طبيعية، إذ إن الإنسان يعيش منذ سنين حياة طبيعية لكن مع هذا المرض كل شيء انقلب رأسا على عقب ولم تعد الحياة كما كانت من قبل، وعندما يخاف هذا الرجل من أن يعدي زوجته فهو بالتالي سيحاول عدم الاقتراب منها، وكل هذا يدخل في الإطار النفسي، ودائما العضو الجنسي رقم واحد في جسم الإنسان هو الدماغ، فكلما كان الشخص غير مرتاح نفسيا كانت العلاقة الحميمية مرتبكة.
هذا الشخص يحتاج لبعض النصائح سنقدمها له ونتمنى أن تساعده، وإذا لم تساعده فسيكون عليه زيارة طبيب نفسي حتى يساعده على تجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يعيشها. أما بخصوص كورونا، فإذا قام بالتحاليل وكانت النتيجة سلبية فعليه أن يسترجع حياته الطبيعية مع زوجته دون الخوف من خطر العدوى، ويمكنه أن يعيش حياته الطبيعية كما سبق ويستطيع الاستعانة بطبيب مختص في علاج المشاكل الجنسية أو طبيب مختص في الأمراض النفسية حتى يتجاوز مرحلة الخوف والوساوس والأفكار السلبية التي تشوش تفكيره وتجعل حياته الحميمية غير طبيعية، أما الفيروس في حد ذاته هل يؤثر على العلاقة الجنسية فهو لا يؤثر على العلاقة الجنسية، وعندما يشفى فإن الوظيفة الجنسية والتناسلية تكون طبيعية.
