الرئيسيةبانوراما

سقوط المنتج الهوليودي هارفي واينشتاين

أدانه القضاء الأمريكي بسبب أعمال جنسية إجرامية

إعداد: سهيلة التاور
مجموعة من ممثلي هوليوود قادهم الغرور الفني وسلطة الإنتاج إلى التمادي في فرض أنفسهم وإجبار عدد من النساء، اللواتي كن يصمتن من أجل العمل على الخضوع لنزواتهم. غير أن ظهور حركة «MeToo» العالمية، جعل النساء اللواتي لحقهن أي نوع من أنواع الاعتداء الجنسي يتحدثن ويطالبن بحقهن. بطل بعض أشهر الاعتداءات الجنسية كان المنتج، هارفي واينشتاين، الذي حكم عليه بـ23 سنة سجنا.

ربحت حركة «MeToo» العالمية، التي شجعت النساء على التحدث علنا ضد الاعتداء الجنسي القضية ضد المنتج المتحرش، هارفي وينشتاين. وأصدرت المحكمة في نيويورك قرارها بسجن «هارفي» 23 عاما، الأربعاء الماضي، فقد أصدر القاضي جيمس بورك حكمه عليه بالسجن لمدة 20 عاما، بتهمة ارتكاب أعمال جنسية إجرامية وثلاث سنوات بتهمة الاغتصاب، هذا بالإضافة إلى خمس سنوات من الإشراف بعد إطلاق سراحه، كما يجب أن يسجل واينشتاين كمرتكب للجرائم الجنسية.
وكان المنتج قد خاطب المحكمة قبل صدور الحكم فقال: «أشعر حقا بالندم على هذا الموقف، أشعر من أعماق قلبي وسأقضي وقتي حقا في الرعاية ومحاولة أن أكون شخصا أفضل». أما عن متهميه فقد تحدث هارفي: «لن أقول إن هؤلاء ليسوا أشخاصا عظماء، لقد قضيت أوقاتا رائعة مع هؤلاء الأشخاص كما تعلمون، لكني في حيرة من أمري وأعتقد أن الجميع في حيرة من أمرهم بشأن كل هذه القضايا».
ووصل المنتج البالغ من العمر 67 عاما إلى جلسة النطق على كرسي متحرك وفي يديه الأصفاد، وكان يرتدي قناعا عندما خرج من المحكمة.
وقد أشادت حركة «MeToo» بالحكم المطول على هارفي واينشتاين، فقال المحامي: «إن هذا الحكم يضع المفترسين الجنسيين في حالة ملاحظة من قبل شرائح المجتمع».
بداية القضية
كان واينشتاين من أقوى الشخصيات في هوليوود، وفازت أعماله بالعديد من الجوائز. لكن سرعان ما ظهرت أولى المزاعم المتعلقة بالإساءة الجنسية لواينشتاين في شهر أكتوبر عام 2017، عندما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تفاصيل عقود من حوادث التحرش المزعومة. وأصدر واينشتاين اعتذارا اعترف فيه بأنه «تسبب في الكثير من الألم»، لكنه شكك في المزاعم. إلا أنه خلال الأسابيع اللاحقة، ظهرت عشرات الادعاءات. وأُقيل واينشتاين من مجلس إدارة شركته. وعلى الرغم من نفيه المستمر لجميع تهم ممارسة الجنس مع نساء دون رضاهن، إلا أنه أُبعد من هوليوود.
وأسهمت الادعاءات الموجهة ضده في إطلاق حملة (أنا أيضا) المناهضة لسوء السلوك الجنسي، حيث شاركت ضحايا قصصهن في التعرض للاعتداء والتحرش. وبدأت وقتها بعض التحقيقات الجنائية، بيد أنه لم توجه إليه أي تهمة حتى ماي 2018، عندما سلم نفسه إلى الشرطة في نيويورك.
الشاهدات ضد هارفي
الشاهدات اللائي كن السبب وراء مثول المنتج أمام المحكمة، أدلين بشهاداتهن التي اقتنع بها القاضي على الفور. فميمي هالي، التي عملت في أحد البرامج التلفزيونية من إنتاج واينشتاين، قالت إن المنتج اعتدى عليها بعدما دعاها إلى منزله في مانهاتن. وفي شهادتها، قالت إنه أدخلها غرفة نوم، ودفعها على السرير وفرض نفسه عليها.
أما جيسيكا مان، فقالت إنها وجدت نفسها في علاقة «مهينة للغاية» معه، لم تتضمن الجماع حتى اغتصبها في فندق بنيويورك في عام 2013. وقالت إنه كان أشبه بشخصية فيلم «دكتور جيكيل ومستر هايد»، حيث كان ساحرا في العلن، بينما كان يُظهر جانبا مظلما وهما بمفردهما.
وممن وجهن اتهامات إلى واينشتاين، الممثلة أنابيلا شورا التي قالت لهيئة المحلفين إنه اغتصبها في شقتها في إحدى الليالي، بمنتصف تسعينات القرن الماضي.
وكان هذا الادعاء قديما على نحو لا يسمح بتوجيه اتهام بجريمة منفصلة، بيد أن المدعين استخدموه في محاولة إثبات أن المتهم اعتاد ارتكاب الجرائم الجنسية.
كما شهدت ثلاث نساء أخريات، كان من المفترض أنهن شاهدات في القضية، بمعلومات حول اغتصابهن أو التحرش بهن، وهن مصممة الأزياء، دون دونينغ، وعارضة الأزياء، تارال وولف، والممثلة لورين يونغ. حيث اعترفن بجرائم أخرى، فضلا عن الجرائم التي هن بصدد الإدلاء بشهادتهن بشأنها. حيث قالت دونينغ إن المنتج واينشتاين عرض عليها أدوارا سينمائية عام 2004، مقابل ممارسة جنس جماعي معه ومع مساعده، لكنها رفضت.
أما عارضة الأزياء والممثلة، يونغ، فقد اعترفت بأن المنتج واينشتاين حاصرها في دورة مياه أحد الفنادق عام 2013، واستمنى أمامها بينما وضع يده على ثدييها، وقال لها: «هذا ما تفعله كل الممثلات للوصول».
وأثناء الاستجواب، طعن الدفاع في مصداقية المرأة، وفي ما يخص دونينغ، فقد قالت إن محاميي واينستين ضغطوا عليها لعدم الحديث بشأن واقعة الاغتصاب، ولم تتحدث عن الأمر لسنوات.
كما كشفت الممثلة الإيطالية آسيا أرجينتو أن منتج الأفلام الشهير في هوليوود، هارفي واينشتاين، تحرش بها قبل 20 عاما، حيث قالت أرجينتو إن واينشتاين اعتدى عليها في غرفة فندق عام 1997. وتركت الممثلة الإيطالية البلاد وهربت إلى ألمانيا بعد موجة الانتقادات التي وجهتها إليها وسائل إعلام محلية، إذ اتهمتها بأن تصريحاتها يمكن أن تشوه سمعة البلاد. وانتقدت «مناخ التوتر» و«لوم الضحية» في بلادها. وأضافت في مقابلة أجرتها أخيرا أن «إيطاليا تخلفت كثيرا عن بقية العالم في نظرتها للمرأة».
تمثال التحرش
أقام فنانو الشارع جوشكا وبلاستيك جوش بتدشين تمثال ذهبي للمنتج هارفي واينشتاين الشهير، والذي اشتهر أخيرا بتحرشه الجنسي بنجمات هوليوود، وذلك لتأريخ فضائحه الجنسية.
ويظهر التمثال وهو يجلس علي أريكة لعمل الكاستنيغ «مقابلة اختيار النجوم للأدوار السينمائية» ويرتدي روب ويمسك بيده تمثال الأوسكار، وهو التمثال الذهبي للمنتج المتحرش وضع في منطقة قريبة من مسرح دولبي، الذي يقام به حفل توزيع جوائز الأوسكار.
إفلاس شركة الإنتاج
وكانت عدة وسائل إعلامية نشرت أن مجلس إدارة شركة واينشتاين، التى شارك في تأسيسها المنتج هارفى واينشتاين، الذي طالته فضيحة جنسية امتد صداها إلى أماكن مختلفة حول العالم، بعدما كشفت العديد من النساء عن تعرضهن لتحرش جنسي، قال إن الاستوديو السينمائي والتلفزيوني يعتزم تقديم ملف للإفلاس، بعد أن فشلت محادثات البيع. حيث جاء في بيان لمجلس الإدارة: «دخلت شركة واينشتاين في عملية بيع حثيثة، أملا في الحفاظ على الأصول والوظائف، واليوم انتهت هذه المناقشات دون توقيع اتفاق».
وأضاف البيان أنه لم يعد أمام المجلس «خيار سوى المضي قدما في الطريق الوحيد القابل للتطبيق، لزيادة ما تبقى من قيمة الشركة إلى أقصى حد: عملية إفلاس منظمة».

متحرشو هوليوود
مورغان فريمان
ما لا يقل عن ثماني نساء اتهمن الممثل، مورغان فريمان، بإتيان سلوك غير لائق، أو بالتحرش خلال عمله معهن في مواقع تصوير أفلام أو في فعاليات دعائية.
وفي إطار تحقيق في تصرفات الممثل البالغ من العمر 80 عاما، 16 شخصا زعموا إتيان فريمان بسلوك غير لائق في شركته للإنتاج «ريفيليشنز إنترتينمنت». وعبر فريمان في بيان عن أسفه، لأي شخص تسبب في شعوره بعدم الارتياح أو عدم الاحترام. وقال في البيان: «أي شخص يعرفني أو عمل معي يعرف أني لست الشخص الذي يقصد الإهانة، أو يجعل عن علم أي شخص يشعر بعدم الارتياح… أعتذر لأي شخص شعر بعدم الارتياح أو عدم الاحترام… فلم تكن تلك نيتي مطلقا».

مايكل دوغلاس
اتهمت امرأة النجم الأمريكي مايكل دوغلاس بفعل تصرفات مخلة بالآداب، وقالت إنه تحرش بها لفظيا مرارا وأتى بفعل غير لائق أمامها، عندما كانت تعمل لديه في الثمانينات.
وقالت الصحفية والمؤلفة سوزان برودي، في برنامج «توداي» الذي يعرض على شبكة (إن.بي.سي نيوز): «كان يعتقد أنه ملك العالم وإنه يمكن أن يهينني دون أن يحدث أي شيء».
وأصدر دوغلاس «73 عاما» نفيا استباقيا لهذه الرواية في عدد من المقالات، ووصفها بأنها تلفيق.

ستيفن سيغال
انضم الممثل الأمريكي المعروف ستيفن سيغال، البالغ من العمر 65 عاما، إلى قائمة متحرشي هوليود وذلك بعد ما اتهمته الممثلة الأمريكية، بورتيا دي روسي، المعروفة بأدوارها في مسلسل «التنمية البطيئة» و«فضيحة»، بالتحرش الجنسي بها. فدي روسي، وهي زوجة المذيعة والممثلة الأمريكية (مثلية الجنس)، إلين لي جينيريس، كتبت على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن الحادث وقع أثناء الاختبار الأخير لدورها في أحد أفلام سيغال، الذي عقد في مكتب الممثل.
وجاء في تغريدة الممثلة العالمية: «قال لي: كم هو هام وجود كيمياء حارة (بين الممثلين) خارج الشاشة، أجلسني في حضنه وأرخى سحّاب سرواله الجلدي إلى أسفل، هربت منه راكضة واتصلت بوكيلة أعمالي، فأجابتني بهدوء: حسنا، لم أكن أعلم ما إذا كان يلائم ذوقك أم لا».

كيفن سبيسي
زعم أكثر من 30 رجلا أنهم كانوا ضحايا محاولات جنسية غير مرغوب فيها، ارتكبها كيفن سبيسي بطل فيلم «أميركان بيوتي» والمسلسل التلفزيوني الشهير «هاوس أوف كاردز». وأثار سبيسي جدلا من قبل، عندما اتهمه الممثل أنتوني راب بمحاولة إغوائه عام 1986، عندما كان يبلغ من العمر 14 عاما. وفي أكتوبر 2017، اعتذر سبيسي عن أي سلوك غير لائق مع راب، لكن لم يعلق على الأمر منذ ذلك الحين، ونجم عن ذلك عدم إشراك سبيسي في الجزء الأخير من «هاوس أوف كاردز».

لويس سي كي
اتهمت خمس نساء الكوميديان الأمريكي، لوي سي كي، بالتحرش بهن. دانا جودمان وجوليا ولوف، ثنائي شيكاغو الكوميدي، تلقيا دعوة من لويس سي كي للاحتفال بعرضهم الكبير الأول الذي قدماه في تلك الليلة من عام 2002. فأفادت السيدتان بأن سي كي تعرى أمامهما فور وصولهما. وروت أبي شنيلر وريبيكا كوري حكايتهما المشابهة مع سي كي في عامي 2003 و2005. كوري كاتبة وكوميدية وممثلة، كانت في بدايات شهرتها في عام 2005 حين كانت تقدم فقرة تليفزيونية في البرنامج، الذي حل عليه سي كي ضيفا. كتبت كوري في إفادتها أن سي كي اقترب منها وطلب أن يذهب معها إلى غرفة تبديل الملابس ويتعرى أمامها. رفضت كوري غاضبة، وذكرته أنه متزوج ولديه ابنه، فرد أن لديه مشاكل.
المرأة الخامسة التي رفضت الإفصاح عن هويتها، حكت أنها كانت تعمل في فريق «The Chris Rock Show» في نهاية التسعينات. وكما روت الأخريات تماما طلب سي كي أن يتعرى أمامها، ولحداثة سنها لم ترفض. وتكمل السيدة أنها ترجح أن سبب صمتها هو ثقافة الخوف، فقد كان نافذا وأساء استغلال سلطته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى