شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

ضربني وشكا

حسن البصري

تذكرون الصفعة التي تلقاها الممثل الكوميدي كريس روك من طرف زميله ويل سميت، خلال حفل الأوسكار. وتذكرون أيضا كيف تقدم سميت نحو المنصة، حين كان روك منخرطا في تنشيط الحفل، ووجه صفعة دقيقة إلى وجه المنشط، كانت كافية لخلق فاصل إجباري في فقرات الحفل.

وصف روك الصفعة وقال إنها مؤلمة، وأضاف أنه يستحق أوسكار أفضل ضحية في الحفل، بعدما حافظ على رباطة جأشه واكتفى بتلمس مواقع الغارة.

مرت الصفعة مرور الكرام وتحولت إلى مادة للسخرية، حين ردد روك في أكثر من عمل فني ساخر: «أحمد الله لأن الصفعة افتقدت للدقة».

في مصر وخلال إحدى مباريات الكرة، التي جمعت النادي الأهلي المصري بنظيره بيراميدز، تجرأ لاعب الأهلي والمنتخب المصري حسين الشحات، فهوى بكفه على وجه اللاعب المغربي محمد الشيبي، ولم يكتف بالصفعة القوية التي لا يعرف حدتها إلا لاعبنا، بل انخرط في شتم الوالدة وأصحاب الأصول.

انتهت المباراة وحين هدأت النفوس، تقدم الشحات صوب الشيبي ومعه فيلق إعلامي، فطلب الصفح من لاعبنا المغربي، وأعطى للصفعة أكثر من مبرر.

بعد ساعتين، سيصدر نادي بيراميدز بيانا قال فيه إن حق محمد الشيبي لن يضيع وإنه لا يسمح بإهانة أي فرد من عائلة النادي، معلنا التصعيد.

استفاق اتحاد اللاعبين المغاربة المحترفين من سباته، فأعلن تضامنه مع اللاعب المغربي ببضعة سطور حملت حروفها تنديدا بسلوك اللاعب المصري.

وحين تحولت الصفعة إلى مادة إعلامية، حاول الأهلي المصري تلطيف الأجواء، وأصدر عقوبة موقوفة التنفيذ في حق اللاعب الشحات وغرامة مالية مؤجلة الدفع.

وانخرطت رابطة الأندية المصرية المحترفة في مسلسل العقوبات «المطاطية»، وأصدرت بيانا يقضي بتوقيف الشحات لمباراتين وفرض غرامة لا تزيد على 500 أورو، فقامت إدارة الأهلي باستئناف الحكم وتم تأييده.

 اضطر الشيبي للجوء إلى القضاء المصري، أملا في إنصاف المحاكم المدنية، بعد أن تبين لجوء قضاء الكرة لعقوبات «ناعمة»، ثم ركب الطائرة صوب المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، وهو يدعو الله ليأخذ كل ظالم جزاءه.

 بعد حضوره في المعسكر الأخير للمنتخب المغربي بأكادير، سيتوصل الشيبي بمكالمة هاتفية من محاميه هاني بكري، تدعوه إلى المثول أمام لجنة الانضباط للاتحاد المصري لكرة القدم. قطع اللاعب إجازة الفرح، بعد أن رزق بمولودة خففت عنه وطأة الإقصاء من «الكان» وصفعة الشحات.

دعي لاعبنا إلى جلسة هيئة الانضباط، بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الصفعة، وتبين أن الأهلي المصري يحكم الكرة بالطول والعرض.

اشتكى الأهلي لاتحاد الكرة المصري ولـ«الفيفا» ولرابطة الأندية المصرية المحترفة واللجنة الأولمبية وللجامعة العربية و«الكاف»، لجوء اللاعب المغربي إلى القضاء المدني في نزاع على أرضية الملعب، بل وإصراره على التصعيد، إيمانا منه بالمثل المغربي القائل: «لي رد الضربة في عام زرب».

وبالرجوع إلى تقرير مندوب المباراة، تبين أنه يجسد مضامين مسرحية عادل إمام، «شاهد ماشفش حاجة».

حين كانت القضية تأخذ مجراها، ظهر محمد الشحات، شقيق الجاني ووكيل أعماله، ومارس بلطجيته على لاعبنا وهدده بالتوقيف عن الممارسة الكروية، ليتبين أن لازمة «لي ما عندو سيدو عندو للاه» ما زالت سارية المفعول في الدوري المصري. علما أن شقيق حسين له سوابق في «تاحياحيت»، ويكفي إبحار بسيط في عالم الإنترنت للتأكد من غارات هذا الرجل.

ولا تخلو ملاعبنا ومدرجات ملاعبنا من صفعات حارقة، لكنها لا تتجاوز حدود غرف الملابس، إذ بمجرد الاستحمام يتقدم رئيس الفريق ليقبل رأس «المصفوع»، ويهمس في أذنه قائلا: «دير بحال إلا أنا لي ضربتك».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى