النعمان اليعلاوي
جرت نتائج المباريات بقطاع العدل، والتي كانت آخرها مباراة المنتدبين القضائيين، مطالب بالتحقيق في شأنها، وذلك بعد التصريحات التي أدلى بها وزير العدل والحريات، عبد اللطيف وهبي، بلجنة العدل والتشريع في البرلمان، والتي قال فيها إن منتقدي نجاح مستشار له في مباراة المنتدبين القضائيين الأخيرة، رغم تجاوزه السن القانوني، هم من «أرسلوه إلى أفغانستان».
ونددت تنسيقية الدار البيضاء، لمرسبي مباريات وزارة العدل، بتصريحات وزير العدل عبد اللطيف وهبي الأخيرة، والتي اعتبرتها «غير مسؤولة وتنم عن غياب روح تحمل المسؤولية والافتقار للحد الأدنى من الرصانة»، متهمة وزير العدل بمحاولة «التغطية على العديد من الخروقات التي شابت المباريات التي أشرفت عليها الوزارة» من خلال «تصريحاته غير المسؤولة»، كما اتهمت التنسيقية الوزير بـ«التلاعب بالمباريات وتنجيح البعض وترسيب البعض الآخر من الكفاءات».
وطالب مشتكون من مباريات العدل بإيفاد لجنة للتحقيق وتقصي الحقائق في كل المباريات التي أشرفت عليها الوزارة وترتيب الجزاءات وربط المسؤولية بالمحاسبة، كما طالبوا بـ «الحقيقة التي صارت واضحة وضوح الشمس في السماء بكون الامتحان قد شابته خروقات وتلاعبات وبإنصاف المتضررين ومحاسبة المفسدين»، كما دعوا أعضاء البرلمان بغرفتيه إلى «التصدي لكل محاولات المساس بسمعة المغرب، خصوصا في مجال حيوي وهو العدل، وإظهاره على كونه بؤرة فساد خاضت بلادنا شوطا كبيرا من أجل إصلاحه واستقلاليته وضمان نزاهته»، حسب المحتجين، الذين شددوا على أن «تصريحات وهبي أو ما شاب مباريات وزارة العدل، تتطلب فتح تحقيق من الجهات المختصة، من قبيل النيابة العامة، الهيئة الوطنية للنزاهة والشفافية في ما يتعلق بقانون زجر الغش».
من جانبه، أوضح عبد الناصر أولاد عبد الله، عضو اللجنة الوطنية لضحايا امتحان المحاماة، أن العديد من المرشحين لمباراة المنتدبين القضائيين ممن اجتازوا المرحلة الكتابية والشفوية تفاجؤوا بـ«إنجاح» مستشار وزارة العدل السابق محمد عبد الوهاب رفيقي، الذي أشرف على سن التقاعد، بشروط يُخرَق فيها القانون رغم سجله الحافل بالعقوبات السجنية الماضية وتحمله مسؤولية سياسية داخل ديوان الوزير، موضحا أنه «جرى تداول نجاح مقربين لمدراء مركزيين مسؤولين بوزارة العدل، إلى جانب المستشار السابق للوزير، مع العديد من الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الإجابة عن أسئلة شفوية بمباراة المنتدبين القضائيين، في الوقت الذي أبلى فيه بعض المترشحين المتمكنين من المباراة البلاء الحسن».
وكان عبد اللطيف وهبي قد أقر بتوظيف مستشاره عبد الوهاب رفيقي في مباراة المنتدبين القضائيين، واستغل وهبي اجتماع لجنة العدل بمجلس المستشارين، حول قانون العقوبات البديلة، للرد على منتقدي قرار توظيف رفيقي، مضيفا بالقول: «السيد درنا فيه حسنة.. حتى الحسنة ما خلاوناش نديروها، نديرو غي السيئة إذن؟»، حسب وهبي الذي أشاد بالمستوى الأكاديمي لرفيقي، مشيرا إلى أن الأخير حاصل على الدكتوراه ولديه أبحاث وكتابات مهمة، وأجرى مباراة التوظيف مع مترشحين حاصلين على الإجازة فقط، مشددا على قانونية توظيف رفيقي، وموضحا أن أي شخص تجاوز السن القانوني يمكن له أن يتقدم بطلب لرئيس الحكومة يعطيه إذنا بالاستثناء، مؤكدا أن توظيف رفيقي بالوزارة سينقذه اجتماعيا، قبل أن يختم بالقول «الله يكمل عليه».
