
مباشرة بعد فوزه بولاية جديدة رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، كان الملك محمد السادس سباقا لتهنئة الرئيس الجمهوري، معربا، في رسالة، عن أصدق تهانيه لدونالد ترامب، متمنيا له كل “التوفيق في أداء مهامه العليا وجهوده لخدمة الشعب الأمريكي”.
تضمنت رسالة التهنئة إشارات إلى عمق العلاقات التي تربط المغرب بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أكد الملك أن المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية تجمعهما علاقة تحالف تاريخية وشراكة استراتيجية صمدت أمام تقلبات الزمن.
الملك محمد السادس ذكر أن العلاقات الثنائية شهدت خلال الولاية السابقة لترامب مستوى غير مسبوق، عندما اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية الكاملة على صحرائها، “هذا الحدث التاريخي، الذي سيظل الشعب المغربي ممتنا له إلى الأبد”.
وقد ظل المغرب يتابع المشهد السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن دارت معركة انتخابية شرسة بين ترامب ومنافسته هاريس عبر ولايات أمريكا، وهي الانتخابات التي شدت إليها أنظار العالم بالنظر إلى مضاعفاتها وتأثيرها العالمي.
يرجع اعتراف المملكة المغربية باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية إلى 20 فبراير 1777، كأول دولة في العالم تعلن الاعتراف بدولة أمريكا وذلك في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، وبعد ذلك سيتم التوقيع بالتحديد في 23 يونيو 1786، معاهدة الصداقة والملاحة والتجارة.
من جهتها اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، بتاريخ 10 دجنبر 2020، وحين سئل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيثيات هذا الاعتراف قال: “المملكة المغربية لها تاريخ”.
في الملف الأسبوعي لـ”الأخبار”، نسلط الضوء على مغاربة عايشوا ترامب أو التقوه في المغرب أو في بالولايات المتحدة الأمريكية قبل وبعد أن أصبح رئيسا.
السلاوي..خبير مغربي في دائرة مستشاري ترامب
أثار قرار تعيين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للمغربي منصف السلاوي، الخبير في الصناعات الدوائية والرئيس السابق لقسم اللقاحات في شركة جلاكسو سميث كلاين، مستشارا رئيسيا لفريق قيادة جهود تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا بالولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الجنرال الأمريكي جوستاف بيرنا.
استقبل المغاربة الخبر بسرور منقطع النظير، ولكن الحدث أثار جدلا كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي، فانقسم المدونون والمغردون إلى الافتخار بمغربية العالم منصف السلاوي، وآخرون اعتبروه أجنبيا تلقى دراسته في الديار البلجيكية، وبعدها أمريكا، البلد الذي استفاد من خبراته في الظرفية الراهنة.
وذهب البعض إلى إلقاء اللوم على المسؤولين المغاربة الذين يفرطون في الكفاءات العالية، ولم يحركوا ساكنا لإيقاف هجرة الأدمغة التي لطالما نبه الكثيرون لخطورتها.
في منتصف ماي 2020 أعلن البيت الأبيض، عن تعيين منصف السلاوي، على رأس مبادرة الرئاسة الأمريكية لأجل تطوير لقاح ناجع ضد فيروس كورونا المستجد. وقال السلاوي، في مؤتمر صحفي إلى جانب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه “لشرف عظيم أن أحظى بفرصة خدمة الولايات المتحدة والعالم في إطار هذا المسعى الكبير”.
وأضاف أن الأهداف التي جرى تحديدها لهذه المبادرة تتميز بـ”المصداقية”، حتى وإن كانت تطرح عدة تحديات “أنا واثق من قدرة الفريق الذي يضم مشاركين من عدة مؤسسات فيدرالية، وبدعم من الجيش، وشركائنا في القطاع الخاص، سنبذل قصارى الجهد لتحقيق الأهداف”.
وأورد السلاوي الذي يحمل جنسيات المغرب وبلجيكا والولايات المتحدة أنه اطلع على بيانات حديثة لإحدى التجارب السريرية بشأن اللقاح، ووصل إلى قناعة بأنه ستكون ثمة إمكانية لتحضير مئات الملايين من الجرعات بحلول نهاية العام الجاري.
ولد السلاوي بالمغرب سنة 1959 في أكادير، ودرس فيها إلى غاية الحصول على البكالوريا، ثم هاجر إلى فرنسا في مرحلة أولى وانتقل إلى بلجيكا وتوج مساره الأكاديمي بالحصول على شهادة الدكتوراه في علم المناعة من جامعة ليبر دو بروكسيل في بلجيكا، ودكتوراه في كلية الطب بجامعة هارفارد وكلية الطب بجامعة تافتس، وحين انتقل إلى الولايات المتحدة، وأصبح أستاذا في جامعة هارفارد، ويعد الدكتور منصف السلاوي أحد أهم الكفاءات المغربية في الصناعة الدوائية عالميا وهو حاصل على دكتوراه في علم الأحياء الجزيئي والمناعة. وعلى مدى 15 عاما، ساهم في جهود طبية مرموقة وشارك في تطوير أغلب لقاحات ضد اضطرابات صحية كثيرة.
وسيفاجئ منصف الرأي العام الأمريكي حين سيقدم من موقعه كرئيس فريق البيت الأبيض لتطوير اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، استقالته من مهامه بناء على طلب من الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن السلاوي بقي في منصبه لنحو 30 يومًا خلال الفترة الانتقالية، وتم تقليص دوره بشكل كبير بعد أداء بايدن اليمين الدستورية وتنصيبه رئيسا للبلاد.
وكان العالم المغربي قد قال في وقت سابق إنه يعتزم التنحي بعد وصول لقاحين وعلاجين إلى الأسواق. وكان السلاوي، قد حظي بثناء وتقدير واسعين بعد تعيينه من قبل الرئيس دونالد ترامب.
جمالة تتسلم وسام الاستحقاق من ترامب نيابة عن الملك محمد السادس
في منتصف شهر يناير 2021، منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ملك المغرب، محمد السادس، وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى، حسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض، ويعتبر هذا الوسام من أرفع الأوسمة التي يمنحها الرئيس الأمريكي، وغالبا ما يمنح لقادة الدول لاستحقاق وهو أعلى وسام لشخصية أجنبية.
وجاء في بيان البيت الأبيض: “لأكثر من عقدين، طور الملك محمد السادس من العلاقات العميقة والطويلة الأمد بين المملكة المغربية والولايات المتحدة في كل المجالات”.
تسلمت السفيرة المغربية في واشنطن، لالة جمالة العلوي، الوسام في احتفال خاص يؤكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمنح هذا الوسام للعاهل المغربي محمد السادس لـ”تأثيره الإيجابي” على المشهد السياسي في الشرق الأوسط.
وسبق للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن استقبل داخل البيت الأبيض، لالة جمالة العلوي، حين قدمت له أوراق اعتمادها كسفيرة جديدة للمملكة المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال هذا الاستقبال أعربت لالة جمالة للرئيس الأمريكي عن “التقدير الكبير واحترام الملك محمد السادس” مذكرة بأن المغرب والولايات المتحدة يجمعهما “حلف تاريخي راسخ، يعود إلى 20 دجنبر 1777، حينما أصبح المغرب أول أمة تعترف رسميا باستقلال وسيادة 13 ولاية أمريكية ناضلت من أجل الحرية”.
في ذات اللقاء قالت لالة جمالة إن البلدين، اللذين تجمعهما أقدم معاهدة صداقة لاتزال سارية في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية، عملا على تضافر قواهما، عبر التاريخ، من أجل تعزيز القيم المشتركة، المتمثلة في الحرية والديمقراطية، والسلام والتسامح”.
وسجلت السفيرة ذاتها أن هذه المثل تشكل، منذ عدة عقود قاعدة لشراكة قوية، سياسية وأمنية وعسكرية، تجمع بين الرباط وواشنطن.
وقالت الدبلوماسية المغربية إن الشراكة المتنامية، التي تجمع بين المملكة والولايات المتحدة، تحمل في طياتها وعدا بمؤهلات أكبر، يدعمها الالتزام العميق الذي تم التعبير عنه على أعلى مستوى في الدولة، خدمة لمستقبل بازدهار مشترك، ورؤية مشتركة لمختلف التحديات على المستويين الإقليمي والدولي.
من جهته قال البيت الأبيض إنه قدم للملك محمد السادس وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى قبل خمسة أيام من رحيل ترامب، في مراسم خاصة في واشنطن حضرته سفيرة المغرب، وأشار البيان بأن هذه الجائزة العسكرية استحدثت لتكريم قادة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية وكان منحها متوقفا إلى أن قام ترامب بإحيائها. ومنح ترامب الوسام الشهر الماضي إلى رؤساء وزراء أستراليا والهند واليابان.
يوسف العمراني يلتقي ترامب في مراسم التنصيب
في 21 يناير الماضي شارك يوسف العمراني، سفير المغرب في الولايات المتحدة، في واشنطن، خلال مراسم تنصيب الرئيس دونالد ترامب. وفي بيان صحفي، عبر الدبلوماسي المغربي عن تهنئته وأشاد بـ “العلاقات الثنائية الاستثنائية التي تجمع بين المغرب والولايات المتحدة، وكذا العمق التاريخي للتحالف الاستراتيجي بينهما وآفاقه المستقبلية الواعدة”.
وأكد العمراني أن “التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة، يفسح مساحات واسعة من الفرص المليئة بالإمكانيات الهامة، لا لتعزيز التحالف التاريخي فحسب، بل لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون الاستراتيجي”.
على هامش هذا اللقاء، استضافت واشنطن اجتماعات بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمغرب، حيث التقى مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون إيران والعراق والقضايا الإقليمية المتعددة الأطراف، مع سفير المملكة لدى الولايات المتحدة، يوسف العمراني.
وذكرت الدبلوماسية الأمريكية عبر منصة “إكس” أن اللقاء كان “منتجا وثنائيا”، مشيرة إلى التعاون القوي بين البلدين في القضايا الإقليمية والتزامهما بالأهداف المشتركة. جاء هذا اللقاء بعد ثلاثة أيام من قرار الرئيس ترامب بتعيين سفير جديد للمغرب، وهو دوك بوكان الثالث.
وكان الملك محمد السادس قد بعث قبل ذلك وتحديدا في 6 نونبر برسالة تهنئة إلى ترامب، قال فيها إن “ما نتقاسمه من قيم ومن مصالح مشتركة في مجالات واسعة، مكننا من العمل سويا وبشكل دؤوب من أجل بناء مستقبل أفضل لشعبينا، والنهوض بعلاقاتنا وتعزيز دورها في دعم السلام والأمن والرخاء في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وخارجها”.
وأضاف الملك “إنني لأستحضر فترة ولايتكم السابقة التي بلغت علاقاتنا خلالها مستويات غير مسبوقة تميزت باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على كامل ترابها في الصحراء”.
وبتعليمات ملكية، التقى يوسف العمراني، سفير المغرب في العاصمة الأمريكية عددا من المسؤولين التابعين لفريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي فاز بولاية جديدة.
التقى السفير يوسف العمراني السيناتور “جون بوزمان” لإجراء تبادل مثمر وبناء يركز على الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة والديناميكيات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
كما التقى السفير يوسف العمراني قد أجريت محادثة ممتازة مع جمهوريين، حيث تركزت المحادثات على سبل تعزيز التحالف الطويل الأمد بين المغرب والولايات المتحدة من خلال الجهود المشتركة في تعزيز الأمن الغذائي والتعاون العسكري لضمان السلام والاستقرار الإقليميين.
حين جمع طبق كسكس ترامب برحال السولامي
ظل الملك الحسن الثاني حريصا على توطيد علاقاته برجال المال والأعمال الأمريكيين، سيما وأن الثري مالكولم فوربس اعتاد على استضافة كبار المستثمرين الأجانب، والاحتفال بعيد ميلاده في قصره بمدينة طنجة، في جو صيفي يلتقي فيه رجال المال بأهل الفن والسياسة والإعلام.
في 18 غشت سنة 1989، كان اللقاء تاريخيا حين اجتمع عدد من الأثرياء والسياسيين والفنانين العالميين بطنجة للاحتفال بعيد ميلاد صديقهم، مالكولم فوربس، في قصره الخاص بحي مرشان. هذه المرة كان الحسن الثاني، ملك المغرب، ضيفا استثنائيا على الحفل، وكانت التعزيزات الأمنية جد مكثفة.
ولأنه لم يكن يحتل منصبا سياسيا قياديا، فإن دونالد ترامب لم يلفت الأنظار على غرار باقي كبار الضيوف أمثال هنري كيسنجر وزوجته، وإمبراطور الإعلام روبرت مردوخ، وجيمس غولد سميث، والفنان خوليو إغليسياس، ومشاهير لهم علاقة بمنظم الحفل.
ستجمع منافسات الغولف هؤلاء المشاهير، بعد أن دعا الملك الحاضرين لقضاء ساعات في ملعب مدينة طنجة داخل النادي العريق، الذي كان الوجهة المفضلة لمشاهير عالميين توافدوا على مدينة طنجة نظير، “باربارا هوتون” عن مجموعة “جيب” الأمريكية ووريثة سلسلة متاجر “وولوورث”.
الملك الراحل الحسن الثاني أقام مأدبة غداء على شرف الحاضرين، عبارة عن وجبة كسكس مغربي، إذ على الرغم من كون الثري الأمريكي فوربس هو الراعي الرسمي للحفل، إلا أن الحسن الثاني أصر على أن تكون لهذه اللمة بصمتها المغربية، ودعا رحال السولامي لتحضير وجبة كسكس على الطريقة المغربية، جعل المطبخ المغربي حاضرا بين الوجبات الأمريكية. في حفل الغذاء أصر الحسن الثاني على تقديم شروحات حول الكسكس المغربي ومكوناته وإصرار المغاربة على جعله وجبة جمعة بامتياز، ولم يكتف بذلك بل قدم للحاضرين الممون الذي أعد الكسكس، منتزعا تصفيقات الجميع.
في كتابه “طنجة.. مدينة الحلم”، يروي الكاتب “لين فينليسن” بعض تفاصيل هذا الاحتفال الباذخ، ويقول إن ضيوف الثري الأمريكي قضوا أمسية من ليالي ألف ليلة وليلة، حيث كان منظم الحفل حريصا على جعل البذخ عنوانا لسهرة تاريخية.
لم يكن ترامب مقربا من محيط الملك في تلك الليلة، ولم يكن ضمن الضيوف الذين شاركوه المائدة، رغم أنه كان من أشهر رجال الأعمال في الولايات المتحدة.
الحاخام المغربي ديفيد بينتو ملهم لصهر ترامب
قال جاريد كوشنر في مذكراته: “إن الحاخام المغربي ديفيد بينتو كان دائما ملهما لي في نجاحاتي”.
وكشف الحاخام اليهودي المغربي، دافيد بينتو، أن لديه رسائل تثبت التزامه بتقريب العلاقات بين المغرب وإسرائيل، مشيرا إلى أنه عندما أصبح دونالد ترامب رئيسا لأمريكا، فإن أول شيء قام به هو التأكيد على صهره جاريد كوشنر الذي كان تلميذه الروحي منذ أكثر من 20 سنة، بألا ينسى المغرب.
وأوضح الحاخام بينتو أنه أخبر جاريد كوشنر بأن هذا الأمر مهم للغاية، مذكرا إياه بأن الملك كان حامي اليهود المغاربة وأن الشعب المغربي يرحب بهم بدون أية مشاكل.
وأضاف كوشنر عند حديثه عن زيارته الأولى إلى المملكة المغربية سنة 2019، أنه أصيب بالدهشة والسعادة في الوقت نفسه، عندما رأى الحاخام ديفيد بينتو في الدار البيضاء، مشيرا إلى أن هذا الحاخام، كان يخبره كثيرا في السابق أنه “يصلي من أجل الملك المغربي كل يوم، بسبب الأعمال البطولية التي قام بها جده الراحل الملك محمد الخامس خلال الحرب العالمية الثانية”.
وأردف كوشنر في هذا السياق موضحا أن هذه الأعمال البطولية وفق لسان ديفيد بينتو، هي “عندما طلب النازيون من الملك محمد الخامس تحديد هوية اليهود المغاربة وتسليمهم، فكان رد محمد الخامس متحديا “لا يوجد مواطنون يهود وآخرون مسلمون، إنهم كلهم مغاربة”.
وقال كوشنر إن الملك السادس كان قد اكتشف أن الجد الأكبر للحاخام بينتو، الذي كان يدعى قيد حياته الحاخام حاييم بينتو، قد دفن في مقبرة يهودية تاريخية في الدار البيضاء، مضيفا بالقول “ومن دواعي سروري ودهشتي، أن الملك رتب للحاخام بينتو لمقابلتي في المغرب حتى يتسنى لنا نحن الاثنين أن نلقي الاحترام على قبر جده”.
هذا اللقاء حصل في المقبرة اليهودية في الدار البيضاء، إذ كان كوشنر على موعد مع عشاء على شرف الملك محمد السادس في قصره، ولم يشر بعد ذلك بأي إشارة أخرى إلى الحاخام ديفيد بينتو، الذي يُعتبر من الحاخامات اليهود الذين لعبوا دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين واشنطن والرباط في مسألة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء.
مليكة صبري وإيفانكا ترامب في خندق العمل الاجتماعي
أطلق الرئيس الأمريكي ترامب مبادرة عالمية “لدعم الازدهار العالمي للمرأة”، وهي المبادرة التي تشرف عليها نجلته ومستشارته إيفانكا، وسطرت أهدافها في تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال إيجاد نهج شامل للحكومة للوصول إلى 50 مليون امرأة على مستوى العالم بحلول عام 2025، كما تركز المبادرة على توجيه السياسة الأمريكية لدعم تنمية القوى العاملة النسائية ورائدات الأعمال وكسر الحواجز التي تواجه خلق بيئات للمرأة للمشاركة في الاقتصاد بشكل كامل في العالم.
حين ذكرت مصادر دبلوماسية في البيت الأبيض أن مستشارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ابنته إيفانكا ترامب، ستقوم بزيارة رسمية للمغرب، تبين أن الرئيس الأمريكي المنشغل عادة بالمال والأعمال سيدخل الفضاء الجمعوي.
وأشارت بيانات البيت الأبيض إلى أن محطة نجلة الرئيس الأمريكي ستقتصر على مدينتي الرباط والدار البيضاء، مشيرة إلى أن هذه الزيارة هي الأولى للمستشارة الرئاسية الأمريكية، وأن سبب الزيارة للمغرب تتمثل في “المشاركة في مؤتمر دولي في موضوع التنمية والازدهار العالمي للمرأة، والذي يأتي بمبادرة كانت أطلقتها هيئة غير حكومية أمريكية بدعم من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتهدف هذه المبادرة التي تم إطلاقها في فبراير 2019 إلى تشجيع التمكين الاقتصادي للمرأة”.
اختارت وزارة الخارجية الأمريكية المغرب كنموذج في مجال تمكين المرأة من خلال حملة مواكبة عملية تمليك الأراضي السلالية، في إطار الشراكة مع مؤسسة تحدي الألفية، بحضور مستشارة الرئيس الأمريكي إيفانكا ترامب، وصف مساعد وزير الخارجية، ستيفن بيغون، النشاط بقوله: “إن مؤسسة تحدي الألفية عملت، من خلال مبادرة التنمية والازدهار العالمي للمرأة، مع الحكومة المغربية من أجل إقرار حقوق جميع الورثة، لاسيما الفتيات، في الميراث وامتلاك الأراضي”.
وأبرز المسؤول الأمريكي أن “سميرة صبري، وهي سيدة من جهة مراكش آسفي، سيمكنها أخيرا أن ترث بشكل قانوني الأراضي التي نقلها لها والدها. وسيحق لها، من الآن فصاعدا، استخدام الأرض التي تستغلها عائلتها منذ أجيال والاستفادة منها لتلبية احتياجات أسرتها. وبصفتها مالكة للأرض، ستستفيد من ولوج أفضل للتمويل والتعليم والفرص. وستساهم في ازدهار بلادها، كما ستكون مستقلة اقتصاديا”.
وأشار بيغون إلى أن تعزيز تمكين المرأة هو “أيضا سياسة اقتصادية ذكية. واليوم أكثر من أي وقت مضى، وفي سياق جائحة كورونا، سيكون للنساء دور أساسي في التعافي الاقتصادي”.
اطلعت كريمة ترامب على ولوج النساء إلى الأراضي الجماعية، وهو مشروع انطلق تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لتعزيز تمكين المرأة.وأشادت، بالإصلاحات التي شهدتها المملكة تحت قيادة الملك على مدى العقدين الماضيين، لا سيما في مجال تعزيز حقوق المرأة وتمكينها اقتصاديا.
التقت المسؤولة الأمريكية وابنة الرئيس ترامب، خلال زيارتها الرسمية للمغرب بمسؤولين حكوميين مغاربة وزعماء محليين “لمناقشة المبادرات التنفيذية الأمريكية الهادفة إلى تعزيز تمكين المرأة في المنطقة، في وقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية، عبرت عن دعمها للتعديلات الاقتصادية والتشريعية لتشجيع البلدان التي تسعى إلى إجراء إصلاحات تشريعية مهمة لتعزيز مشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية والسياسية، وهو ما كانت قد عبرت عنه إيفانكا التي رحبت بالتشريع المغربي الذي يمنح النساء أحقية الإرث في أراضي السلالية لأول مرة، وكتبت حينها عبر حسابها الرسمي على تويتر “نحيي الحكومة المغربية على هذه الخطوة الهامة”.
مغاربة “ناسا“.. بين تنويه ترامب ورغبة التسريح
ما أن عاد إلى البيت الأبيض في يناير 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سلسلة من الإجراءات بهدف خفض الإنفاق الفيدرالي، كما أعلن انسحابه من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ. وأدت هذه التدابير إلى إلغاء وظائف أساسية وصرف مئات الموظفين من الوكالات الفدرالية المعنيّة بالمناخ والصحة والمسؤولة عن البحوث العلمية.
من بين الوكالات التي طالتها إجراءات ترامب، وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، التي أعلنت يوم الثلاثاء في 11 مارس 2025 عن موجة تسريح شملت 23 موظفا في الوكالة، مشيرة إلى دفعات مقبلة.
كما أدت موجة التسريح في وكالة “ناسا” في هذه المرحلة إلى الاستغناء عن خدمات كبيرة علمائها وخبيرة المناخ الشهيرة كاثرين كالفن، التي عينها الرئيس السابق جو بايدن عام 2022 وساهمت في إصدار عدد من تقارير الأمم المتحدة المهمة بشأن المناخ.
وعلى الرغم من دور وكالة “ناسا” البالغ الأهمية في الأبحاث المتعلقة بالمناخ، إذ تدير أسطولا من الأقمار الاصطناعية المخصصة لمراقبة الأرض، وتجري دراسات جوية وبرية، وتوفر بيانات مفتوحة المصدر للباحثين.
ورغم كل هذه الضغوط، تمكنت “ناسا” حتى الآن من تجنب التخفيضات الحادة التي تطول هيئات فدرالية أخرى بفضل تدخل الملياردير الأمريكي جاريد أيزكمان، الذي اختاره دونالد ترامب ليكون الرئيس التالي لوكالة الفضاء.
وضع المغاربة بصمتهم في مجال التكنولوجيا الحساسة والفائقة في كل مكان تقريبا، حتى في علوم الفضاء، حيث يوجد في وكالة الفضاء “ناسا” ما لا يقل عن 23 عالماً وباحثاً عربياً هذه قائمة بأسمائهم ومهامهم، وسبق لهم أن تشرفوا بلقاء رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذين لا يترددون في زيارة هذا المرفق الاستراتيجي.
لقد ساهم المغربي، كمال الودغيري، في مهمة هبوط المركبة الفضائية “سيريت” و”أبرتينيتي” و”كيريوزيتي”، كما انضم إلى فريق مختبر “الدفع” النفاث في باسادينا، وتعد المغربية أسماء بوجيبار، من أوائل النساء العربيات والأفريقيات اللواتي انضممن إلى “ناسا”، حيث تشتغل في أبحاث تتعلق بالتوازن الكيميائي بين الغلاف والنواة، إلى جانب سلوى رشدان، التي تشتغل في أحد مختبرات “ناسا” كباحثة، حيث تعمل على تطوير نموذج يسمح بالتأقلم مع التغيرات المناخية كي لا يتسبب النشاط الفلاحي في تدمير المجال البيئي. فضلا عن أسماء أخرى تشرفت بلقاء زعماء البيت الأبيض على غرار الخمار لمرابط المشرف على السلامة النووية بوكالة الطاقة الذرية، وكفاءات أخرى من العقول المغربية التي غادرت أرض الوطن بحثا عن ظروف أفضل لتطوير قدراتهم في مجالاتهم، وانتزعوا الإشادة من زعماء أمريكا.