تارودانت: محمد سليماني
دفعت تداعيات توالي الخصاص المائي المهول المسجل على مستوى جهة سوس ماسة عامة، وبإقليم تارودانت على وجه الخصوص، والناجم عن توالي سنوات الجفاف، عامل إقليم تارودانت إلى إصدار قرار عاملي يهدف إلى ضمان التزود العادي بالماء الصالح للشرب وترشيد استعماله، وذلك عبر اتخاذ إجراءات وتدابير للاقتصاد في الماء وترشيد استعماله، وضمان تزويد السكان بالماء الصالح للشرب على مستوى الإقليم.
وحسب القرار العاملي الذي يحمل رقم 08 بتاريخ 19 يناير الجاري، فإنه ابتداء من هذا التاريخ، أضحى ممنوعا كليا سقي المساحات الخضراء والحدائق العمومية، وتنظيف الطرق والساحات العمومية عن طريق استعمال المياه، كما يمنع ملء المسابح العمومية والخاصة لأكثر من مرة واحدة في السنة، مع إلزامية تجهيز هذه المسابح بتقنيات تدوير المياه. وحسب القرار العاملي، فقد أصبح ممنوعا كذلك غسل السيارات والشاحنات خارج الأماكن المخصصة لذلك (محطات الغسل المهنية)، كما تمت دعوة المهنيين إلى استعمال التقنيات غير المستهلكة للماء.
ودعا القرار إلى تكثيف الحملات التحسيسية لفائدة الجمعيات العاملة في مجال الماء للحفاظ على مصادر المياه وترشيد استهلاكه، ومضاعفة الجهود لتفادي ضياع الماء عبر شبكات نقل وتوزيع مياه الشرب والري، ومنع الربط العشوائي وغير القانوني انطلاقا من قنوات التوزيع، إضافة إلى إعداد برامج لإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة من طرف الجماعات وشركاتها، وتزويد المناطق التي تعرف نقصا حادا من الماء الصالح للشرب عن طريق الشاحنات الصهريجية، وتهيئة نقط الماء لتوريد الماشية في المناطق المتضررة، ومضاعفة الجهود لترشيد استعمال المياه بالمصالح الإدارية والوحدات الصناعية والسياحية، ثم الحد من التسربات المائية بقنوات الإنتاج والتوزيع.
وسيتم، وفقا للقرار العاملي، ترشيد الصبيب المستهلك على مستوى الأحياء، بمعنى أن طريقة توزيع المياه الصالحة للشرب على مستوى أحياء الإقليم وجماعاته، ستعرف تغييرا، وذلك باعتماد مبدأ التناوب في التزود بالماء الصالح للشرب، كما سيتم قطع هذه المياه عن قنوات التوزيع خلال أوقات معينة، وذلك في إطار ترشيد الكميات المتوفرة من المياه كل يوم.
وعهد بتنسيق وتتبع تنفيذ هذه الإجراءات والتدابير المتخذة إلى اللجنة الإقليمية للمياه، التي تم إحداثها بمقتضى قرار عاملي يحمل رقم 20 بتاريخ ثالث يونيو 2020، فيما ستقوم المصالح الخارجية المختصة، كل حسب مجال تدخله، بتنفيذ وتنزيل هذه الإجراءات.
وحسب المعطيات، فإن إقليم تارودانت كان يتزود بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من سد «أولوز»، غير أن هذا السد أضحى يعيش، أخيرا، خصاصا مهولا في حقينته، الأمر الذي أدى إلى وقف تزويد ضيعات حوض الكردان بمياه الري انطلاقا من هذا السد، وذلك من أجل الاحتفاظ بالكميات القليلة في حقينته للشرب. وإلى حدود الثامنة صباحا من أول أمس الاثنين، 22 يناير، فإن مخزون سد أولوز من المياه لا يتجاوز 6,971 مترا مكعبا، وذلك بنسبة ملء لا تتجاوز 7,8 في المائة، مع العلم أن حجم السد يبلغ 89 مليون متر مكعب.
