شوف تشوف

الرئيسيةرياضة

هاجرت إلى بروكسل للدراسة فجذبتني الكرة وأصبحت خريج المدرسة الفدرالية للمدربين

مانسيناكش عبد الخالق اللوزاني

الجمهور المغربي، خاصة الجيل الحالي، يعرف عبد الخالق اللوزاني المدرب لكنه لا يعرفه كلاعب؟

«هذا شغلهم»، ليس من مسؤوليتي أن أعرف الناس بمساري كلاعب لأنهم لن يهتموا به ما دمت مدربا مطالبا بنتائج للفرق التي أشرف عليها. وإذا كان لابد من درس في التاريخ للجيل الذي تحدثت عنه في سؤالك فلا بأس أن أقول إنني من مواليد الصويرة سنة 1945، نعم «موغادور» التي أنجبت المبدعين. كنت أعشق كرة القدم بشكل جنوني، تميزت بين أبناء الحي الذي كنت أقطن فيه، وهو حي مشهور في الصويرة يسمى بني عنتر، وكان أقراني يلقبونني باسم «بحالا». للأسف في الخمسينات لم تكن في الصويرة وداد أو يسام لأن المدينة كانت مدينة الفن والإبداع.

 

لماذا هاجرت إلى بلجيكا بدل الدار البيضاء للعب الكرة؟

في تلك الحقبة التاريخية «ماكانتش الكرة كتوكل الخبز» في المغرب، لهذا هاجرت إلى بلجيكا من أجل الدراسة الجامعية بعد حصولي على الباكلوريا، فوجدت نفسي لاعبا في فريق أندرلخت البلجيكي وما أدراك ما أندرلخت الذي يعد منارة للكرة الأوربية. تصور ابن الصويرة يحجز مكانته أساسيا في هذا الفريق عامين متتاليين، وهو الذي ذهب إلى بلجيكا من أجل تحصيل العلم. بعد ذلك انتقلت لفريق كروسنيغ، قضيت معه عشر سنوات، لأنهي مشواري لاعبا رفقة شارلوروا سنة 1978، ثم قررت أن أواصل في ميدان كرة القدم مدربا.

 

كيف تلعب لفرق بلجيكية كبيرة دون أن ينادى عليك للمنتخب المغربي؟

هذا سؤال كان يجب أن تحمله إلى القائمين على كرة القدم المغربية في السبعينات، أعتقد أن المسؤولين عن المنتخبات لم يكن لهم علم باللاعبين المغاربة المتألقين في الخارج، فقد قطعوا العلاقة مع المغتربين من زمن أقصبي وطاطوم، والتيباري وبلمحجوب، فضلا عن أن وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة عموما لم تكن بمثل هذا الاجتياح الذي نعيشه اليوم، فهي تحصي أنفاس اللاعب المغربي ولو كان يلعب في الدوري الفيتنامي.

 

من شجعك على دخول مدرسة تكوين المدربين في بلجيكا؟

شجعني اللوزاني، أي شجعت نفسي وقلت إنني على وشك إنهاء مساري لاعبا لماذا لا أدرس التدريب وأتخرج وفي يدي شهادة؟ لذا تمكنت من الجمع بين اللعب والدراسة وحصلت، وأنا أمارس مع شارلوروا، على دبلوم الدرجة الثالثة. وضع مسؤولو هذا الفريق الثقة في شخصي وأنا مبتدئ في المهنة وعينوني مدربا مساعدا في الفريق نفسه ما جعلني أكتسب تجربة أخرى وأضع كل ما درسته في محك التجربة.

 

في تلك الفترة سيطرت المدرسة البلجيكية على مجال التدريب في المغرب..

هناك عدد كبير من المدربين المغاربة من خريجي المدرسة الفدرالية الملكية البلجيكية للمدربين، كانت مدرسة تزود البطولات الأوربية بخيرة المدربين. الرعيل الأول من المدربين المغاربة كان قد حصل على شواهد التخرج من المدرسة الفدرالية الملكية البلجيكية نهاية السبعينات، وأغلبهم أشرفوا على تدريب فرق مغربية وأجنبية، من بينهم بوشعيب الغالمي وعبد القادر يومير، والشاذلي الجيلالي، مصطفى مديح وعبد ربه، وجيل آخر يضم فوزي مدرب المولودية وكمال وأسماء أخرى لا تحضرني، لكنها منضوية تحت لواء جمعية لخريجي المدرسة البلجيكية التي راهنت، عند تأسيسها، على أن تكون جسرا لتعزيز تبادل الخبرات في مجال كرة القدم بين الهيئات الرياضية بالمغرب ونظيرتها ببلجيكا، من خلال تنظيم ندوات وتبادل الزيارات إضافة إلى الدورات التكوينية لفائدة المدربين في مجال التحليل وتطوير الإعداد البدني للاعبي كرة القدم وتنظيم تداريب ودورات تكوينية والتكوين المستمر للمدربين واللاعبين المغاربة الشباب، لكن كل هذه الأهداف الجميلة تحتاج لمن يترجمها على أرض الواقع أو على الأقل لمن يساعدك على ترجمتها، خاصة على مستوى الجامعة والوزارة.

 

فكرت في العودة إلى وطنك لوضع رصيدك المعرفي في مجال التدريب رهن إشارة الفرق المغربية، من وضع فيك الثقة وأنت مدرب واعد؟

عدت إلى وطني العزيز لإعطاء كل ما تعلمته من المدارس البلجيكية في ميدان التدريب، لأبناء هذا البلد. الحمد لله البداية كانت موفقة، حيث أشرفت على تدريب المغرب التطواني سنة 1982، طبعا سأصطدم مع واقع آخر مختلف تماما عما عشته في ميادين بلجيكا لاعبا ومدربا. وجدت فضاء كرويا هاويا بالمغرب، لكني كنت أحلم بتصدير التجربة البلجيكية للمغرب، الحمد لله كنت من الرعيل الذي صنع مجد الكرة المغربية في الثمانينات والتسعينات مدربا.

 

ما هي صعوبات البداية التي واجهتك وأنت مدرب قادم من بلجيكا؟

هناك فرق في التعامل مع مدرب قادم من بلجيكا وجنسيته مغربية، ومدرب بلجيكي الجنسية قادم للمغرب. عقدة الأجنبي كانت راسخة في أذهان المسيرين. المهنة في أولى خطواتها في المغرب كانت صعبة وتعتمد على اللاعب السابق المعتزل، لهذا كانت فرص اللاعبين السابقين للوداد والرجاء والجيش والمغرب الفاسي والمولودية لتدريب فرقهم الأصلية متاحة، عكس مدرب مثلي قادم من الصويرة أو من مدينة أخرى. لكن تدريجيا أخذ الوعي يسري في جسد كرة القدم الوطنية بالعمل والاجتهاد، حيث بدأ إدراك أن المدرب ليس مجرد ممرن بل هو مرب ومؤطر ومكون ينتظره عمل كبير في الميدان، وهذا جيد لأن العمل انطلق بالتصنيف ومنح الرخص. دخلنا مجال التكوين بتأخر كبير لأن الاعتقاد السائد آنذاك أن كرة القدم لا تدخل في إطار الباكالوريا وأربع سنوات أو خمس في الدراسة الجامعية، بل تدخل في مجال التكوين المهني، إنها مهمة تبدأ بتعلم اللعب تحت إشراف مؤطرين ثم الانتقال إلى التكوين في التأطير وتحويل لاعبين من المستوى المتوسط إلى العالي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى