النعمان اليعلاوي
أثار قرار هدم جزء من إقامات طلبة معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، بهدف إنشاء طريق جديدة تربط بين مقاطعتي أكدال الرياض والسويسي، موجة من الجدل في الأوساط الطلابية والسياسية.
وكشف المستشار الجماعي عمر الحياني عن هذا القرار، معتبرًا أن توسعة بعض الشوارع ليست من الأولويات الملحة، خاصة إذا كانت ستؤدي إلى الإضرار بسكن الطلبة. وقال الحياني في تصريح له: “آخر حسنات المونديال إحداث طريق جديدة تستلزم تدمير جزء كبير من إقامات الطلبة، فهل هذه هي الأولويات؟ ألا يوجد حل بديل؟”، مشيرا إلى أن هذه النقطة نوقشت في مجلس مدينة الرباط نهاية يناير الماضي بطلب من ولاية الرباط، حيث عارضت فيدرالية اليسار هذه التوسعة نظرًا لانعكاساتها السلبية، مشيرًا إلى أن موقفها كان الوحيد المعارض داخل المجلس. وأضاف قائلاً: “عقلية الطراكس أصبحت غالبة على القائمين على ولاية الرباط”.
في المقابل، عبر الطلبة عن رفضهم لهذا القرار من خلال حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلقوا هاشتاغات وإعلانات لإنقاذ سكنهم، مشيرين إلى أن الهدم سيشمل الأجنحة 5، 9، 10، و11، وأن القرار صادر عن الوزارة دون أن يكون لإدارة المعهد رأي فيه، وأكد الطلبة أنهم لا يملكون معلومات دقيقة حول البدائل المطروحة لإيواء المتضررين، داعين إلى عقد جمعية عمومية أمس الأربعاء في الساعة العاشرة مساءً لمناقشة الخطوات المقبلة واتخاذ قرارات مشتركة للدفاع عن حقهم في السكن.
ويأتي الكشف عن قرار هدم إقامة الطلبة، أياما قليلة عن واقعة الحريق الذي هدد حياة أكثر من 300 طالب وطالبة بالإقامة الجامعية التابعة للمعهد العالي للإحصاء والاقتصاد التطبيقي، وأسفر عن إصابة 20 طالبًا تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاجات والإسعافات الأولية، دون تسجيل خسائر في الأرواح، كما دفع الحادث الطلبة إلى اللجوء مؤقتاً إلى المكتبة العامة داخل المعهد بسبب غياب مرافق مخصصة لحالات الطوارئ. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق الحريق والظروف الصعبة التي عاشها الطلبة، وسط مطالب بضرورة توفير بيئة آمنة للسكن وإصلاح المعدات الوقائية المعطلة.
