علم، لدى مصادر مطلعة، أن عناصر الدرك الملكي بسرية سوق أربعاء الغرب والمركز الترابي سيدي محمد الحمر، بتنسيق مع مصالح سرية القنيطرة، نجحت في تفكيك عصابة إجرامية خطيرة متخصصة في الاتجار في البشر والتهجير السري عبر سواحل مولاي بوسلهام والقنيطرة مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وحسب مصادر «الأخبار»، فقد توصلت مصالح الدرك البحري بمعلومات دقيقة حول ترتيب عملية تهجير سرية في وقت متأخر من الليل لحوالي 50 مرشحا، بينهم قاصرون ونساء ينحدرون من مختلف مناطق المملكة، عبر قاربين بالقرب من منطقة سيدي محمد لحمر المحاذية لشاطئ مولاي بوسلهام، قبل أن تتدخل عناصر الدرك البحري والمركز الترابي وسرية سوق أربعاء الغرب، بتنسيق مع القائد الجهوي، لإحباط العملية قبل دخول القاربين إلى عرض البحر.
ونقلت مصادر الجريدة، أن كومندو من الدرك معزز بعناصر عسكرية، داهم قاربي المرشحين، وهما يستعدان للانطلاق، حيث جرى إيقاف حوالي 40 مرشحا بينهم 6 نساء ينحدرن من منطقة الغرب وسلا والقنيطرة والفقيه بنصالح، كما تم إيقاف شخص من الشبكة المنظمة للعملية وجندي كشفت التحريات الأولية تورطه في تيسير عملية الهجرة السرية التي كان سيستفيد منها المرشحون بعد أن دفعوا مبالغ مالية كبيرة لزعيم العصابة الذي يجري البحث عنه حاليا.
وفور انتهائها من الأبحاث الأولية التمهيدية، أحالت عناصر المركز القضائي بسرية سوق أربعاء الغرب، المتهم والجندي على أنظار الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، قبل أن يتقرر الإفراج عن العسكري ومتابعته في حالة سراح، فيما تم إيداع عنصر الشبكة الإجرامية السجن في انتظار إيقاف باقي شركائه الذين تمكنت مصالح الدرك من تحديد هوياتهم ويجري البحث عنهم حاليا من طرف الأجهزة الأمنية بمنطقة الغرب.
وغير بعيد عن منطقة مولاي بوسلهام، وتحديدا بالمنطقة البحرية بنمنصور التابعة ترابيا لإقليم القنيطرة، تمكنت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي، بتعاون مع سرية القنيطرة، من إحباط عملية مماثلة في عرض البحر، إثر تدخل أمني لإنقاذ حوالي 30 مرشحا للهجرة غير المشروعة، كادوا أن يلقوا حتفهم غرقا، بعد تعطل القارب الذي كان يقلهم انطلاقا من شاطئ بنمنصور في اتجاه الضفة الأخرى، حيث تعرض لعطب خطير جعل المياه تغزو جنباته، ما هدد حياة الركاب الذين نجوا من موت محقق، حسب مصادر «الأخبار».
وفور علمها بالحادث، انتقلت عناصر الدرك الملكي بتعزيزات بشرية وتقنية متطورة، حيث تمكنت من إنقاذ المرشحين وحجز القارب واعتقال مالكه رفقة شخص آخر تبين تورطه في ترتيب كل التفاصيل المتعلقة بالعملية وتحصيل الأموال من طرف الشباب والشابات الذين كانوا يرغبون في الهجرة صوب أوروبا، قبل أن تبوء محاولاتهم بالفشل.
ووضعت عناصر الدرك الملكي الموقوفين رهن تدابير الحراسة النظرية، حيث تم الاستماع إليهما ومواجهتهما بكل المرشحين الضحايا الذين أكدوا أمام المحققين دفع مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 20 ألفا و35 ألف درهم لبعض السماسرة الذين توظفهم العصابة المتخصصة في الاتجار في البشر والهجرة غير الشرعية بمختلف جهات المملكة، وتبين أن هؤلاء الضحايا بمن فيهم النساء ينحدرون من جهة الرباط سلا القنيطرة ومنطقة الفقيه بن صالح وبوزنيقة وإحدى مدن الشمال.
