اجتثاث أشجار الأركان وبيعها كحطب للتدفئة بآسفي
كارثة بيئية وراءها مهربون يحولون الأركان إلى فحم خشبي
تعرضت العديد من المساحات الغابوية بإقليم آسفي لعمليات قطع وتهريب للأطنان من أشجار الأركان المهددة بالانقراض والمصنفة تراثا إنسانيا من قبل منظمة «اليونسكو»، والمحمية من قبل وكالة التنمية الاجتماعية والاتحاد الأوربي والمندوبية السامية للمياه والغابات، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ورصد لها «المخطط الأخضر» أغلفة مالية مهمة لحمايتها وتنمية مردوديتها الفلاحية، بعدما دعا الملك محمد السادس إلى المحافظة عليها في خطاب العرش لسنة 2010، واعتبرها «ثروة فلاحية مغربية أصيلة».
وكشفت معطيات ذات صلة، أن غابة «الشوك» الممتدة على عدة هكتارات بالجماعة القروية المعاشات، عرفت، خلال الأيام الماضية، اجتثاثا شبه كلي لشجرة الأركان بفعل عمليات تهريب الخشب، وتحويل المساحات الخضراء التي تم اجتثاثها إلى مطرح عشوائي للنفايات، حيث أصبحت المئات من أشجار الأركان المتبقية محاصرة بأكوام من الأزبال والنفايات السامة التي تتوفر على نسب مرتفعة من الرصاص والزئبق، مما ألحق كارثة بيئية بالفرشة المائية لوادي تانسيفت، وحرم العديد من صغار الفلاحين من الرعي، وأضر كثيرا بالمجال الغابوي والتربة وجودة الهواء، بجانب تنامي تهريب خشب الأركان.
وعلى مستوى الساحل البحري الشمالي لمدينة آسفي بين برج الناطور وشاطئ لالة فاطنة، تم القضاء على آلاف من أشجار الأركان التي كانت تمتد على العشرات من الهكتارات وتنمو بشكل طبيعي بين الصخور البحرية، وتشكل موردا طبيعيا للمئات من قطعان الماعز، رغم أن شجرة الأركان محمية بقوة القانون ويعاقب كل من قام بقطعها وحمل خشبها بجنحة طبقا لفصول الظهير الشريف المؤرخ في 10 أكتوبر 1917.
وبين ضفة وادي تانسيفت حتى الحدود الترابية بين إقليمي آسفي والصويرة، تنتشر أشجار الأركان على مساحات رعوية جد شاسعة، وهو ما عرضها في الآونة الأخيرة لعمليات تهريب سواء تهريب الخشب وبيعه في السوق السوداء بأثمان جد مرتفعة، أو اجتثاث كلي لصغار الأشجار وإعادة بيعها من أجل إعادة غرسها في فيلات فاخرة وفنادق مصنفة في الدار البيضاء ومراكش والصويرة.
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية تكثيف عمليات قطع أشجار الأركان بإقليم آسفي من قبل عصابات تقوم ببيعها وتحويلها إلى فحم خشبي، خاصة مع بداية فصل الشتاء وازدياد الطلب الوطني على الفحم الخشبي المستخلص من خشب شجرة الأركان والذي يباع بأسعار جد مرتفعة مقارنة مع باقي أنواع الفحم الخشبي.
