
الفرقة الوطنية تستجوبه حول شكاية حقوقيين
محمد وائل حربول
كشف مصدر خاص لـ«الأخبار» أن عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حلت، صباح أول أمس الاثنين بمدينة آسفي، من أجل فتح تحقيق حول قضية اقتلاع وقطع عدد مهم وكبير من الأشجار بمنطقة سيدي بوزيد، التي كانت قد فضحتها جمعيات حقوقية، تتقدمها الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، حيث أكد المصدر ذاته أن الفرقة الأمنية استجوبت كلا من رئيس المجلس الجماعي للمدينة، والرئيس المكلف بالمستودع البلدي، بعدما استجوبت بداية محمد النجوم، رئيس الفرع المحلي للجمعية الحقوقية، صاحبة الشكاية، فيما ينتظر أن يشمل التحقيق عددا من العناصر التي كان لها ارتباط بالموضوع.
وحسب المصدر نفسه، فقد تفجرت هذه القضية التي أثارت جدلا واسعا من قبل فعاليات مدنية وأخرى حقوقية مدافعة عن البيئة، بعدما وضعت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان، فرع آسفي، شكاية أمام أنظار رئيس النيابة العامة بالرباط، في شأن اجتثاث واقتلاع أشجار «الأوكالبتوس»، بطريق سيدي بوزيد بآسفي، ضد المجلس الجماعي لمدينة آسفي في شخص ممثله القانوني.
وأفاد المصدر ذاته، إضافة إلى الشكاية التي توصلت الجريدة بنسخة منها، بأنه على إثر الزيارة الميدانية التي قام بها الفرع المحلي بآسفي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، بتاريخ 11 نونبر 2021 إلى الطريق المؤدية إلى حي سيدي بوزيد بآسفي، داخل المجال الحضري للمدينة، تمت معاينة بقايا اقتلاع واجتثاث مجموعة من أشجار «الأوكالبتوس» بمساحات واسعة، في تعد بيئي صارخ مخالف لكل القوانين، علما أن هذه الأشجار كانت تشكل غطاء بيئيا ووقائيا، خاصة ضد تناثر غبار مجموعة من المعادن الموجهة للتصدير بالميناء، وتعطي جمالية وحماية خاصة للمكان.
وحسب نص الشكاية نفسها، فقد اعتبرت عدد من الفعاليات المدافعة عن البيئة، وضمنها عبد الإله طاطوش، رئيس الجمعية ذاتها، أن هذا «الفعل هو مجرم قانونا، بموجب القانون الجنائي المغربي، خاصة الفصلين 597 و599، وهو كذلك مخالف للظهير الخاص بقانون الغابات، حيث سبق للقضاء المغربي أن فعل المتابعة في مثل هده الحالة ضد بعض رؤساء الجماعات».
واعتبرت الفعاليات الحقوقية والمدنية نفسها أن «العملية تعد اقتلاعا واجتثاثا، وليس كما تم الترويج لها على أنها تشذيب للأشجار، وهو ما يوثقه القرص المدمج والصور التي بعثتها هذه الفعاليات إلى رئاسة النيابة العامة، والتي تهم قبل العملية وبعدها، وهي الأسباب ذاتها التي جعلت الحقوقيين بمدينة آسفي يلتمسون فتح تحقيق عاجل في واقعة اقتلاع واجتثاث أشجار «الأوكالبتوس»، بطريق منعرج سيدي بوزيد بـ«حاضرة المحيط».
هذا وحاولت «الأخبار» مباشرة بعد علمها بالموضوع، الاتصال برئيس جماعة آسفي لمعرفة رأيه حول الملف والقضية المثارة، إلا أن هاتفه كان خارج التغطية.





