محمد اليوبي
يسود استياء عارم في صفوف سكان مدينة تطوان من استفحال أزمة النقل الحضري، بعد رفض الجماعة والسلطات التمديد للشركة التي كانت تدبر القطاع سابقا، واستقدام شركة للنقل الطرقي غير متخصصة في النقل الحضري لتدبير المرحلة الانتقالية للقطاع، بدون الإعلان عن طلب عروض للصفقة. ومن المنتظر أن تستفحل الأزمة مع حلول موسم الاصطياف، حيث تعرف الشواطئ المجاورة للمدينة إقبالا كبيرا، خلال فصل الصيف، ويتضاعف الطلب على حافلات النقل الحضري.
وأكدت وثيقة صادرة عن مجلس المنافسة أن الشركة التي حصلت على التدبير المفوض المؤقت للنقل الحضري بتطوان هي شركة «إيصال المدينة»، التي تأسست حديثا وليست لديها خبرة في النقل الحضري، وأن شركة «ترانسديف» التحقت بها في يناير 2024، وهذا يتعارض مع قانون تسيير النقل الحضري، حيث قامت هذه الشركة الأخيرة باقتناء نسبة 49 في المائة من أسهم الشركة الأولى التي تدبر القطاع حاليا.
وأفادت المصادر بأنه تم تكليف الشركة بتدبير النقل الحضري بمدينة تطوان، بدون الإعلان عن طلب عروض لإبداء الاهتمام، ما يطرح عدة أسئلة حول معايير اختيار هذه الشركة، علما أنها غير متخصصة في النقل الحضري، وبدون خبرة، لأن تخصصها هو النقل الطرقي عبر الحافلات الرابطة بين المدن والإرساليات، ولم يسبق لها أن فازت بأي صفقة لتدبير القطاع بأي مدينة مغربية، وبذلك فإنها لا تتوفر على المواصفات والمراجع المطلوبة في صفقات تفويت تدبير النقل الحضري، في حين توجد شركات كبرى تملك خبرة في المجال لأكثر من 15 سنة، وتتوفر على أسطول يتجاوز ألفي حافلة، مثل شركة «ألزا» وشركة «سيتي باص»، ولو أتيحت الفرصة لهذه الشركات للمشاركة في إبداء الاهتمام، لقدمت عروضا لحل أزمة النقل بمدينة تطوان والمدن المجاورة لها.
والمثير في الأمر، حسب المصادر، أن السلطة المكلفة بتدبير النقل الحضري قامت بمنح دعم مالي للشركة الحديثة بقيمة ملياري سنتيم، رغم المدة القصيرة التي ستتولى فيها التدبير المؤقت للقطاع، في حين ترفض هذه السلطة أداء الديون المتراكمة لفائدة الشركة السابقة التي كانت تدبر القطاع، ورغم تقليص عدد الحافلات من 90 حافلة في عهد الشركة السابقة إلى حوالي 60 حافلة حاليا، وإلغاء 9 خطوط للنقل وتأخر صرف رواتب المستخدمين.
وأوضحت المصادر أن الشركة لا تتوفر على تجربة لتدبير أسطول كبير من الحافلات داخل المدن، ولهذا عملت على تقليص الأسطول، رغم توصلها بهدية إضافية تتجلى في 30 حافلة تنضاف إلى 90 حافلة تركتها الشركة السابقة، حيث من المفروض أن يصبح أسطول النقل يتكون من 120 حافلة، لكن الشركة تقوم حاليا بتشغيل 60 حافلة فقط، وأقدمت على حذف 8 خطوط تربط أحياء مهمة، وكانت مفروضة على الشركة السابقة، ومنها خطوط صعبة الولوج، نظرا إلى الطبيعة الجغرافية للمدينة، كما قامت الشركة الحالية بحذف البطائق الإلكترونية للطلبة وتعويضها ببطائق ورقية.
