شوف تشوف

مجتمع

استمرار معاناة مرضى السرطان بجهة كلميم

غياب مركز للأنكولوجيا بالجهة يضاعف معاناة حوالي
500 مصاب

كلميم: محمد سليماني

«أنقذوا ما تبقى من مرضى السرطان بجهة واد نون»، هذه
رسالة مؤثرة تركها شاب مصاب بالسرطان يدعى «جامع»
بمدينة بويزكارن بإقليم كلميم، قبيل وفاته في الأسبوع
الماضي. رسالة تلخص الوضع المزري الذي يعانيه مرضى
السرطان بجهة كلميم – واد نون، بعدما أنهكهم المرض ونخر
قواهم غياب مركز للأنكولوجيا لعلاج المرضى بهذه الجهة
مترامية الأطراف، الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الحدود
المغربية الجزائرية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن عددا من مرضى السرطان
بالجهة يعانون معاناة مزدوجة؛ الأولى تتعلق بالمرض
ومضاعفاته، والثانية تتعلق بالتنقل نحو أكادير أو مراكش أو
مدن أخرى بحثا عن فرصة علاج، والذي قد لا يتأتى لجميع

المصابين، بسبب ضعف ذات اليد، وقلة الإمكانيات،
وضرورة التسجيل في لوائح الانتظار إلى حين إيجاد فرصة،
من أجل البدء في حصص العلاج.
واستنادا إلى مصادر رسمية، فإن جهة كلميم واد نون بها
أزيد من 500 مريض بالسرطان، من بينهم 340 من
النساء، و47 طفلا، يضطرون إلى التنقل بشكل مستمر نحو
مدينتي أكادير ومراكش ومدن أخرى، من أجل تلقي العلاج
بمراكز الأنكولوجيا، الأمر الذي يسبب لهذه الحالات معاناة
كبيرة، بسبب تحمل أعباء مالية إضافية، منها مصاريف
التنقل ومصاريف الإيواء، والتي ليس في استطاعة الكثيرين
منهم تدبرها. وبحسب المعطيات، فإن حوالي 60 في المائة
من هذه الحالات المرضية المسجلة تتابع علاجها بمركز
الأنكولوجيا بأكادير، بينما يتابع الأطفال علاجهم بمركز
الأنكولوجيا بمراكش، رغم بعد المسافة ما بين هذه الأخيرة
ومدن جهة كلميم واد نون.
ورغم تزايد أعداد مرضى السرطان بالجهة، إلا أنه لم يتم
بعد بناء مركز للأنكولوجيا بهذه الجهة مترامية الأطراف،
والتي تضم 4 أقاليم، مما يحتم على المصابين الانتقال نحو
أماكن أخرى بحثا عن العلاج، مع ما يشكله ذلك من أعباء
ومعاناة إضافية. وقد كانت اللجنة الجهوية لعرض العلاجات،
قد صادقت على المخطط الجهوي لعرض العلاجات

(2019- 2023) يوم 18 يوليوز 2019، والذي يتضمن
بناء مركز جهوي للأنكولوجيا بكلميم، من أجل تعزيز
خدمات صحية قريبة، وذات جودة لسكان جهة كلميم واد نون
والجهات القريبة منها، لكن إلى حدود الساعة لم يتم بعد
الشروع في بناء هذا المركز، ولا توجد أي تباشير في الأفق
عن قرب الشروع في بنائه، أو حتى توفير الاعتمادات المالية
له، رغم أن المخطط الجهوي لعرض العلاجات، لم يتبق من
عمره سوى أقل من سنة واحدة.
في المقابل، فالمركز الجهوي للأنكولوجيا بأكادير المحدث
سنة 2007، والذي يستقبل بدوره بعض مرضى السرطان
المتحدرين من جهة كلميم واد نون، يظل عاجزا هو الآخر
عن تلبية جميع طلبات الاستشارات الطبية والاستشفاء
والعلاج، بفعل الضغط الكبير والمتزايد على خدماته، مما
يدفع بعض المرضى المنحدرين من جهة كلميم وباقي
الجهات الجنوبية الأخرى إلى التنقل نحو مدن أخرى بحثا
عن العلاج، بسبب طول مدة الانتظار للاستشارات
والاستشفاء، والذي قد يفاقم وضعية المرضى الصحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى