
محمد وائل حربول
خرج «الأساتذة المتعاقدون» أطر الأكاديميات بجهة مراكش آسفي خلال نهاية الأسبوع الماضي، للاحتجاج على ما وصفوه بالتمييز الذي تقوم به وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بينهم وبين «الأساتذة المرسمين»، حيث رفعوا شعارات توضح هذا الفارق، ومن ضمنها مشكلة الأجور التي لم يتوصلوا بها بالرغم من اقتراب عيد الفطر وعيد الشغل، حيث أكدت فئة منهم لـ «الأخبار» أن هذه الوضعية «ستسهم في مزيد من الاحتقان، وتبين بشكل ملموس أن الوزارة الوصية على القطاع لا تأبه لهم كما تأبه للموظفين المرسمين».
وفي هذا الصدد، خرج العشرات منهم أمام الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمدينة مراكش لينظموا وقفة احتجاجية واعتصام أمام مقر الأكاديمية، بعد حرمانهم من أجورهم بالرغم من المطالب التي تم رفعها في هذا السياق وفقا لما أكده عدد منهم لـ «الأخبار»، كما أوضح الأساتذة المتعاقدون أن «ما يحز في أنفسهم هو اقتران موعد صرف الأجور مع عيدين (عيد الفطر وعيد الشغل) إلا أنه تم حرمانهم دون غيرهم من الموظفين من صرف أجورهم في تمييز يوضح بجلاء ما تخفيه الوزارة إلى حدود الساعة».
وخلال اعتصامهم، رفع المتضررون مجموعة من الشعارات المنددة بالوضعية التي يعانون منها، حيث اتهموا فيها الحكومات المتعاقبة بالتسبب في الأوضاع التي وصل إليها التعليم وتلك التي وصل إليها الأساتذة من ضمنها حكومتي عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني، حيث رفعوا في هذا الصدد شعار «حكومات مشات وجات والحالة هي هي»، كما اعتبروا أن أجرتهم تتم سرقتها من خلال عدم صرفها من جهة، ومن خلال الاقتطاعات المتتالية التي تستهدفهم دون غيرهم من جهة أخرى.
وعاد المحتجون من الأساتذة المتعاقدين إلى المطالبة بمدينة مراكش بإلغاء نظام التعاقد في قطاع التعليم، وطالبوا بترسيمهم بوزارة التربية الوطنية أسوة بباقي الموظفين الأساتذة السابقين، وبباقي الموظفين بكل أسلاك الوظيفة العمومية، فيما اعتبر عدد منهم أن هناك استهداف مباشر متواصل من قبل جهات داخل أكاديمية مراكش-آسفي لكل الأساتذة المتعاقدين، حيث طالبوا في هذا الصدد «المساندة من زملائهم في العمل في هذه المواجهة كما طالبوا من الأكاديمية الجهوية المذكورة حل مشاكل القطاع وعدم الاستمرار في التضييق عليهم بممارسات أكل عليها الدهر وشرب».
وفي السياق عينه، أوضح المحتجون أن هناك من زملائهم من يعاني من أزمة مالية خانقة بسبب كثرة الاقتطاعات ومن حرمانهم من الأجرة الشهرية، وذلك في «سياسة مقصودة من قبل الوزارة ومن قبل الأكاديمية الجهوية بمراكش بهدف ثنيهم عن الخطوات التصعيدية التي قاموا بها خلال الأسابيع القليلة الماضية»، وهو ما اعتبره البعض من الأساتذة المتعاقدين «ترهيبا بشكل غير مباشر للتراجع عن كل الخطوات النضالية التي قام بها الزملاء خاصة داخل الأكاديمية الجهوية لمراكش-آسفي».
ومن جهة أخرى، أكد مصدر عليم من داخل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش، على «أنه جرى منذ الجمعة الماضي 29 أبريل 2022 صرف الأجور لجميع الأساتذة أطر الأكاديميات، وذلك حتى قبيل خروجهم للاحتجاج والاعتصام أمام مقر الأكاديمية بمدينة مراكش» وأضاف المصدر ذاته أنه وإلى حدود الساعة «ليس مفهوما الاتهامات التي رفعها الأساتذة أطر الأكاديميات ومنها الاتهام المباشرة بعدم صرف أجورهم تزامنا مع عيد الفطر».





