
المضيق: حسن الخضراوي
عبر العديد من آباء وأمهات التلاميذ بالمؤسسات التعليمية بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بالمضيق، في اتصالهم بـ «الأخبار» عن قلقهم واستيائهم من انتشار التحريض على استمرار موجة الهجرة السرية في صفوف التلاميذ خاصة المستوى الإعدادي والثانوي، ما استدعى تحرك جميع السلطات المختصة بحسب مصدر مطلع من أجل حصر عدد التلاميذ الذين تمكنوا من دخول الثغر المحتل خلال الأيام القليلة الماضية سباحة أو بطرق أخرى تشكل خطرا على حياتهم وسلامتهم.
وحسب مصادر الجريدة فإن العديد من التلاميذ الذين يدرسون بالمستوى الثانوي بحي هامشي بالفنيدق، وصلوا بالفعل إلى سبتة المحتلة، وقاموا بإرسال صورهم لزملائهم، فضلا عن الحديث معهم والتواصل حول طريقة العبور، وتشجيعهم على اللحاق بهم، مع مرافقة ذلك بتعليقات تغرق في السلبية عن المدينة والتعليم، وتجييش العواطف وتصوير الهجرة السرية وكأنها سبيل تحقيق الأحلام، دون تقدير لأخطار الغرق والمشاكل والاعتداءات التي يواجهها بعض القاصرين بمراكز استقبالهم.
واستنادا إلى المصادر نفسها فإنه في ظل تفشي نقاش «الحريك» داخل المؤسسات التعليمية بتراب عمالة المضيق، سجل الغياب التام لتدخل مصالح المديرية الإقليمية وعدم اهتمام الأطر الإدارية وجمعيات المجتمع المدني، بطرح مبادرات جادة أو تنظيم أنشطة موازية للتوعية والتحسيس بخطر الهجرة السرية، فضلا عن غياب التدابير الاستباقية التي تخاطب القاصرين بالقرب من اهتماماتهم أكثر واستيعاب طموحهم وصقل المواهب وتوفير فضاءات للتنافس الثقافي والرياضي.
وأشارت المصادر عينها إلى أن مايزيد الطين بلة، هو أن بعض المؤسسات التعليمية لا تخبر حتى الآباء بغياب التلاميذ وفق السرعة المطلوبة، كما أن تنامي الهجرة السرية في صفوف التلاميذ زرع الخوف في نفوس آباء وأمهات التلاميذ، بحيث كلما كانت هناك نشرة طقس إنذارية أو هيجان البحر، يتم تتبع خطوات التلاميذ القاصرين لإيصالهم للمؤسسة والعودة عند خروجهم حتى لا يتوجهون إلى الشاطئ، علما أن الخطر يبقى قائما في حال سجل غياب أستاذ لمادة بين الحصص.
وتواصل السلطات المغربية استنفارها على مستوى الساحل الشمالي من أجل محاربة شبكات الهجرة السرية وردع مافيا الاتجار في البشر، حيث سبق تفكيك شبكات إجرامية خطيرة وإلقاء القبض على متورطين والتحقيق معهم قبل تقديمهم إلى العدالة لتقول كلمتها الفصل في القضايا المطروحة، لكن بالنسبة للتلاميذ القاصرين بشكل خاص لا تنفع التدابير الأمنية لوحدها بقدر ما يجب أن تواكبها تدابير أخرى مكثفة للتوعية والتحسيس بأخطار مغامرة الهجرة السرية، وتبعات ذلك الكارثية على غموض مستقبل التلميذ القاصر.





