شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

الحكومة تتجه لتقييد استعمال “تيك توك” 

بعد اتهامات لمواقع التواصل بنشر المحتويات والمنشورات الضارة وغير المشروعة

الأخبار

كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، عزم الحكومة على تطبيق قيود جديدة على مواقع التواصل الاجتماعية، وعلى رأسها المنصة الصينية “تيك توك”، موضحا  أن التحول الرقمي ساهم في تعزيز حرية التعبير وتوسيع نطاق المشاركة والتفاعل الافتراضي للأشخاص على المنصات العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، مما فتح مجالاً واسعاً لظهور سلوكيات سلبية ومسيئة لقيم المغاربة، وأن المسؤولية القانونية لمنصات التواصل الاجتماعي عن المحتويات غير المشروعة التي تنشرها، يثير إشكالية التوفيق بين محاربة هذا النوع من المحتوى، والحفاظ على الحريات والحقوق الأساسية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، مبرزا أن هذه السلوكيات تتعلق بنشر المحتويات والمنشورات الضارة عبر مختلف التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً عندما يشكل هذا المحتوى مسا بحياة الأفراد والمجتمع كالتحرش والسب والقذف والاحتيال أو التحريض على الكراهية ونشر خطابات العنف والتمييز.

وأكد بنسعيد، في جواب على سؤال كتابي حول الأضرار النفسية والعقلية لتطبيق “تيك توك”، وجهه المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل، خالد السطي، إن وزارته ووعيا منها بالآثار السلبية لهذه التطبيقات على الثقافة والسلوكيات الاجتماعية، ومن أجل ترسيخ ثقافة التربية على الإعلام، تعمل بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال على تنظيم أنشطة تحسيسية وتعليمية لفائدة الطلبة الصحافيين وتلاميذ المدارس العمومية والخاصة بشكل دوري تهم التربية على وسائل الإعلام، فيما أكد بنسعيد في جوابه أن المعهد العالي للإعلام والاتصال يسعى إلى مأسسة التربية على وسائل الإعلام بالتعاون مع الجهات المعنية، خاصة وزارة التربية الوطنية، من خلال إدراج التربية الإعلامية والمعلوماتية كمادة أساسية ضمن المقررات الدراسية، أو على الأقل تعزيز محتوى هذه المقررات بمواد التحسيس والتوعية بخطورة الظاهرة بمستويات التعليم الابتدائي والثانوي والتأهيلي .

وفي إطار مهام التربية والتثقيف والإخبار، يسجل وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن قنوات الإعلام العمومي تسلط الضوء على العديد من الظواهر السلبية التي تهدد المجتمع المغربي، سواء من خلال إنتاج مجموعة من البرامج التي تناقش ضمن فقراتها، بطريقة مباشرة أو ضمنية، هذه الظواهر الاجتماعية وطرق الحد منها، أو من خلال النشرات الإخبارية حيث تستضيف شخصيات حقوقية وقانونية وتربوية توضح للمواطن المغربي، خطورة هذه الظواهر وكيفية الحد منها والإجراءات القانونية المترتبة في حق مرتكبيها، مضيفا قوله أنه  “ولأن بلدا واحدا بمفرده غير قادر على مواجهة الشركات الرقمية العالمية قامت بلادنا في إطار جامعة الدول العربية باعتماد الإجراءات التنفيذية للاستراتيجية العربية الموحدة للتعامل مع الشركات الرقمية العالمية الكبرى”، موضحا أن تصور الحكومة لتقنين استخدام البرامج الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي يدخل في إطار الرؤية الشاملة للمملكة، والذي يتمثل في كون التعامل مع هذه الشركات العالمية العملاقة يجب أن يتم في إطار التعاون الدولي العربي، ووفق مقاربة تمكن من التوصل إلى حلول مشتركة لمحاربة الأخبار الزائفة وسحب المحتويات غير القانونية من المنصات المذكورة، بهدف حماية الحقوق المشروعة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإقامة علاقات صحية وشفافة وعادلة على المدى البعيد مع الشركاء في الفضاء الرقمي العالمي.

وسبق للمستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل خالد السطي، أن طالب الحكومة بحماية الشباب من التداعيات السلبية لتطبيق “تيك توك”، بتشديد الرقابة عليه أو حظره أو تقنينه، منبها إلى مجموعة الدراسات حذرت من التداعيات السلبية لبعض التطبيقات الإلكترونية على الصحة النفسية والعقلية لمستعمليها، مطالبا الوزير باتخاذ إجراءات لحماية الشباب من تداعيات “تيك توك”، “بسبب المحتوى الذي يتم بثه والذي لا يخضع لأي مراقبة أو ضوابط، مشيرا إلى سعي بعض الدول إلى حظره بصفة نهائية.

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. وكأن حضر تيك توك أو الحد من استعماله سيغير شيئا لأن الوضع جد مركب ويجب تفكيكه قصد الوصول إلى حلول ناجعة أما إذا كان قرار الحظر فقط مجاراة لتيار سلكته بعض الدول التي لها أسبابها الغير معلنة والتي تعبر عن صراع حول السيطرة على العالم الافتراضي بكل منصاته فأنا أعتقد أن المغرب خارج هذه اللعبة وما سيحذف في تيك توك يمكن أن ينشر في منصات أخرى السؤال الذي يجب أن يطرح ليس هو لماذا هذه المحتويات تافهة أو مخلة ب”الحياء”؟ بل ما الذي يدفع هؤلاء الأشخاص لإنتاج هذا المحتوى ولماذا نحن كمتتبعين نشاهده ولماذا له هذه الشعبية الكبيرة بين صفوف المراهقين والشباب؟ بعيدا بطبيعة الحال عن العائد المادي الضخم الذي يبقى أكبر إغراء فالأزمة التي نعيشها اليوم ومنذ عقود من الزمن هي أزمة تنشئة إجتماعية فأين هي المؤسسات المسؤولة عنها ولماذا قزمت لدرجة لم يعد لها أي دور أو تأثير على الرفع من الذوق العام لأن الأزمة أزمة ذوق وميول بطبيعة الحال هذا يختلف بين طبقات وشرائح المجتمع لكنها تتلاقى في نقطة واحدة تعبر عن الاستلاب الذي يعيشه المراهقون ونعيشه نحن كشباب لأننا للأسف والأمر لا يتعلق ببلادنا فقط بل العديد من الدول المجاورة والشقيقة نحن لسنا فاعلين بل مفعول بهم وفقط مجرد ردات فعل لما يقع حولنا في هذا العالم الفسيح الذي لا نعلم إلى أين سيقودنا لذلك علينا أن لا نعجب إن كان محتوى من قبيل روتيني اليومي له هذه الشعبية الجارفة فالأمر لا يجب أن يقارب من منظور نخبوي فقط دون استحضار الجانب النفسي والاجتماعي والفني الذي يجعل شخصا يقبل على مثل هذا المحتوى وبالمقابل ماذا قدمنا كبديل لهذا المتلقي إذا كانت الآلة الدعائية للدولة ضعيفة وغير جدابة ولا تمثل بأي شكل هموم وواقع المواطن ولا تلبي حاجاته بل هي لا تشبه القسم الأكبر من المجتمع ولا تتكلم لغته لذلك هناك طريقان لا ثالث لهما وهو أن ننزل عند المواطن أو نعبد له الطريق من أجل أن يصعد عندنا والطريق الأول سهل للغاية لكن أن يصعد المواطن لمستوى بحمولة ثقافية لا بأس بها هذا يتطلب استنفار وإعادة الاعتبار إلى كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية بحيث يكون هدفها تنمية الحس النقدي وهذا يجب أن يكون وفق منهجية بأهداف دقيقة على مدى زمني محدد. لأنه ببساطة ودون تمحيص كبير يتضح أننا نسير في تشييد البنيان ونسينا الإنسان بعقلية ساذجة لا تخدم إلا شريحة معينة دون السواد الأعظم ولهذا فلن أفاجأ إذا قال قائل أن هناك من يريد الوضع أن يظل على ما هو عليه لأنه يخدم مصالح ضيقة ودون بعد نظر أنا هنا لست أدافع عن هذا النوع من المحتوى لكنه بشكل من الأشكال واقع يعبر عن انحرافاتنا وعقدنا التي تقتضي التشخيص الدقيق من أجل نجاعة الحلول وليس فقط استنكار وشجب هذا الواقع وكأن هؤلاء الأشخاص فضائيون من كوكب آخر بل هم منا ونحن منهم رغم أن واقعهم قد يكون أو لا يكون واقعنا لذلك فالزجر لن يحل المشكل بشكل جدري ودائم بل سيعتبر بدوره مادة للترويج لهذا المحتوى لأن الأمر أشبه بكرة ثلج تتدحرج كل ثانية ليتضاعف حجمها فالكل يريد أن يكون جزءا منها تصوير وتحميل ومشاركة ومتابعة وتعليقات وإعجاب والمهم من هذا العائد المادي والترويجي الكل يريد أن يكون له موطئ قدم الكل يريد أن يظهر أن يقول أنا هنا أنا موجود وطبيعة الحال كل يقول ذلك بطريقته الخاصة التي تتناسب وحولته السوسيوثقافية هناك من يصور نفسه يتغوط وهناك من يبرز ترهلاته ومفاتنه وهناك من يلعب دور المؤثر المثقف الذي يفهم كل شيء ويناقش كل شيء ويجيب عن كل شيء ويركز بالخصوص على مواضيع تدغدغ عاطفة المتابع قبل عقله وهناك مؤثرون يعيشون في كوكب آخر يتكلمون لغة تختلف عن لغتنا وأنشطتهم تعبر عن عالم النخبة الثرية التي تقول للمتابع البسيط أنا فوقك فوقك تماما وهؤلاء بنظري أخطر المؤثرين لأن الكل يريد أن يصير مثلهم لأنهم وببساطة رمز للتفوق والنجاح فليس مهما أن تبدأ أول فيديو من المرحاض المهم أن تصل يوما إلى فنادق الخمس نجوم ودرجات رجال الأعمال في الطائرات والماركات العالمية. هنا يجب أن نقف ونطرح السؤال ماذا قدمت الدولة بالمقابل وماذا قدم الإلتزام في تغيير الهشاشة التي يعيشها الكثير فإن سألت أي أحد هل تريد أن تكون تافها غنيا ومشهورا سيجيب دون تردد نعم. الكل يعلم أنه مكان حيث لا حدود للتنازلات لكنها بالمقابل تنازلات مؤدى عنها. وأخيرا علينا أن نطرح الكثير من الأسئلة قبل أن نقدم على أي فعل من شأنه يحظر منصة للتواصل دون أن نقدم بديلا مقنعا من شأنه أن يغير عقليات فالمنصة منصات وأي وسيلة للتعبير كيفما كانت لا يجب حظرها إن كانت بطبيعة الحال لا تهدد أو تمس بالسلامة والحق فالعيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى