شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرخاص

الشعير المستنبت بديل إيكولوجي لغلاء الأعلاف بسبب الجفاف

حاضنات لاستنبات الشعير كعلف أخضر للمواشي بدون أسمدة ولا تربة

مكناس: النعمان اليعلاوي

في زاوية من قطب الفلاحة الرقمية، يلتف عشرات زوار المعرض الدولي للفلاحة بمكناس حول رواق لمشروع مبتكر يهم توفير العلف للماشية من خلال تقنية الشعير المستنبت، وهو مشروع تشرف عليه مؤسسة “أمل الضيعة” يتمثل في تطبيق تقنية استنبات الشعير المخصص للأعلاف، عبر غمره في المياه وسط “حاضنة” يتحكم فيها كومبيوتر تتم برمجته، حيث من شأن الحاضنة أن تحول 80 كيلوغراما من الشعير إلى ألف كيلوغرام شعير مستنبت يوميا، بما يعادل إنتاج سبعة هكتارات من الكلأ على مدار العام.

في هذا السياق قال محمد العربي، وهو مسؤول التسويق بالشركة الحاملة للمشروع، الشعير المستنبت هو البديل الوحيد الذي يوفر ما يقارب من 50 في من الأعلاف الخضراء، مشيرا إلى أنه نظرا إلى محدودية الأراضي الفلاحية في عدد من مناطق المملكة، فإن المنافسة بين زراعة محاصيل الحبوب والبقوليات، التي يتغذى عليها الإنسان ومحاصيل الأعلاف التي تتغذى عليها الحيوانات، أصبحت تمثل مشكلة كبيرة، خاصة في ظل الزيادة في عدد السكان، ولمواجهة هذه الأزمة اتجهت الحكومات إلى استيراد الحيوانات الحية واللحوم المبردة والمجمدة من الدول التي بها فائض من الحيوانات.

ويعتبر نقص الموارد العلفية من المعوقات الأساسية في تنمية وتطوير الإنتاج الحيواني، وتشير العديد من الدراسات إلى أن الحيوانات الزراعية لا تحصل على احتياجاتها الغذائية اللازمة لإظهار كفاءتها الإنتاجية الحقيقية، الأمر الذى أدى إلى تدهور إنتاجيتها.. لذا تم بذل الجهود العلمية والبحثية للتغلب على هذه المشكلة عبر ابتكار تقنية.

ويشير العربي إلى أن توفير الموارد العلفية ضرورة حتمية للنهوض بالثروة الحيوانية، وأن أفضل وسيلة لتحقيق هذا الهدف، هو عمل خطة للاستفادة من بعض النباتات غير التقليدية التي تزرع في المغرب، لاستخدامها في تصنيع الأعلاف، حيث تشير الدراسات إلى أن هذه الكميات من المخلفات سوف تغطى بكفاءة العجز في الموازنة العلفية لغذاء الحيوانات، وذلك بعد معاملتها ميكانيكيا، أو طبيعيا، أو كيميائيا، أو بيولوجيا لرفع قيمتها الغذائية، ثم استخدامها كأحد مكونات الأعلاف الحيوانية، كما يمكن رفع القيمة الغذائية لاستهلاك هذه المواد باستخدامها مع الإضافات، مثل المغذيات السائلة المحتوية على المولاس مع اليوريا، أو باستخدام قوالب المولاس.

من جانب آخر، أوضح المتحدث ذاته أن وحدة واحدة لا تتجاوز مساحتها 3 أمتار مربعة تنتج ما يزيد على ثمانين كيلوغراما يوميا من الأعلاف الخضراء، وهو ما من شأنه أن يكفي لعلف ثماني بقرات أو 40 من الأغنام أو 100 من الدواجن، مضيفا أن هذه التقنية تساهم في تقليص استهلاك المياه الخاصة بإنتاج الأعلاف الخضراء بنسبة 100 في المائة، حيث تستخدم مياه مقننة بشكل دقيق من أجل الري، كما أنها لا تستهلك الطاقة ويتم تركيبها بنظام التغذية بالطاقة الكهربائية، أو حتى الربط بالطاقة العادية مع تشغيل نظام التوفير، مبينا أن تدخل الفلاح يبقى محدودا جدا، والكومبيوتر المرتبط بالوحدة الإنتاجية يعرض جميع التفاصيل المتعلقة بوضعية الحاضنة.

وأشار العربي إلى أن المشروع لا يهم الضيعات الصغرى ولا مربي الماشية والأبقار فقط، بل أيضا الضيعات الكبرى، حيث إن هناك عددا من الفلاحين الذين اقتنوا حاضنات كفيلة بإنتاج 5 أطنان يوميا من الشعير المستنبت. مضيفا أن قيمة هذه الحاضنة تصل إلى حوالي 14 مليون سنتيم، وهو ما قال إنها تشكل عائقا بالنسبة إلى عدد من الفلاحين، علما أن كلفة إنتاجها والذي يتم في المغرب تشكل جزءا كبيرا من سعرها، حسب المتحدث، الذي أشار إلى أنه ينتظر أن يتم إقرار برنامج للدعم من أجل تخفيض كلفة هذه الحاضنات لما تقدمه من حلول بديلة لمرحلة الجفاف التي تواجه البلاد، وأيضا مرحلة ارتفاع أسعار الكلأ والأعلاف.

قطب المنتوجات المحلية بمعرض الفلاحة.. واجهة حقيقية للثروات المغربية

 

ن.ي

يعتبر قطب المنتوجات المحلية إحدى أهم نقاط التجمع بالدورة السادسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، التي انعقدت من 22 إلى 28 أبريل الجاري بمكناس، بحيث يتميز هذا القطب بحركية تسويقية مهمة، وتنظمه وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، من خلال وكالة التنمية الفلاحية، بالتعاون مع المديريات الجهوية للفلاحة ومندوبية المعرض.

ويمتد القطب خلال هذه الدورة على مساحة تفوق 16.000 متر مربع، ويضم ما يفوق 125 كشكا تعرض به المجموعات المنتجة العديد من المنتوجات التي تشهد على غنى الثروات التي يزخر بها المجال المغربي. ويمثل العارضون ما يقارب 800 تعاونية وأكثر من 16500 منتج، منهم 8000 امرأة. وقد تم خلال هذه السنة إيلاء اهتمام خاص للمجموعات المنحدرة من المناطق المتضررة من زلزال الحوز، والتي تبلغ 45 مجموعة، أي 10 في المائة من عدد التعاونيات المشاركة، كما أن حوالي 100 مجموعة تشارك لأول مرة بالملتقى، أي بنسبة 20 في المائة، وتنحدر المنتوجات المعروضة خلال هذه النسخة، والتي تمثل 25 قطاعا إنتاجيا، من جميع جهات المملكة. بحيث يعرض ما يفوق من 5000 صنف من المنتوجات تشهد على الجهود الهائلة التي يبذلها المنتجون لضمان الجودة والتنوع، مع الحفاظ على المعرفة المتوارثة منذ القدم.

ويعكس هذا القطب النتائج المؤكدة التي تحققت بفضل الالتزام الثابت لوزارة الفلاحة، منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر، وفي إطار تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر عبر برامج دعم ومواكبة قطاع المنتوجات المحلية. فمن بين 3900 مجموعة منتجة للمنتوجات المحلية التي تم تحديدها لحد الآن، استفادت أكثر من 2331 مجموعة تمثل حوالي 50000 منتج من مختلف الإجراءات وبرامج الدعم، سيما المشاريع الفلاحية التضامنية المخصصة للمنتوجات المحلية، بناء 369 وحدة للتثمين وتجهيز 845 وحدة للمنتوجات المحلية. كما حصل 80 منتوج اعلى ترخيص العلامات المميزة، واستفادت 1453 مجموعة منتجة من برامج التأهيل تمكنها من الاستجابة لشروط ولوج السوق، وقد تمكنت 934 مجموعة من الحصول على الترخيص أو الاعتماد الصحي لفائدة منتوجاتها.

أما بالنسبة إلى التسويق للمنتوج المحلي، فبفضل استراتيجية تنمية تسويق المنتوجات المحلية، التي وضعت الترويج والتسويق كأهم المجالات المستهدفة لضمان استمرارية المداخيل لمنتجي المنتوجات المحلية، خاصة النساء والشباب في العالم القروي، تم توحيد العديد من الإجراءات التي سمحت لأكثر من 332 مجموعة بالولوج إلى شبكات التسويق الحديثة، كما شاركت 1369 مجموعة في المعارض الجهوية والوطنية، وشاركت 354 مجموعة في المعارض الدولية، وتمكنت 200 مجموعة من استخدام التسويق الإلكتروني بفضل منصة www.terroirdumaroc.gov.ma.  وبنفس الروح تم تعزيز صورة هذه المنتوجات، بإنشاء علامة جماعية”Terroir du Maroc” ، وقد تمكنت حتى الآن ما لا يقل عن 274 مجموعة من الحصول على ترخيص لاستعمال هذه العلامة، وذلك لفائدة أكثر من 1188 منتوجا.

بالإضافة إلى كل هذه الإجراءات، يتم إطلاق حملات ترويجية وتسويقية بوتيرة متواصلة، من خلال العديد من حملات التنشيط على مستوى المتاجر الكبرى والمتوسطة ونقاط البيع المتخصصة، بالإضافة إلى حملات التواصل على صعيد 360 درجة، تنفيذا للرغبة القوية للوزارة في جعل قطاع المنتوجات المحلية أحد أهم القطاعات الواعدة على صعيد الميدان الفلاحي.

وقد تطلبت كل هذه البرامج لفائدة التعاونيات ومجموعات المنتوجات المحلية تعبئة ما يقارب من 11,7 مليار درهم منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر إلى اليوم، منها حوالي 11 مليار درهم خصصت لمشاريع الفلاحة التضامنية وإنشاء البنية التحتية لوحدات التثمين، بالإضافة الى 700 مليون درهم لبرامج الترويج ودعم التسويق.

وقد كان لهذه الجهود الجبارة آثار جد إيجابية على تنمية قطاع المنتوجات المحلية بالمغرب، وتحسين الظروف المعيشية للمستفيدين. فقد شهدت المنتوجات المحلية تطورا كبيرا للجودة وتعبئة وتلفيف المنتوجات وطريقة عرضها، وكذلك تحسنا واضحا للمهارات التسييرية للتعاونيات، موقعة بذلك على تقدم جد استثنائي، مما كان له انعكاسات إيجابية للغاية على زيادة المبيعات، ومضاعفة رقم المعاملات ومن هامش الأرباح، والرفع من خلق فرص الشغل بأكثر من 40 في المائة.

 

 

مختصرات

رحو وصديقي والسير التنافسي لأسواق الفواكه والخضروات

ترأس محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وأحمد رحو، رئيس مجلس المنافسة، يوم الجمعة الماضي، على هامش النسخة السادسة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، ندوة حول موضوع “السير التنافسي لأسواق الفواكه والخضروات بالمغرب”.

ومثلت هذه الندوة فرصة لعرض نتائج الدراسة التي تم إنجازها من طرف مجلس المنافسة، حول السير التنافسي لأسواق الفواكه والخضر بالمغرب، وهي الدراسة التي همت جرد مجموع التحديات والمعيقات المتعلقة بالسير التنافسي لأسواق الفواكه والخضر، وكذا الحلول المقترحة لضمان دخل عادل لصغار الفلاحين وتقليص المضاربة. وتم تنشيط هذه الندوة من طرف مجموعة من المتدخلين من مستوى عال يتمثلون في رئيس مجلس المنافسة، ورئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، وممثلي وزارة الداخلية ووزارة الصناعة والتجارة، ورئيس المجلس البلدي لمكناس. كما جمعت هذه الندوة مختلف صناع القرار المؤسساتيين والمهنيين والباحثين، وممثلي المنظمات الوطنية والدولية، وغيرها من الجهات الفاعلة في قطاع الفلاحة والصناعات الغذائية.

 

“أونسا” والاستشارة الفلاحية

توج المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية مشاركته في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في نسخته 16، بتنظيم ندوة بتنسيق مع شركائه INRA وICARDA  يوم الخميس الماضي، حول “مساهمة البحث والتنمية والاستشارة الفلاحية والأدوات الرقمية، من أجل التبني المستدام للزرع المباشر في المغرب”، وأغنى فعاليات الندوة، نقاش حول شعار هذه النسخة  “المناخ والفلاحة: من أجل أنظمة إنتاج مستدامة ومقاومة”.

وعلى هامش الندوة، ترأس المدير العام للمكتب وممثلو المعهد الوطني للبحث الزراعي ومنظمة إيكاردا والبنك الدولي حفل توزيع شهادات المشاركة في البرنامج التدريبي، حول “نظام الزرع المباشر والمدخل إلى تبني الأدوات الرقمية لتتبع البرنامج الوطني للزراعة الحافظة”  .

 

 

تتويج مربي المواشي

في اليوم السادس من فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، تم تحت إشراف محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، توزيع الجوائز على المهنيين الفائزين بالجوائز الأولى في مباريات تربية المواشي، حسب الأصناف والسلالات.

ومُنحت الجوائزُ للفائزين في أصناف الأبقار الحلوب، الأبقار اللاحمة، الأبقار المحلية، الإبل، الأغنام والماعز. ويضم كل صنف بدوره سلالات أخرى، خصوصا صنف الأبقار والعجول. وقد تم تتويج الفائزين، بعد اجتيازهم المباراة التي أدارتها لجنة تقنية متخصصة في تربية المواشي، تحت إشراف مصالح الوزارة الوصية على القطاع.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى