شوف تشوف

تقاريرسياسيةوطنية

المنتدى العالمي التاسع للعبودية الحديثة بمراكش يستعرض مآسي الضحايا حول العالم

الأمم المتحدة: عائدات «العبودية» تدر 150 مليار دولار

افتُتحت، أول أمس الاثنين، بمراكش، أشغال المنتدى العالمي التاسع لمناهضة العبودية الحديثة، بمشاركة 75 مسؤولا من 30 بلدا، من بينها المغرب، يمثلون عدة هيئات من المجتمع المدني، الأمم المتحدة، الحكومات، بحضور باحثين أكاديميين وضحايا ناجين من الاتجار في البشر ينحدرون من القارة الإفريقية.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن أزيد من 40 مليون شخص في العالم يرزحون تحت حصار أشكال جديدة من العبودية الحديثة، يتم استغلالهم بدون أجور وفي ظروف عمل تفتقد لأدنى الشروط خاصة في الأنشطة المنزلية، وقطاعات أخرى على غرار الصناعات التحويلية أو الصيد البحري.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يدر هؤلاء الأشخاص أموالا طائلة من عائدات غير مشروعة لفائدة المتاجرين والبارونات إذ تقدر العائدات بـ 150 مليار دولار، 25 في المئة من هذه الفئة من الأطفال و75 في المئة منهم من النساء والقاصرات.
وأفاد محمد مصطفى لعريصة، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، في تصريح لجريدة «الأخبار»، بأن المغرب من الدول السباقة التي انخرطت في مناهضة كل أشكال العبودية الحديثة ومكافحتها، من خلال مصادقته على مجموعة من الاتفاقيات المتعلقة بالموضوع أو من خلال دستوره، والمنحنى الحقوقي الذي يسير فيه. مضيفا أن إصدار المغرب قانونا يتعلق بمناهضة الاتجار بالبشر يعود إلى الاستراتيجية الجديدة التي تتعلق بقضايا الهجرة، وكان موضوع التطبيع الإداري للمهاجرين ومسألة إدماجهم اجتماعيا واقتصاديا من أبرزها.
وزاد لعريصة قائلا إن ضرورة إيجاد قانون لمحاربة ومناهضة الاتجار في البشر موضوع شائك، ويتطلب وقتا كبيرا للتفكير لوضع قوانين تحترم الاتفاقيات الدولية الموضوعة والمغرب سار على هذا النهج.
ومن جهته، قال بوكيني واروزي، المدير التنفيذي لمؤسسة «تحرير العبيد»، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل مع كافة الدول بهدف تدارس آفة العبودية الحديثة والتفكير في حلول ناجعة للمشكل، علما أن هناك 40 مليون ضحية للظاهرة في العالم، بسبب تصاعد حدة الفقر التي تفاقم الظاهرة.
غراس موانغانغي، من كينيا، بدورها كانت ضحية شبكة للاتجار بالبشر سنة 2019 حين تم استقطابها من بلدها الأم نحو الهند للعمل مرشدة سياحية، لتجد نفسها مجبرة على ممارسة الدعارة. ناقشت غراس الموضوع مع صديقة لها تعمل بهيئة الإذاعة البريطانية، فاقترحت عليها إنجاز وثائقي حول القصة الهدف منه توعية الفتيات لتفادي الوقوع في فخ شبكات الاتجار بالبشر والاستغلال.
فرانسيسكا أواه مبولي، ناشطة من الكاميرون، روت لجريدة «الأخبار» قصة معاناتها مع آفة العبودية، إذ كانت ضحية لشبكة الاتجار في البشر، الأمر الذي دفعها لتأسيس جمعية في بلدها الكاميرون تعنى بضحايا الظاهرة في بعض الدول الإفريقية. وعبرت فرانسيسكا عن سعادتها بفوزها بجائزة أحسن جمعية تنشط في مكافحة العبودية الحديثة، علما أن العديد من الجمعيات المماثلة كانت تنافس على الجائزة. وأضافت فرانسيسكا أن المنظمة أشعرتها بأن لديها تأثيرا كبيرا في العالم بأسره وليس فقط في القارة الإفريقية.
وشكل المنتدى مناسبة سانحة من أجل عرض خلاصات خمسة منتديات جهوية تم تنظيمها في سنة 2021 إذ مكنت هذه الملتقيات من تحديد أولويات السكان المحليين. كما يبقى فرصة للبحث في مستجدات القضايا المتعلقة بالعبودية الحديثة في ضوء انتشار جائحة كوفيد 19 وآثار التغيرات المناخية، وفضاء لإبراز منجزات المغرب في ما يخص التنمية المستدامة المسطرة في إطار تحالف الأمم المتحدة، كما سيبحث سبل اتخاذ وتفعيل إجراءات سريعة وفعالة للقضاء على كل أشكال الاتجار في البشر وحظر استغلال الأطفال في العمل أو تجنيدهم في الحروب.
وستأخذ نسخة المنتدى هذا العام بعين الاعتبار المكتسبات المنجزة في النسخ السابقة، اعتبارا لكون التجربة فضاء لتبادل التجارب من أجل تطوير برامج مشتركة، حيث إنه، خلال النسخة الثامنة، دعت هيلاري كلنتون إلى تفعيل «عشرية الحزم» لتوحيد الجهود ووضع استراتيجية مشتركة للحد من ظاهرة الاتجار في البشر ومختلف مظاهر العبودية الحديثة.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى