طنجة: محمد أبطاش
يسود ترقب كبير بطنجة، لافتتاح المستشفى الجامعي بغرض تطويق السل، نتيجة ورود تقارير تؤكد انتشار هذا الداء بشكل مخيف، خصوصا في الحزام الهامشي للمدينة، حيث تكشف بيانات ذات صلة أن داء السل بات متفشيا بشكل مثير على مستوى جهة طنجة، وتوضح البيانات التي تم الإفراج عنها أخيرا، أن معدل داء السل بكل أنواعه لم يعرف تحسنا.
واحتلت جهة طنجة تطوان الحسيمة المرتبة الأولى وطنيا، بمعدل 124 ألفا لكل 100 ألف نسمة، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى عدم تغير المحددات الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة على انتقال وتفشي هذا الداء، مثل الفقر والهشاشة والاختلاط والسكن العشوائي. وبصفة مماثلة، لم يعرف معدل نجاح العلاج نموا ملحوظا.
ومن المعطيات التي كانت السبب الرئيسي في انتشار هذا الداء، عدم كفاية آليات التنسيق، حيث إن آليات التنسيق التي تحدد مسؤوليات جميع المتدخلين الأساسيين لمكافحة السل تعتبر غير كافية. بحيث تبين أنه منذ قرابة سبع سنوات، تم توقيف أنشطة الوحدات الجهوية المتعلقة بالتنسيق والإشراف لمكافحة السل، ولم تعد تمارس نشاطها حتى السنتين الماضيتين، وذلك بسبب عدم تعيين مسؤولي التنسيق، وكذا بسبب غياب التكوين المخصص للموارد البشرية.
ومن شأن هذه الوضعية، وفقا للمعطيات المتوفرة، المقترنة بنظام معلوماتي آلي ضعيف، أن تنعكس بشكل سلبي على تخطيط أنشطة الإشراف والتنسيق والتحذير والكشف وتشخيص داء السل. وزيادة على ذلك، ورغم أن من شأن الأنشطة المتعلقة بالوقاية من داء السل أن تساهم بشكل كبير في تخفيف مخاطر تطور هذا المرض، إلا أن البرنامج الوطني لمكافحة داء السل لا يتوفر على دليل وطني للوقاية متعلق بكيفية مراقبة الإصابة بالسل في المؤسسات الاستشفائية والأوساط المغلقة. كما تم تسجيل عدم تغطية جميع الأقاليم والعمالات، حيث يبقى عدد مراكز التشخيص وعلاج الأمراض التنفسية غير كاف ولا يغطي جل العمالات والأقاليم، مما يدفع مرضى السل إلى التنقل إلى عمالات وأقاليم أخرى، من أجل الاستفادة من التشخيص والعلاج.
يذكر أن المستشفى الجامعي يتوفر على جناح خاص لمعالجة مرضى داء السل، ما من شأنه أن يزيد من آمال تطويق المرض على جميع المناحي، خوفا من تمدده إلى بقية الأحزمة الهامشية للبوغاز.
