شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسية

تصريحات عنصرية

أدلى الرئيس التونسي قيس سعيد، بتصريحات أقل ما يقال عنها إنها عنصرية مليئة بالكراهية، تنهل من معجم اليمين المتطرف الأوروبي ضد المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، بل إن قيس اعتبر أن قدومهم إلى تونس بأعداد كبيرة يندرج في سياق مؤامرة لتغيير التركيبة الديموغرافية للبلاد. إنه نهج عنصري مشابه للحملات في أوروبا، تلك الحملة الانتخابية التي تهدف إلى خلق عدو وهمي للتونسيين، لإلهائهم عن مشاكلهم الأساسية.

فبعدما خرب قيس سعيد السمعة الدبلوماسية لبلاده وانخرط في حملة الاستهداف ضد وحدتنا الترابية، بعدما تجرأ كرئيس لدولة عربية على استقبال ابن بطوش الانفصالي، وبعدما أساء لسمعة تونس الديمقراطية بتفجيره الوحدة الوطنية التونسية وإحداث التدمير في مؤسسات الدولة، بحل كل مؤسساتها ووضع القضاء تحت يده يبطش به تجاه كل معارض، وبعدما أساء للمنظومة الاقتصادية، ما جعل كل رؤوس الأموال تفر من بلاد الياسمين، ها هو اليوم يدمر السمعة الإنسانية لبلاده بتبني خطاب عنصري تجاه مهاجري إفريقيا، ما جعل خطابه يلقى ترحيبا عند كل العنصريين الأوروبيين، وفي مقدمتهم اليميني المتطرف إريك زمور، متزعم نظرية الاستبدال الكبير، التي تقول إن هناك مؤامرة تحاك ضد الفرنسيين والأوروبيين البيض، بهدف استبدالهم في نهاية المطاف بأشخاص غير أوروبيين من إفريقيا والشرق الأوسط، معظمهم من المسلمين.

والخطير في كلام قيس سعيد أنه يشرعن الاعتداء على المهاجرين الأفارقة، ويؤلب ضدهم بعض المتطرفين، لأن ربط المهاجرين بمؤامرة تحاك ضد تونس يعني تهديد حياة أفارقة هاربين من الفقر والمجاعة والحروب وعدم الاستقرار، وهذا ما قد يشجع على ارتكاب حماقات في حقهم.

إنه لمن باب النفاق أن تستقبل دول العالم حوالي مليونا ونصف المليون مهاجر تونسي، يشكلون موردا مهما لميزانية الدولة التونسية، فيما يقوم قيس سعيد بإعلان الحرب على المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء، ويحملهم كل مظاهر الفشل والارتداد الذي تعيشه تونس.

ما لا يفهم قيس وتجار خطاب اليمين المتطرف أن الهجرة ليست مشكلة في حد ذاتها ولا تشكل خطرا على الدول، بل هي حق إنساني، لكن ينبغي أن تتم ممارسته في إطار استراتيجيات وطنية واضحة وفعالة قادرة على تحويل الهجرة إلى مصدر لخلق الثروة كما يحدث في أوروبا، وهو ما يقوم به المغرب مع بعض الأعطاب التي تحتاج إلى علاج سريع وفعال، قبل أن تتفاقم الأضرار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى