شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

تنسيق أمني

الافتتاحية

يقوم أوخينيو بيرييرو بلانكو، المفوض العام للاستعلامات بالمملكة الإسبانية، بزيارة عمل إلى المغرب، مرفوقا بوفد أمني مهم، حيث أجرى مباحثات مع عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، تهم مواجهة المخاطر الأمنية المتصاعدة بين البلدين.

من المهم بداية الإشارة إلى أن المستوى المتطور للعلاقات الأمنية بين الرباط ومدريد لم يأت بين عشية وضحاها، فثمة العديد من الدوافع الكامنة وراء هذا التنسيق الاستراتيجي، بعضها يتعلق بالتهديدات الأمنية التي تتربص بالبلدين، فالدولتان تواجهان جملة من التحديات البنيوية العميقة التي تهدد مؤسساتهما الوطنية. والبعض الآخر يتعلق بالدرجة الممتازة التي بلغتها العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسبانية، والتي أصبحت تقترب من درجة التطابق في الآراء، سيما بعد الموقف الإسباني من القضية الوطنية.

بلا شك أن التخوفات من التهديدات الأمنية المحتملة التي قد تهدد المغرب وإسبانيا هي تخوفات قائمة بالفعل، فالبلدان ليسا معزولين عن محيطهما الجغرافي، وما زال الأمن في الرباط ومدريد هدفا استراتيجيا لتنظيمات جهادية، خصوصا تلك الموجودة في تندوف ومنطقة الساحل والصحراء وليبيا.

ولكن في المقابل هنالك جملة من المحددات التي تقلل من فرص تفاقم هذه التهديدات والتحديات، وعلى رأسها قوة المؤسسات الأمنية بالبلدين، والتي أثبتت التجارب أنها راجعة إلى اليقظة الأمنية العالية والسياسة الاستباقية، التي نجحت بشكل كبير في المغرب، الذي تحول من الانتقال من مواجهة الإرهاب والتصدي له إلى مرحلة ملاحقة وتفكيك كل الخلايا الإرهابية النائمة التي تحاول التجمع، أو التحرك للتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية.

ومع كل هذا التنسيق الأمني لا يعني أن العلاقات الأمنية المغربية الإسبانية انتقلت إلى درجة «صفر مخاطر»، فما زالت التهديدات الأمنية تضع البلدين هدفا استراتيجيا خلال هذه الفترة، وتحاول أن توجه لهما ضربة تثبت بها أنها ما زالت قادرة على الفعل، وأن الهزائم التي ألحقتها بها المؤسسات الأمنية لم تدمرها ولم تجفف منابعها.

والأكيد أن عمق الأمن القومي الإسباني مرتبط بالمغرب، لذلك كلما ارتفع منسوب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، فإن العلاقات الأمنية ستكون محصنة والعكس بالعكس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى