اهتزت مدينة بنسليمان على وقع فضيحة مدوية صباح الاثنين الماضي، حيث نجح شخص مطلوب من قبل المصالح الأمنية في تخطي الحواجز وقدم ترشيحه لرئاسة فريق حسنية بنسليمان لكرة القدم، بحضور ممثل السلطة المحلية، ورئيس المجلس الجماعي، وأحد نوابه، رغم علمهم بوضيعته القانونية.
ونصبت دورية للأمن كمينا لإلقاء القبض على المتهم، لكن المنخرطين نجحوا في الإسراع بعقد الجمع العام، وتسهيل دخول المبحوث عنه إلى القاعة، حيث قدم ترشيحه بسرعة كبيرة، ليتم تنصيبه رئيسا للجمعية، ثم اختفى عن الأنظار، إذ يختبئ منذ الانتخابات الماضية، حيث ورد اسمه ضمن عصابة أدين أحد أفرادها بأربعة أشهر حبسا نافذا، لاستعمال العنف والأسلحة البيضاء خلال العملية الانتخابية، ومازال الملف جاريا إلى الآن، من خلال البحث عن باقي المتهمين.
ويحاول منخرطو الجمعية وأعضاؤها، خصوصا الذين يتحكمون فيها، وأغلبهم من محيط رئيس المجلس الجماعي محمد جديرة وابنه المستشار حسام جديرة من حزب الاستقلال، تسريع حصول الجمعية على وصل إيداع، حتى يتسنى لهم وضع اليد على مبلغ 234 مليون سنتيم في حسابي الفريق، تعذر عليهم الوصول إليها بسبب وفاة الرئيس السابق بوشعيب جبار، ورفض نائبه التوقيع على أي وثيقة لاستخراج المبلغ، قبل أن يقدم استقالته، خوفا من المساءلة.
وأثيرت علامات استفهام كبيرة حول حضور رئيس المجلس الجماعي وابنه ونائبه، وهو موظف بالعمالة، الجمع العام، لمحاولة إعطاء الشرعية للمكتب الجديد، إضافة إلى ممثل السلطة المحلية، سيما أنهم على علم بوجود المشرح الوحيد للرئاسة في حالة فرار، كما يلف الغموض الجهة أو الجهات التي سهلت دخول المرشح إلى المدينة والقاعة قبل اختفائه بعد ذلك.
وينتظر أن تشمل التحقيقات شخصا آخر من الجماعة، قام بتصحيح إمضاء المعني الأمر وإمضاءات أعضاء آخرين قدموا ترشيحهم ضمن اللائحة الوحيدة المقدمة.
وسبق للاعبين قدامى ومسيرين سابقين أن قدموا شكاية إلى عامل الإقليم لتنبيهه إلى الاختلالات التي تعرفها الجمعية، مطالبين بإجراء خبرة على ماليتها وحساباتها البنكية، كما بعثوا شكاية إلى الجامعة.
وحصلت الجمعية التي يحتكرها ابن رئيس المجلس الجماعي على أكثر من مليار سنتيم في خمس سنوات، رغم أنها تمارس في أقسام الهواة، بموجب عقد شراكة وقع في عهد الرئيس الحالي وابنه رغم وجود حالة التنافي.
