نجيب توزني
أجلت المحكمة الابتدائية بالرباط، مساء أول أمس الاثنين، البت في قضية الممرضين المتهمتين بالإهمال المتسبب في وفاة رضيع وتدهور حالة خمسة رضع آخرين بمستشفى الليمون بالرباط، حيث قررت الاستمرار في متابعتهما في حالة اعتقال بعد رفض ملتمسات دفاع المتهمتين من أجل تمتيعهما بالسراح المؤقت، كما رفضت الهيئة القضائية كل الدفوعات الشكلية التي تقدم بها محامو المتهمتين.
وحسب شهود عيان، فقد بدت الممرضتان في وضع صحي ونفسي متدهور، حيث أصيبتا بانهيار مباشرة بعد نطق القاضي برفض ملتمس السراح المؤقت، وعرضهما من جديد الاثنين المقبل على جلسة المحاكمة في حالة اعتقال.
وبالتزامن مع المحاكمة التي كانت جارية بالقاعة 2 بالمحكمة الابتدائية بالرباط، كان وزير الصحة أنس الدكالي في مواجهة إحاطات حارقة للنواب البرلمانيين خلال الجلسة المباشرة ليوم أول أمس الاثنين، انصبت حول أسباب وتداعيات هذه الفضيحة التي هزت الرأي العام الوطني وفاجعت أسرة من مدينة تمارة في وفاة رضيعها.
وأكد الدكالي أن التحريات الأولية التي قامت بها اللجان المركزية متعددة التخصصات بالوزارة، لم تسجل أي اختلالات بخصوص جودة اللقاح وظروف تخزينه.
وكشف وزير الصحة في معرض رده على إحاطة للفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، حول موضوع “ظروف وملابسات وفاة طفل رضيع وتدهور الحالة الصحية لأطفال آخرين بسبب التلقيح، أن تحريات اللجنة والمعاينات اللازمة للوقوف على حقيقة الأمر، أكدت أن الحادث لا علاقة له باللقاح، مضيفا أن اللقاح المستعمل بمستشفى الولادة “الليمون” بالرباط هو نفسه المستعمل بباقي مراكز الولادة، ولم تسجل بشأنه أية مضاعفات بأي من هذه المراكز.
وأضاف الدكالي أنه في إطار البرنامج الوطني للتمنيع، وتبعا لتوصيات منظمة الصحة العالمية، تقوم المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة بتلقيح الأطفال حديثي الولادة ضد التهاب الكبد الفيروسي من نوع (ب) خلال ال24 ساعة الأولى التي تلي الولادة، وذلك منذ سنة 2017، مسجلا أنه تماشيا مع هذا البرنامج، يقوم مستشفى “الليمون التابع للمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، وفق مساطر مضبوطة، وعلى غرار باقي المؤسسات الصحية التابعة للوزارة، بتلقيح الرضع حديثي الولادة، حيث تم تسجيل حادث لدى بعض الرضع خلال عملية التلقيح التي قام بها المستشفى.
وأوضح الدكالي أن الأطقم الطبية والتمريضية بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط سارعت إلى التكفل بالحالة الصحية لستة أطفال حديثي الولادة بمستشفى الليمون، حيث تم نقلهم إلى قسم الإنعاش والعناية المركزة بمستشفى الأطفال من أجل تتبع حالتهم الصحية، وهوما مكن من تحسن الحالة الصحية لخمسة أطفال، أربعة منهم غادروا المستشفى، في حين لا يزال رضيع واحد في حالة مستقرة تحت المراقبة الطبية مع تسجيل تحسن ملحوظ في وضعه الصحي، فيما فارق رضيع الحياة قبل نقله إلى مستشفى الأطفال.
وأشار إلى أن إدارة المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا قامت بدورها بفتح تحقيق داخلي من أجل استجلاء الأمر، كما فتحت النيابة العامة تحقيقا في الموضوع، مؤكدا أن الوزارة ستعمل على اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات وفق ما سيسفر عنه البحث القضائي الجاري.
