شوف تشوف

الرأيالرئيسية

سارع.. أنت البارع

حسن البصري

 

ظهر العلم الأوكراني في أغلب الدوريات العالمية، وانطلقت مباريات الدوري الإيطالي متأخرة عن موعدها خمس دقائق كاحتجاج رمزي ضد الغزو الروسي، وأعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عن منع منتخبات روسيا من المشاركة تحت اسم روسيا مع حظر عزف النشيد الوطني في مبارياته التي سيخوضها خارج أرضه.

تزامن القرار مع رفض كل من بولونيا والسويد والتشيك مواجهة روسيا الشهر المقبل في الدور الفاصل المؤهل لمونديال قطر، في حين أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم رفضه مواجهة روسيا في المستقبل القريب وديا أو رسميا، كما طالب نويل لوغريت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، من «فيفا» حظر الانتقالات من وإلى روسيا بعد غزو أوكرانيا.

ومن المفارقات التضامنية الغريبة إصدار نادي تشيلسي الإنجليزي بيانا يؤكد فيه دعم أوكرانيا ضد روسيا، وحمل بعض لاعبيه قمصانا عليها عبارات التآزر والمساندة لشعب أوكرانيا، في خطوة تؤكد تنحي رئيس النادي رومان أبراموفيتش الروسي الجنسية، عن مقاليد السلطة وتسليم إدارة «البلوز» إلى أمناء مؤسسة تشيلسي الخيرية.

قبل مباراة إيفرتون ومانشستر سيتي، عرف الملعب فيضا في مشاعر التضامن مع الشعب الأوكراني، إذ يملك سيتي بين صفوفه اللاعب الأوكراني أوليكساندر زينتشينكو، فيما يوجد مواطنه فيتالي ميكولينكو في صفوف إيفرتون، تعانق الثنائي بحرارة وأجهش بالبكاء قبل انطلاق المباراة في مشهد حول المدرجات إلى حائط مبكى.

الاتحادات الكروية نفسها التي ترفع اليوم شعارات التضامن مع أوكرانيا، هي التي هاجمت محمد أبوتريكة في نهائيات كأس إفريقيا حين أعلن تضامنه مع غزة، ونددت بموقف لاعبين ومشجعين بعثوا برسائل واضحة ومشفرة للغزاة، وأشهرت البطاقة الحمراء في وجوههم وقالت في بياناتها: «رجاء لا تخلطوا السياسة بالرياضة».

ليست جامعات أوكرانيا هي التي تستهوي المغاربة، ولا حسناوات هذا البلد هي التي تمارس جاذبيتها علينا، بل هناك أندية أوكرانيا طلبت ود لاعبين مغاربة فسارعوا إلى الاحتراف بناء على وصية الوكيل يوري سيباستيان، ولسان حالهم يردد مع نزار قباني رائعته:

برغم الريح وبرغم الجو الماطر والإعصار.. الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار.

احترف الحارس الجرموني في دينامو كييف وحمل قادوري نفس القميص وتلاهما المحدوفي الذي لعب في كييف وغاركيف، فضلا عن الشاب بوزرعة الذي عاد إلى المغرب مؤخرا عبر الحدود الرومانية بعدما كان يصنع أفراح الكروات في الملاعب.

ماذا نحن فاعلون أمام غزو الروس الذين أفسدوا متعة الكرة وبعثروا أوراق «فيفا»، وحرموا حكامهم ولاعبيهم وخبراءهم من ممارسة لعبة يقتاتون منها؟

هل نعلن مقاطعة المنتوجات الكروية الروسية، ونطلب من وكلاء اللاعبين وقف تصدير نجوم الكرة المغربية إلى بلد بوتين، ونمنع استيراد المدربين الروس، ونقاطع كراتهم وقمصانهم وأحذيتهم الصلبة وخططهم؟

لقد رأينا مقاطعة الهند لبضائع المحتل الإنجليزي بقيادة المهاتما غاندي، فلا مانع إذن من التأسيس لمقاطعة رياضية حتى لا يرفرف علم روسيا في ملاعبنا، ولا داعي للتبضع من أسواق المواد الغذائية التكميلية الروسية الصنع، ولا بأس من مقاطعة «كاشيرهم» الرياضي حتى ولو عشنا نباتيين إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

احترف كثير من اللاعبين المغاربة في روسيا أبرزهم القناص بيضوضان، فهل هي الصدف الماكرة التي حملت قناصا إلى هذا البلد؟ كما استعانت الكرة المغربية بمدربين روس حملوا معهم خطط غزو الخصوم وقصف مرماهم، لكن كرتنا لا تحن للمدرسة الروسية ولا تأمن غدرها.

قبل تفكيك الاتحاد السوفياتي وتحديدا في بداية الثمانيات، زار فريق دينامو كييف مدينة الفقيه بن صالح لخوض مباراة ودية ضد الاتحاد المحلي، وقبل يوم المواجهة كانت سيارة تجوب شوارع المدينة تروج للمباراة، وكان وراء الميكروفون رجل يردد بصوت خشن عبارة: «غدا لفقيه بن صالح ضد الاتحاد السوفياتي في الملعب البلدي».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى