النعمان اليعلاوي
استنفرت التقلبات الجوية الحادة التي شهدتها مدينة سلا، خلال الساعات الأخيرة، مختلف المصالح والسلطات المحلية، في ظل تساقطات مطرية مهمة وهبوب رياح قوية، تسببت في اضطراب الحركة بعدد من المحاور الحيوية، خاصة بالمناطق الساحلية المحاذية لمصب وادي أبي رقراق.
وأفادت معطيات محلية بأن السلطات المختصة اضطرت، كإجراء احترازي، إلى إغلاق الطريق الساحلي الرابط بين عدد من أحياء المدينة، بعد ارتفاع منسوب مياه البحر واشتداد الأمواج، ما شكل خطرا حقيقيا على مستعملي الطريق، خصوصا في المقاطع القريبة من الشاطئ، حيث سجل تسرب لمياه البحر إلى قارعة الطريق وتراكم للرمال والأتربة.
كما تقرر إغلاق مارينا أبي رقراق بشكل مؤقت، في إطار التدابير الوقائية الرامية إلى حماية مرتادي المرفأ والعاملين به، تفاديا لأي حوادث محتملة نتيجة الرياح العاتية وحركة المد القوية. ويأتي هذا القرار بعد تسجيل اضطراب في الملاحة الترفيهية، وارتفاع غير معتاد للأمواج داخل الميناء.
وفي هذا السياق، كثفت السلطات المحلية، بتنسيق مع مصالح الوقاية المدنية والأمن الوطني والقوات المساعدة، من تدخلاتها الميدانية، حيث تم نشر عناصر للمراقبة وتوجيه حركة السير، إلى جانب تعبئة آليات لشفط المياه وإزالة العوائق من الطرق المتضررة. كما جرى تحذير السكان ومستعملي الطريق من الاقتراب من المناطق الساحلية، خلال فترة سوء الأحوال الجوية.
وشهدت بعض الأحياء المنخفضة بسلا تجمعا لمياه الأمطار، ما تطلب تدخل فرق تقنية تابعة للجماعة وشركة التدبير المفوض، من أجل الحد من آثار التساقطات، وضمان انسيابية حركة المرور. كما تم تسجيل سقوط بعض الأغصان والأشجار نتيجة قوة الرياح، دون تسجيل خسائر بشرية، وفق المعطيات المتوفرة إلى حدود الساعة.
وأعادت هذه التقلبات الجوية إلى الواجهة إشكالية هشاشة البنيات التحتية في مواجهة الظواهر المناخية المتطرفة، حيث طالب عدد من الفاعلين المحليين بتسريع وتيرة إنجاز مشاريع تصريف مياه الأمطار وتعزيز حماية الطريق الساحلي، تفاديا لتكرار مشاهد الإغلاق مع كل اضطراب جوي.
وتواصل مصالح الأرصاد الجوية تحذيرها من استمرار حالة عدم الاستقرار الجوي خلال الساعات المقبلة، داعية المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، والالتزام بتعليمات السلطات المحلية، خصوصا مستعملي الدراجات النارية وقوارب الصيد التقليدي.
