
طنجة: محمد أبطاش
ألقت الفاجعة التي وقعت بمدينة آسفي، يوم الأحد الماضي، بسبب التساقطات المطرية وأودت بحياة عدد كبير من الضحايا، (ألقت) بظلالها على مدينة طنجة، حيث تعالت مطالب بعدد من أحياء عاصمة البوغاز بضرورة التدخل العاجل لتنظيف ما يُعرف بـ”أودية الموت”، التي تخترق النسيج الحضري للمدينة، وذلك في ظل تزايد المخاوف من تكرار سيناريوهات مأساوية على غرار آسفي، حيث سُجلت وفيات بسبب اختناق الأودية داخل المجال الحضري.
وحسب بعض المعطيات، فإن عددا من هذه الأودية تحولت، بفعل الإهمال وتراكم الأوحال والنفايات الصلبة ومخلفات البناء، إلى نقاط سوداء تشكل خطرا حقيقيا مع كل تساقطات مطرية قوية، خصوصا في الأحياء ذات الكثافة السكانية على رأسها مقاطعة بني مكادة. ونبهت المصادر إلى أن انسداد مجاري الأودية داخل طنجة يرفع منسوب المخاطر المرتبطة بالفيضانات المفاجئة، ويهدد سلامة السكان والبنيات التحتية، في وقت تشهد فيه المدينة توسعا عمرانيا متسارعا لم يواكبه، في كثير من الحالات، تأهيل كاف لشبكات تصريف المياه وحماية المجاري الطبيعية. وعلى صعيد آخر، طالب منتخبون بطنجة بإطلاق برنامج استعجالي لتطهير الأودية وتنقيتها بشكل دوري، مع إزالة كل أشكال التعدي على حرمها، وتعزيز المراقبة لمنع رمي النفايات بها، إلى جانب إعداد مخططات وقائية.
إلى ذلك، كشفت المصادر أن الكل لا يزال ينتظر نتائج تحقيقات باشرتها لجنة من وزارة الداخلية بخصوص منح التراخيص للسكن فوق الأودية، حيث أن هذه التحقيقات انصبت حول الرؤساء السابقين الذين قاموا بالتأشير على هذه الرخص، بالرغم من مخاطر هذا الأمر، فبالإضافة إلى منطقة المرس التي كانت في الأصل عبارة عن “واد السواني”، فإن عددا من المناطق بالمدينة تحولت في رمشة عين إلى أحياء كاملة التجهيز، وهو ما ينافي القوانين الجاري بها العمل ويعرض حياة المواطنين للخطر.
للإشارة، تخترق طنجة عشرات الأودية والمجاري المائية الطبيعية التي تشكل جزءا من بنيتها الجغرافية، من أبرزها واد ليهود وواد السواني، إلى جانب أودية أخرى تمر عبر أحياء مأهولة أو بمحاذاتها. ومع التوسع العمراني المتسارع الذي عرفته المدينة خلال السنوات الأخيرة، تحولت هذه الأودية من عناصر طبيعية لتصريف المياه إلى نقاط سوداء. وخلال موسم التساقطات المطرية، تتفاقم المخاطر المرتبطة بهذه الأودية، حيث يؤدي ارتفاع منسوب المياه إلى جريان قوي ومفاجئ، خاصة في المقاطع التي تعرف اختناقات، بسبب تراكم الأتربة والنفايات ومخلفات البناء.





