سفيان أندجار
رغم خروج المنتخب المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة من دور ربع نهائي كأس العالم بقطر، إلا أن صدى مشاركته المبهرة ظل يتردد بقوة في عواصم الكرة العالمية. فجيل «الأشبال» خطف الأضواء بأدائه المثير وشخصيته التنافسية، ليحوّل البطولة إلى منصة لولادة مواهب مغربية استثنائية، تتهافت عليها كبريات الأندية الأوروبية.
فما إن أسدل الستار على مشوار «أشبال الأطلس» في المونديال، حتى بدأت العروض تنهال على أبرز عناصر المنتخب الوطني، في مشهد يعكس القيمة الفنية العالية التي قدمها اللاعبون المغاربة الشباب، وقدرتهم على الظهور بثبات ضد مدارس كروية عريقة.
فإلياس السعيدي، جوهرة أوكسير ونجم وسط الميدان، تحول إلى مطلوب بقوة في إنجلترا وإسبانيا وألمانيا، مع إصرار واضح من نادي أرسنال الإنجليزي على خطفه في «الميركاتو» الشتوي المقبل، قبل أن يصطدم بعناد ناديه الفرنسي الذي يراه مشروع نجم للمستقبل.
الأمر لم يتوقف عند السعيدي وحده؛ فالعين الأوروبية امتدت إلى أسماء أخرى تألقت في كأس العالم، وفي مقدمتها زياد باها، المهاجم المغربي، الذي جذب انتباه كشافي نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، بعد أداء بدني وفني مميز، جعل منه واحدا من الأسماء الأكثر تداولا في تقارير الكشافين خلال الأيام الأخيرة.
التقارير تشير كذلك إلى اهتمام متزايد من أندية في إيطاليا وهولندا وبلجيكا باللاعبين المغاربة الفتيان، بعد المستوى الرفيع الذي أبانوا عنه في المحفل الرياضي العالمي، حيث كشفت البطولة عن جيل موهوب يمتاز بالسرعة والذكاء التكتيكي والقدرة على اللعب تحت الضغط، وهو ما يجعلهم أهدافا مغرية لبرامج التكوين في أوروبا.
ورغم الخروج المبكر نسبيا من كأس العالم للفتيان، إلا أن ما حققه «أشبال الأطلس» اعتُبر نجاحا حقيقيا على مستوى الفرديات، بعدما نجح اللاعبون في لفت الانتباه إلى جودة العمل القاعدي بالمغرب، وإلى قدرة الكرة المغربية على إنتاج نجوم كبار في سن مبكرة.
وبين رغبة الأندية الأوروبية في الظفر بهذه المواهب، وتمسك الأندية الفرنسية التي تحتضن بعضهم بمشاريعها الخاصة، تبدو فترة الانتقالات القادمة مُقبلة على صراع كبير حول الجواهر المغربية، التي أثبتت أنها مستقبل الكرة الوطنية… وربما مستقبل الكرة الأوروبية أيضا.
