الداخلة: محمد سليماني
لم يتمكن فريق الغواصين الذين تم تكليفهم في إطار تعاقد الشركة مالكة السفينة الغارقة في مياه المحيط بجنوب إقليم أوسرد مع شركة للغطس بالمحمدية، من انتشال جثث ستة بحارة يفترض أنهم ما يزالون عالقين داخل السفينة في قعر المحيط.
واستنادا إلى مصادر مهنية بالداخلة، فإن جميع المحاولات التي باشرها الغواصون طيلة الأسبوع الماضي، لم تمكنهم من الدخول إلى السفينة الغارقة، بسبب الظلام الدامس حيث توجد السفينة على عمق يتجاوز 65 مترا، كما أن التيارات البحرية في الأعماق تحرك السفينة بشكل مستمر في اتجاهات مختلفة، وتدحرجها أيضا ما يجعل أمر الدخول للبحث عن جثث البحارة أمرا في غاية الخطورة.
وبعد محاولات عديدة من قبل الغطاسين، لم يتمكنوا من الوصول إلى الضحايا، كما أنه لم يتم التأكد من إن كان هؤلاء الضحايا ما يزالون عالقين في السفينة الغارقة أم لا.
وكان ثلاثة غطاسين يشتغلون بشركة للغطس بشمال المملكة قد انتقلوا رفقة بعض الأطر التقنية للشركة إلى الموقع الذي غرقت فيه سفينة الصيد في أعالي البحار «تيليلا» جنوب المملكة، وذلك من أجل مباشرة عملية انتشال 6 بحارة يعتقد أنهم ما يزالون عالقين داخل السفينة الغارقة منذ يوم 20 يناير المنصرم، وبالضبط داخل «الباسريل» (قمرة القيادة)، خصوصا وأن بعض المعلومات تؤكد أن طاقم السفينة كان في (الباسريل) لحظة تسرب المياه إلى السفينة، قبل أن تختفي في عمق المياه بسرعة فائقة، مما فوت الفرصة على الطاقم للنجاة بأنفسهم، بسبب انقلاب السفينة وغمرها بالمياه في فترة وجيزة، كما أن سوء الأحوال الجوية، وعلو الموج بشكل كبير، كان لهما أثر سلبي على الحادثة، إذ لم يجد العالقون داخلها فرصة لإيجاد حلول للفرار باستعمال أجهزة السلامة والوقاية.
واستنادا إلى المعطيات، فقد سبق أن طالب عدد من البحارة والمهنيين بعدما لم يظهر أي أثر للمفقودين الستة، بضرورة انتداب غطاسين مهرة للبحث عن البحارة المفقودين وهم القبطان ومساعده، والمكلف بالآلات، ثم الملازم، إلى جانب بحارين اثنين من العاملين على متن السفينة، وهو الأمر الذي تمت الاستجابة إليه مؤخرا، لكن جميع المحاولات لانتشال هؤلاء باءت بالفشل.
يشار إلى أن غرق هذه السفينة، نتج عنه وفاة أربعة بحارة كانوا لحظة الحادث نائمين، وتم انتشالهم بعد ذلك من قبل أربع سفن للصيد في أعالي البحار كانت في تلك اللحظة قريبة من موقع الحادث، فيما نجا 14 عاملا من موت محقق، بعد إنقاذهم من قبل سفن أخرى للصيد. وحسب المعطيات، فإن الباخرة المسماة «تيليلا»، قد تعرضت للغرق بالمياه الإقليمية لمنطقة أوسرد بأقصى جنوب المملكة المغربية حوالي الساعة الثالثة فجرا، وذلك في منطقة محددة بإحداثيات 21 درجة 04 شمالا و17 درجة 20 غربا.
